زيارة تفقدية

«من جديد أنا فخور بكم»

تعكس زيارات قائد الجيش العماد جوزاف عون المتكررة إلى الطبابة العسكرية ومواكبته كل جديد فيها مدى اهتمامه بهذا القطاع الحيوي في الجيش، وإصراره على متابعة تطويره لبلوغ أفضل مستوى من الخدمات الطبية. اليوم وفي ظل أزمة كورونا تعمل الطبابة بمزيدٍ من الجهد، ومن جهته يواكب العماد عون كل شاردة وواردة مثنيًا على العمل الدؤوب، وفي هذا السياق تأتي زيارته الأخيرة للطبابة العسكرية متفقدًا المركز الخاص بكورونا فيها، وإن كانت الكلمة التي وجّهها من هناك قد حملت عدة رسائل.


أشار قائد الجيش إلى أنّ زيارته للطبابة العسكرية هي «تأكيد إضافي لأهمية هذا القطاع في المؤسسة العسكرية ودوره، خصوصًا في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نمرّ بها كما الكثير من دول العالم في مواجهة أزمة كورونا». وإذ لفت العماد عون إلى أنّ لبنان رغم تواضع إمكاناته، استطاع أن يحتوي هذا الوباء بشكلٍ أفضل مما حصل في الكثير من الدول المتقدمة، نوّه بوعي اللبنانيين والتزامهم معتبرًا أنّهم شركاء في مكافحة الوباء، لكنّه أعرب عن أسفه لعدم وعي البعض الذين لم يتقيدوا بالإجراءات اللازمة وتسببوا بالأذى لأنفسهم وللآخرين.


الوضع الصعب يشمل الجميع
وتطرّق العماد عون إلى الوضع المعيشي الصعب ودعوات البعض إلى تحركات احتجاجية، فلفت إلى أنّ هذا الوضع الصعب يشمل الجميع بما فيهم الجيش، لكنّ الأولوية تبقى للحفاظ على الحياة. وهذه المرحلة الصعبة ستنتهي ونعود إلى حياتنا الطبيعية.
كما أشار إلى أنّه بينما يُطلب من المواطنين البقاء في منازلهم حفاظًا على سلامتهم، ثمة «جيش أبيض» قوامه الأطباء والممرضون المضطرون إلى الخروج لمساعدة الآخرين، وخصوصًا من هم على تماس مع مرضى كورونا. واعتبر أنّ هؤلاء هم «شركاؤنا في الواجب والتضحية»، مضيفًا: «ننحني أمام تضحياتهم لأنهم يعرّضون حياتهم للخطر، ويتفانون في أداء واجبهم الإنساني». وفي السياق عينه أشار إلى الصليب الأحمر اللبناني، «المؤسسة الإنسانية العريقة في التضحية، والتي نجد متطوعيها إلى جانب كل مواطن وكل عسكري».


عسكرنا...
«لعسكرنا اللي عم ينفّذ مهماتو بها الفترة كمان بكل شرف وتضحية ووفا لأهلو وشعبو، بقول: هيدا شرف وفخر إلنا». بهذه الكلمات نوّه العماد عون بجهود العسكريين في هذه الظروف الصعبة ليضيف: «نحن مكلّفون رسميًا إلى جانب باقي القوى الأمنية بحفظ الأمن ومنع التجمعات حفاظًا على سلامة المواطنين، مهمتنا حماية شعبنا، أحييكم جميعًا».
وفي لفتة إلى الجهود التي بُذلت لمنع فيروس كورونا من الانتشار في صفوف العسكريين قال العماد عون: «أحيي الضباط، لقد كنتم واعين لخطورة الأزمة فاتخذتم من بدايتها إجراءات مهمة لمنع تفشّي الوباء في الجيش، من حملات التوعية إلى تصنيع مستلزمات الوقاية والحماية، وبفضل جهودكم لم يتفشّ الوباء في المؤسسة».
كما توجّه إلى «كل عسكرنا المنتشر على الأرض لتطبيق قانون التعبئة العامة» مؤكدًا أنّه يدرك مدى تضحياتهم كما يدرك بأنهم فخورون بهذه المهمة النبيلة.
وفي معرض التنويه بجهود الطبابة العسكرية تحديدًا، قال العماد عون: «أقدّر كل الجهود التي تبذلونها في هذه الفترة، فقد واكبتم منذ البداية الإجراءات اللازمة، وجهزتم مركزًا خاصًا بالكورونا، ومراكز حجر، وكنتم مستعدين لأي سيناريو ممكن أن يحصل».
وفي ختام كلمته عبّر قائد الجيش من أعماق قلبه عن فخره بكل ضابط ورتيب وعسكري قائلًا: «هالإجراءات والمبادرات اللي عملتوها خلّتني إشعر من جديد إني فخور فيكن».