في المواجهة

«معًا»... لمستقبلٍ أفضل
إعداد: ندين البلعة خيرالله

«من أجل خير بلدنا وناسه اخترنا شعار «معًا»، كتعبيرٍ عن تضامن اللبنانيين في محنة كورونا، وتجسيدًا للتعاون بين مديرية التوجيه في الجيش اللبناني ووزارة الإعلام». هكذا تشرح مستشارة وزيرة الإعلام نورما أبو زيد شعار الحملة التي جمعت الطرفَين، بهدف توعية اللبنانيين على مخاطر الفيروس والحد من انتشاره.


حملة كانت أكثر من ناجحة، وركنًا أساسيًا من المبادرات التي جعلت لبنان من بين البلدان الأكثر نجاحًا في مواجهة هذا الوباء رغم تواضع إمكاناته ومحدوديتها.
خيار وزارة الإعلام التعاون مع مديرية التوجيه وصفته السيدة أبو زيد بالخيار الاستراتيجي نظرًا لمصداقية المؤسسة العسكرية وكفاءة المديرية. وتقول: «المؤسسة العسكرية لا تحتاج إلى شهادة من أحد، ولكن العمل عن قرب مع دوائر هذه المؤسسة يترك انطباعات إيجابية مضاعفة حول ضخامة الأدوار التي تضطلع بها لتأمين أمن الناس الصحي من خلال حملة «معًا»، لديهم قدرات بشرية هائلة وإمكانات لوجستية يُعتد بها، وحب للعمل وشغف للعطاء وحرص على البلد وأهله».
واكبت الحملة كل مراحل تطور هذا الفيروس في لبنان، وتستمر اليوم في توعية المواطنين خصوصًا مع بدء وزارة الصحة والهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بتخفيف تدابير التعبئة العامة. اليوم يعود الناس إلى أعمالهم وستفتح المدارس والحضانات أبوابها، ولكن هذا لا يعني «الفلتان»، بل ستستمر الحملة - بانتظار التدابير الجديدة التي ستُعمَّم في المرحلة القادمة - بتوعية الشعب حول التقيد بالتوجيهات لناحية المسافة الآمنة، وفق ما يوضح العقيد الركن الياس عاد والعقيد الركن نزيه جريج من مديرية التوجيه.
أما في ما يتعلّق بالصعوبات، فالعرقلة الوحيدة كانت تلك التي فرضتها إجراءات الوقاية من الفيروس إذ كان فريق التصوير ملزمًا باتخاذ كل إجراءات الحيطة، وبعض الأسماء التي اقتُرحت للحملة تعاطت بحذرٍ شديد مع فكرة التصوير. هناك من فضّل تصوير نفسه، ما استدعى جهدًا مضاعفًا من الفريق التقني. وفي ما عدا ذلك، يتمتع فريق المديرية بطاقةٍ استثنائية وكفاءة عالية، والتعامل معه يتّسم بالسلاسة.
في مقابل ذلك، بلغت الحملة أهدافها، وهذا الأمر نعرفه من خلال رصد نسبة المشاهدة عبر موقعَي الجيش ووزارة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد علّمتنا هذه التجربة أنّ العمل الجدّي والهادف والنابع من القلب يؤتي ثماره.
تبقى في النهاية الغاية من كل مجهود يُبذل، مستقبل أفضل وأمل يُطمئن اللبنانيين وينير لهم دربًا يحمل إليهم الصحة والأمن والأمان...