- En
- Fr
- عربي
من هنا وهناك
في إطار المحاضرات الشهرية بعنوان «أثر لبنان في عصر النهضة» التي تنظمها «الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا» (AUST)، كان لقاء بعنوان «لبنانيات رائدات في النهضة»، شارك فيه الدكاترة: إلهام كلاّب البساط، سامي مكارم، ميشال جحا وصادق مكّي، وأدار الندوة الدكتور منيف موسى.
الإفتتاح كان مع موسى في مقدمة عن الأدب النسوي، عنوان اللقاء، الذي «يستحضر أديبات وشاعرات وصحافيات وثائرات اجتماعيات، كان لهنّ على الأدب فسحة أنثوية لطّفت أجواءه وصبغتها بألوان زاهية بهيّة، فتركن بصمات ناعمة على نهضة العرب لونها لون لبنان في الحرية والآداب والعلوم والفنون والثقافة. بصمات حرة متحررة وداعية إلى تحرير المرأة».
أما «الريادة النسائية مع عفيفة كرم» فكانت عنوان محاضرة البساط في استعادة لذكرى الأديبة المهجرية عبر «غادة عمشيت» وهو العنوان الشهير لرواية أصدرتها سنة 1914 ووصلت أصداؤها إلى كل بيت. وتحدثت البساط عن عفيفة كرم منذ ولادتها في عمشيت العام 1883 حتى وفاتها العام 1924. فهي «لم تكتب إلا دراسات قليلة ومقالات عابرة. ولكن من خلالها ومن استقراء آثارها الباقية تتشكّل صورة هذه الأديبة، الروائية، والمترجمة والصحافية والناقدة والمناضلة، وخصوصًا صورة هذه الشخصية التي تميزت بعصاميتها وإنسانيتها ووطنيتها، ولاسيما بمثابرتها وجرأتها الفكرية وثورتها على كل ظلم وظالم».
وتحدث مكارم عن ثائرتين من عصر النهضة هما نظيرة زين الدين وعفيفة صعب. فزين الدين «ألّفت كتابيها «الفتاة والشيوخ» و«السفور والحجاب» وهي دون العشرين. وكتاباها المذكوران يُعَدّان مرجعًا أسس للعلاقات بين الرجل والمرأة في الإسلام. أما صعب فقد أنشأت مجلة «الخدر» وهي لم تتجاوز التاسعة عشرة، لتكون أول مجلة تهتم بالمرأة في الشرق. ثم نراها وهي لم تبلغ الخامسة والعشرين تؤسس في مدينة عاليه مدرسة الصراط لتصبح في ما بعد ثانوية الصراط، وقد أمّتها طالبات من جميع الأقطار العربية».
مداخلة جحا تحدث فيها عن «جوليا طعمه دمشقية» ومجلتها «المرأة الجديدة»، وهي «ابنة المعلم جرجس طعمة من المختارة - قضاء الشوف، مسيحية بروتستانتية من أصول كاثوليكية. كانت رائدة في الحقلين الأدبي والاجتماعي، فأسست العام 1921 مجلة نسائية سمّتها «المرأة الجديدة»، وبعد فترة قصيرة أسست مجلة للأطفال هي «سمير الصغار»، ثم مجلة أدبية هي «النديم». انتشرت مجلة «المرأة الجديدة» في لبنان والعالم العربي وأدّت دورًا بارزًا في دعم قضية المرأة العربية... بلغ عدد الافتتاحيات التي كتبتها في مجلتها 62، وكانت تخاطب المرأة الشابة وترشدها إلى مستقبل زاهر لتؤدي دورها كأم وزوجة وسيدة تعمل لتربية الأولاد وخدمة المجتمع الذي تعيش فيه، كما أنها كانت تستحثّ المرأة المثقفة والكاتبة المرشدة على أن تساهم معها في الكتابة في المجلة وتعاونها على بث روح التوعية والتطور».
أما مكّي فتحدث عن زينب فوّاز بنت البلاد العاملية، «حيث نشأت، وتعلمت، وتثقفت... ثم انتقلت إلى دمشق، ثم إلى مصر، حيث استكملت ثقافتها، ثم بدأت عندها مرحلة الإبداع والإنتاج الفكري المرموق الذي كان محط تقدير أهل الثقافة في تلك الفترة. كتبت مقالات نشرتها في الصحف الشامية والصحف المصرية تعالج الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. تركت زينب فواز إرثًا أدبيًا كبيرًا، ومنه: «الرسائل الزينبية»، وهو مجموعة مقالات شعرية ونثرية، «حُسْنُ العواقب أو غادة الزاهرة»، وهو رواية موضوعها مستمد من البيئة العاملية في عاداتها وتقاليدها، «الملك قوروش» وفيها حديث عن المجوسية، و«الديانات الموحدة الثلاثة» (رواية تاريخية)، «كشف الإزار عن مخبئات الزار» ، «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور»، وهو من كتب التراجم، يحوي أربعمائة وست وخمسين ترجمة حول سير نساء مشهورات ( شرقيات وغربيات)، وهو أكبر مؤلفاتها وأهمها.