من هنا وهناك

«لغتي هويتي قوة الأمة من قوة لغتها» في الأونيسكو
إعداد: جان دارك أبي ياغي

نظّمت «هيئة الإحياء العربي» ندوة في إطار حملة الدفاع عن العربية، تحت شعار «لغتي هويتي، قوة الامة من قوة لغتها»، في قصر الاونيسكو، بحضور نخبة من الكتّاب والأدباء والمفكرين والمثقفين والأساتذة.
 بعد النشيد الوطني اللبناني، قالت الدكتورة سلوى الخليل الامين التي قدّمت الندوة وأدارتها: «نحن بني يعرب، حملنا لغة قومنا تراثًا وطنيًا قوميًا أصيلاً، لكننا بتنا اليوم نتباهى بنكران لغتنا التي هي هويتنا، وبقدرتنا على إتقان اللغات الاجنبية، وهي ضرورة من منطلق القول «من عرف لغة قوم أمن شرهم»، لكن ليس على حساب انهزام اللغة الأم... وهنا تكمن المشكلة الكبرى، حين نبدي الأسف ونقف متفرّجين على اندحار أبجديتنا العربية، التي انطلقت من أرضنا سابحة عبر الكون، مؤسسة لحضارة الأمم وأبجديتها وعلومها المختلفة. فقد كانت العربية في الزمن الغابر لغة الطب والجبر وعلوم الفلك والحساب والفلسفة، ولم تقتصر مفرداتها وتعابيرها على الأدب شعرًا ونثرًا. لهذا علينا ألا نعيش في غفوة سلام واطمئنان، متكلين على ما تضخه لأولادنا الحضارة الغربية العاملة بكل امتداداتها على اختراق صفوفنا، وشرذمتنا فرقًا متناحرة».
 من جهته، أعلن رئيس هيئة الإحياء العربي المهندس واصف شرارة ولادة «نادي الإحياء العربي» الذي ولد ليساهم في سد الحاجة الى علم أو ثقافة أو معرفة، بشعار «قوة الأمة من قوة لغتها». وقال: «هدف الأعداء يتمثل بضرب هذا المكوّن الأول للأمة، تمهيدًا للانتقال إلى المكونات الأخرى...». وأكد أننا «لسنا ضد لغة ثانية، فهذا أمر ضروري للتواصل مع الشعوب الأخرى، لكن ليس على حساب إهمال اللغة العربية».
ثمّ تحدّث  الدكتور ميشال كعدي عن القصور اللغوي: «إذا أهملنا قيم هذه اللغة، نهمل أصلاً لنا، ونهمل تراثًا، وشكلاً إنسانيًا بسط سلطانه بادىء ذي بدء على مجموعات بشرية تناثرت في الدنيا». وختم: «الهرم اللاحق بالعربية، إنما هو في الأمة، لا في اللغة، ولكن في المستطاع أن نجاري العصر والألفية الثالثة إذا أردنا».
بدوره، أشار الأديب جان كميد في مداخلته  إلى أن «اللغة تحتل في علم النفس منزلة كمنزلة سائر القوى النفسية من ذاكرة وفكر وإحساس وإرادة وعاطفة». وقال: «في الدراسات المتعلقة باللغة كان لمسألة اللغة الأم عناية خاصة، نظرًا إلى دقة الموضوع واتصاله بأعماق النفس ليمكن تحديد ماهية هذه اللغة بالنسبة إلى اللغات الأخرى التي يتلقنها الإنسان وما لها من وضع خاص معه».
وفي ختام الندوة، تقرّر تأليف لجنة للارتقاء بالعربية قوامها: د. سلوى الخليل الامين، وواصف شرارة وميشال كعدي، ونبيل الاعور، وغازي مراد، ومصطفى الدندشلي.