مناورات وتمارين

«موج هادر»
إعداد: روجينا خليل الشختورة

بين بيروت وكسروان

المناورة السنوية للقوات البحرية

بين رأس بيروت ومنطقة الصفرا كان الموج هادرًا، فالشاطئ الممتد بين المنطقتين شهد وقائع عملية كبرى أدت إلى القضاء على مجموعة إرهابية كانت تحتجز سفينة سياحية رهينة، وتهدد بتفجير جسر المعاملتين...
«الموج الهادر» كان عنوان المناورة السنوية التي نفذتها القوات البحرية بمشاركة وحدات من القوات الجوية وبعض ألوية الجيش وأفواجه، إضافةً إلى وحدات من الأمن العام والجمارك والنقل البري والبحري والدفاع المدني والصليب الأحمر.

 

في الوقائع
حضر التمرين إلى جانب رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، عدد من كبار ضباط وزارة الدفاع الوطني وقادة الوحدات الكبرى، وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية، وعن قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، إلى جانب عدد من الملحقين العسكريين، ومسؤولي بعض الإدارات الرسمية والمؤسسات الإنسانية.
قائد القوات البحرية العميد البحري نزيه بارودي أوضح أنّ ما يميز المناورة السنوية للقوات البحرية هذا العام هو شموليتها، فمسرح العمليات يمتد من رأس بيروت إلى منطقة الصفرا، وقد شاركت فيها الأجهزة العاملة في الشأن البحري كافة (وزارة الأشغال العامة والنقل، الأمن العام، الجمارك، قوى الأمن الداخلي، إدارات المرافئ البحرية، الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني). وفي ما يخص قوى الجيش المشاركة، أوضح العميد بارودي أنها تضم إلى وحدات من قوى البحر، قوات برية وجوية، ووحدات خاصة.
أما في ما يتعلق بموضوع المناورة فهو من وحي أحداث عاشتها البلاد، علمًا أنّ المهمة تضمنت عملية نوعية تمثلت بتحرير رهائن مدنيين احتجزهم إرهابيون على متن باخرة ركاب في حرم مرفأ بيروت.
بعدها، أعطى العميد بارودي الكلام لمدير التمرين، الذي قدم لمحة عن أمر عمليات القوات البحرية (خطة التمرين).

 

في الوضع العام...
بتواريخ سابقة، حصلت عدة حوادث واضطرابات في السجون اللبنانية، على أثرها هددت مجموعات إرهابية بالقيام بأعمال تهدد سلامة الأراضي اللبنانية...
وزير العدل في الحكومة اللبنانية يصرح أنه لا يمكن الرضوخ في أي حال من الأحوال لأي مطالب صادرة عن تنظيم إرهابي خصوصًا في ما يتعلّق بالسجناء والمحكومين بقضايا إرهابية، وإنّ الأحكام القضائية الصادرة بحقهم يجب تطبيقها ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تتهاون بشأنها...
أحد مسؤولي التنظيم الإرهابي يهدد عبر مواقع الكترونية، الحكومة اللبنانية بافتعال أحداث أمنية شبيهة بالتي حصلت خلال حرب مخيم نهر البارد في حال لم تلبِّ مطالبهم وفي طليعتها الإفراج عن السجناء التابعين للتنظيم...
وقد توافرت للأجهزة الامنية اللبنانية معلومات عن تحركات مشبوهة لبعض العناصر في عدد من المخيمات الفلسطينية، الداعمين تنظيم فتح الاسلام، كما ضبطت القوات البحرية اللبنانيـة زورقـين كانا يهرّبـان كميـة من الاسلحـة والذخائر لصالح مجموعات مسلحة متمركزة داخل مخيمي البداوي والرشيدية...
 بتاريخ 21/9/2011، عند الساعة الثالثة فجراً، أقدم عناصر مسلحون على الاعتداء على حاجز للجيش اللبناني في منطقة المدفون مما ادى الى استشهاد جندي وجرح آخر وقتل 3 عناصر مسلحين. تزامن ذلك مع اعلان موقوفي فتح الاسلام العصيان في سجن روميه،  وصرح احد مسؤولي التنظيم بأن هذا الاعتداء ليس الا بداية لاحداث امنية أكبر في حال عدم الافراج عن السجناء والمعتقلين التابعين له.

 

في الوضع الخاص...
بتاريخ 21/9/2011 الساعة 04.00، أقدمت مجموعة مسلحة تقدر بحوالى 10 عناصر على الصعود إلى متن السفينة السياحيةAphrodite  «خلال رسوها في مرفأ بيروت، وأعلن قائد هذه المجموعة بواسطة إتصال راديوي مع برج المراقبة في مرفأ بيروت، أنّ أفراد طاقم السفينة هم رهائن لديها، ولن يخلى سبيلهم الا بعد الافراج عن معتقليهم في سجن روميه، وأن أي محاولة للاقتراب من السفينة أو مهاجمة المجموعة المسلحة من قبل اي جهاز امني سوف يؤدي الى قتل الطاقم...
بتاريخ 21/ 9/ 2011، الساعة 5.00، تطورت الاحداث الامنية، حيث تم تفجير عبوتين ناسفتين قبل جسر المعاملتين وبعده، وأقدمت مجموعة مسلحة قوامها حوالى30 مسلحاً على قطع الطريق الساحلية من جهتي الجسر، وتحصنت في البقعة المحيطة به، وأقامت مراكز قتالية عديدة. ومن المرجح ان هذه المجموعة تعمل بشكل موازٍ وبتنسيق مع خاطفي السفينة السياحية «Aphrodite» بهدف تحقيق المطالب نفسها، كما هددت بتفجير الجسر بعد أن تم تفخيخه بكميات كبيرة من المتفجرات...
توافرت معلومات عن وجود مركب مقابل خليج جونية، يحمل على متنه كمية من الذخائر والأسلحة لإمداد المسلحين على البر في منطقة المعاملتين ولتوفير وسيلة هروب إلى عرض البحر للمسلحين والسجناء بعد الإفراج عنهم...
كما توافرت معلومات مؤكدة لدى الرعيل الأعلى تفيد أنّ هدف الارهابيين تشتيت جهد الجيش وإرباكه وإضعاف السيطرة على المجموعات الارهابية المنتشرة في بعض المخيمات الفلسطينية، لذلك تقرر القيام بعملية عسكرية مشتركة بين قوى البر والبحر والجو لتدمير المجموعات الارهابية...

 

مراحل التمرين
في المرحلة الأولـى، أبحرت مجموعات القوة البرمائية والحماية وتفتيش السفن وزوارق القتال الأولى، الى بقعة العمليات، وتمّ استطلاع شاطىء المعاملتين ومرفأ بيروت بواسطة طائرة سيسنا.
في المرحلة الثانيـة، تمّ إهباط فصيلة مجوقلة لتطويق العدو ومحاصرته في المعاملتين ودهم السفينة السياحية (Aphrodite) في مرفأ بيروت من قبل قوة من فوج التدخل الثالث لتحرير الرهائن على متنها، وترافق ذلك مع ابرار مجموعة الإستطلاع ونزع الألغام التابعة لفوج مغاوير البحر لتأمين مراكب الإنزال في أثناء تقدمها للإبرار.
في المرحلة الثالثـة، قامت طوافتا غازيل بقصف الإرهابيين تحت جسر المعاملتين وتم إبرار مجموعات القتال (الدبابات والملالات) علـى شاطــئ المعاملتيـن، بالتزامـن مـع اعتــراض المركـب المشبـوه فــي خليــج جونيـة.
في المرحلة الرابعة، نفذ الهجوم ضد المجموعـات الارهابيـة وتـمّ القضـاء عليها...
هذا وقد نفذت المناورة بدقة وحرفية عاليتين، الأمر الذي استحق تنويه اللواء الركن سلمان الذي أثنى على كفاءة الوحدات وحسن التنسيق بين مختلف القوى والأسلحة المشاركة.


تصوير:
روبير مرقص
وجدي عازار - الجندي جو فرنسيس