وقفة وفاء

«مريم عند تيتا» في إطار تكريم عائلات الشهداء
إعداد: باسكال معوض بو مارون

بمناسبة الأعياد أقامت السيدة يونا حكيم غصن عقيلة وزير الدفاع الوطني حفلاً تكريميًا لأبناء شهداء الجيش اللبناني، بحضور عقيلات كبار ضباط قيادة الجيش تخلّله عرض مسرحية للأطفال من كتابة جيزال هاشم زرد وإخراج ماريلين زرد مصابني بعنوان «مريم عند تيتا».
يروي العمل قصّة مريم الفتاة الصغيرة التي تزور جدّتها وتقضي وقتًا مسليًا ومثقفًا في طبيعة القرية الجميلة، حيث تتعرّف إلى الحيوانات والحشرات وأهميتها في دورة الحياة، وذلك في قالب فكاهي مسلٍ.


«أنا بطل»
السيدة يونا غصن وفي دردشة مع مجلة «الجيش» تحدّثت عن بداية المشروع :خطرت لي الفكرة يوم زرت ثكنة المجوقل ورأيت متحف تكريم شهداء الفوج وكم كان الجو مؤثرًا، فتحرّكت في داخلي مشاعر لم أعهدها من قبل، حثّتني على القيام بلفتة تكريم لمن قدّم أغلى ما عنده دفاعًا عن وطنه.
وبالفعل فقد جرى التنسيق بيني وبين السيدة جيزال هاشم زرد والجهة الراعية، وحددنا أطر المشروع وبدأ العمل بشكل جدّي لنصل بأسرع وقت إلى دعوة كل أبناء الشهداء لحضور هذه المسرحيّة الهادفة.
وأحببت أن أكرّم عائلات الشهداء فصنعنا درعًا لكل عائلة نقش عليه إسم الشهيد مع عبارة «أنا بطل»، وتمّ تسليم الدروع لكل عائلات الشهداء.

 

في أحضان الطبيعة وحماها
السيدة جيزال هاشم زرد بدورها أوضحت أن موضوع المسرحية بيئي بامتياز، ويتحدّث عن إحترام كل مخلوقات الطبيعة، كما يضيء على مشكلة النفايات وضرورة فرزها وأضرارها البيئية، مع التركيز على مخاطر رمي البطاريات عشوائيًا مشيرة إلى أن العمل تم بالتعاون مع وزارة البيئة.
وأوضحت السيدة زرد: لقد اخترنا أقرب شخص إلى الأطفال «التيتا» وهي الإنسان الحكيم الذي يقدّم لنا رسائل بيئية بطريقة سلسة ومحببة؛ ويرسّخ في ذهن الولد أنه يمكن أن يعيش الحلم الطفولي لكن عليه واجبات ينبغي التزامها. وبهذا نبدأ بتصحيح المجتمع من أسفل الهرم.
أما عن جو المسرحية فتقول السيدة زرد أنّه ينقلنا من جو المدينة الخانق إلى القرية والطبيعة الغنيّة بالمخلوقات الكبيرة والصغيرة، والتي ينبغي المحافظة عليها كلها.
وأضافت زرد: لقد بدأت مسيرتي مع أبناء شهداء الجيش وكانوا يدعمونني جدًا وبقينا طوال 15 عامًا نعمل سويًا في كل المناسبات. أنا اليوم أيضًا أدعو الجميع إلى بناء وطن سلاحه المحبة، وأدعو أبناء الشهداء إلى حمل إرث آبائهم الغالي، لأن الشهيد زرع الخلود والحياة وسقاهما بدمه لتبقى إرادة الحياة والوطن الأسمى والأقوى.

 

عائلات الأبطال
في ختام المسرحية ألقت السيدة غصن كلمة نوّهت فيها بعطاءات الشهداء وتضحياتهم، مؤكّدة أنّهم قدّموا أغلى ما عندهم من أجل الوطن، فكان النصر الذي علّق وسامًا على صدر جميع اللبنانيين.
وبمناسبة الأعياد المجيدة نجد اليوم أنفسنا أمام ذكرى الشهداء لنوجّه تحية إكبار واعتزاز لمن ضحّى بأغلى ما عنده من أجل استقرار الوطن وسيادته.
وشدّدت على أن الشهادة هي سر بقاء الأوطان وأن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ستزهر مستقبلاً مليئًا بالمحبة والعطاء. وأمِلت أن تكون الأعياد المجيدة فاتحة خير وسلام على لبنان والعالم والجيش الذي هو المؤسسة الوحيدة التي تجمع تحت رايتها وجناحيها كل اللبنانيين. وختمت بالقول: إرفعوا رؤوسكم وافتخروا لأنكم أهل الأبطال وأبناؤهم.
وأخيرًا تسلّمت عائلات الشهداء دروعًا تكريمية يحمل كل منها إسم الشهيد مع عبارة «أبي بطل» أو «إبني بطل».