معارض ومؤتمرات

«ملتقى فورورد 2009» في دورته التاسعة
إعداد: جان دارك أبي ياغي - تريز منصور

آلاف طلبات العمل ودعوة الى إقرار خطة طوارئ تتدارك أزمة السوق

إفتتح «ملتقى فورورد التوظيفي» الأكبر في منطقة الشرق الأوسط دورته التاسعة في مركز المعارض والمؤتمرات «بيال» متحدّياً الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على أسواق العمل ومشرّعاً أبوابه أمام آلاف اللبنانيين المتقدّمين بطلبات توظيف وخصوصاً ممن عادوا أخيراً من دول الإغتراب أو يخططون للعودة بعد أن خسروا وظائفهم.
سبق الإفتتاح الرسمي للملتقى حفل غداء في صالة «باڤيون رويال ترّاس» أقيم بحضور وزير الإتصالات المهندس جبران باسيل، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان السيد غازي قريطم وممثل قائد الجيش العقيد أنطوان اسطنبولي وحشد من الفاعليات والهيئات الإقتصادية وكبار رجال الأعمال وممثلو وسائل الإعلام.

 

كلمة الإفتتاح
بداية ألقت المديرة العامة للشركة المنظمة «كاريرز» السيدة تانيا عيد كلمة لفتت فيها الى أن «فورورد» هو اليوم التحرّك الفعلي الوحيد على الأرض في مواجهة الإستحقاق الخطير على مستوى سوق العمل في لبنان، وناشدت الحكومة والمسؤولين جميعاً الوعي لخطورة الإستحقاق والقيام بالتعاون والتنسيق مع الهيئات الخاصة بوضع خطة مدروسة لاستيعاب أبناء الوطن العائدين اليه والإحتفاظ بهم، لأن خسارتهم من جديد كما نبّهت «ستكون هذه المرة سيفاً قاطعاً ذا حدين: فالفشل في احتواء الإستحقاق الجديد قد ينتج عنه إما تكرار ظاهرة الهجرة وهذه المرة بلا رجعة»، أو الأخطر من ذلك التسبّب بأزمة بطالة واسعة النطاق تؤدي الى كارثة إقتصادية مدمّرة، حيث يتحوّل أبناء الوطن العائدون الى عبء عليه وعالة».
وأعلنت عيد إطلاق خطة طوارئ من خلال مبادرة لوضع برنامج يدعم «إقتصاد العودة» وتتلخّص خطوطه العريضة بخلق فرص عمل عن طريق تسهيل تأمين قروض للمؤسسات الصغيرة الناجحة لتتحوّل الى شركات وسطية فتزيد من حاجتها الى عمال وموظفين، وإعطاء قروض بفوائد منخفضة جداً لكل صاحب فكرة أو خبرة يتطلع الى تأسيس شركة صغيرة أو عمل، والتحرّك نحو حضّ الدولة والمجلس النيابي لإصدار مراسيم أو إقتراح مشاريع مراسيم وتشريعات ضريبية محفّزة وقوانين تسهّل أعمال الشركات وتشجّع الإستثمارات الأجنبية والعربية، وأيضاً توفير مركز معلومات مهمته تأمين المعلومات التي يحتاج اليها العائدون الى وطنهم الأم، إن على المستوى الإجتماعي أو المهني وذلك عبر موقع إلكتروني ونشرة إلكترونية.
وتأكيداً على جدّية المبادرة والتصميم على المضي بها قدماً، قامت السيدة عيد بتوزيع دعوة خطية مباشرة على الحاضرين تضمّنت الخطوط العريضة لبرنامج «إقتصاد العودة» وتمنياً بإنشاء جسور تواصل لترجمته واقعاً على الأرض.

 

تقاطع بين العرض والطلب
الوزير باسيل اعتبر أن «هذا المعرض فريد من نوعه ويحقّق عاماً بعد عام نجاحات ويتعاظم شأنه لأنه يتناول شأناً لبنانياً أساسياً هو تأمين فرص العمل وهو أولوية لأي حكومة نظراً الى أهميته الإقتصادية والإجتماعية وقال:
«يعاني مجتمعنا خللاً في التركيبة الإجتماعية بسبب هجرة الشباب بالإضافة الى الخلل في التركيبة الإقتصادية الناتج عن شطب الطبقة الوسطى. وبسبب هذه الهجرة يفتقد لبنان اليوم الى الكفاءات والأدمغة المبدعة والخلاّقة التي من شأنها أن تدفع بالنمو الى الأمام. ويهمنا أن نشير الى أنه إذا نجح لبنان في تجاوز الأزمة المالية والإقتصادية فلسنا أكيدين أنه سيتجنّب أزمة البطالة العالمية. فنحن نفتقد حتى اليوم الى محاولة تركيب تصوّر واضح لاستيعاب أي لبناني يعود الى لبنان للبحث عن فرص عمل، فمن واجبنا إذاً التهيؤ لهذا الموضوع. لذلك من غير المسموح أن لا تكون لدينا خطة لاستيعاب اللبنانيين العائدين وأعتقد أننا قادرون أن نخلق في مجالات عديدة فرصاً إستثمارية مهمة، وقناعتي أن كل الوزارات في لبنان قادرة على ابتكار مجالات لتنمية الإقتصاد».
 

وأضاف:
«إن معرضاً على غرار فورورد أساسي فهو يؤمن التقاطع بين العرض والطلب إنما يبقى على الدولة أن تخلق فرص عمل من خلال توفير المناخ الإستثماري المناسب. ثمة مفاهيم خاطئة حول فرص الإستثمار التي يمكن توافرها في قطاعي الصناعة والزراعة. من غير المسموح التسليم بهذا المفهوم الخاطئ. لا يظن أحد أن الدولة عاجزة عن صرف الأموال في إستثمارات جديدة منتجة، ففي وزارة الإتصالات إستثمرنا ما يفوق الـ150 مليون دولار وسيحقق ذلك عائدات كثيرة للدولة الى جانب خلق المزيد من فرص العمل وتقديم خدمات جديدة للبنانيين ورفع نسبة الإختراق.
في النهاية أنوّه بدور القطاع الإقتصادي والهيئات الإقتصادية واقتصادنا أمام إنتظارات عديدة من غير المسموح أن نتخلّف عنها».

 

خلق فرص عمل
رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان السيد غازي قريطم ألقى بدوره كلمة تحدّث فيها عن إنعكاسات الأزمة المالية العالمية على لبنان وسبل مواجهتها محمّلاً السياسة الإقتصادية الحالية مسؤولية تبعات الأزمة على السوق اللبناني. ومما قاله في هذا السياق: «إن كان ينقصنا الإحصاءات الدقيقة عن العمالة الوافدة، لكن الأمر الأكيد أنه لا بد للبنان أن يتهيّأ للإحتمالات كافة، ولا بد للإقتصاد اللبناني من تحقيق نمو يخوّله خلق فرص عمل جديدة فضلاً عن الإحتفاظ بالفرص الحالية». وأضاف: «نحن نعتبر أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق السياسة الإقتصادية المتبعة التي بقدر ما تطوّر حوافز الإستثمار وتخفّف العبء الضريبي عن المؤسسات والأفراد، تستطيع استيعاب الضغوط الناتجة عن الأزمة العالمية».
ونوّّه قريطم بدور شركات التوظيف ومعارض التوظيف بتأمين فرص العمل، لافتاً الى أن ذلك دليل إضافي على ديناميكية القطاع الخاص وفعاليته.
بعدها توجّه الحضور الى قاعة المعارض وجرى الإفتتاح الرسمي لفورورد 2009، ثم جال الجميع على أجنحة المعرض واطلعوا على الخدمات التي يقدّمها والفرص المعروضة.
إشارة الى أن دورة ملتقى «فورود» هذا العام هي الأكبر والأشمل، إذ تشارك فيها أكثر من 140 شركة (معظمها لبناني) تعرض أكثر من 3000 وظيفة تشمل القطاعات والمستويات كافة.

 

مشاركة الجيش
قيادة الجيش - مديرية التوجيه شاركت في هذا المعرض لتعريف الطلاب على اختصاصات المؤسسة العسكرية وخصوصاً لناحية الإنتساب الى مدارسها المختلفة، وذلك من خلال تخصيص الجيش بجناح خاص لهذه الغاية. وقد تولّت اللجنة الثانية للمحاضرات برئاسة العميد أسعد مخول هذه المهمة.