مسرح

«نقدّم لكم وطن»… عمل «يمسرح» حقبة مضيئة من تاريخ لبنان
إعداد: جان دارك أبي ياغي

ثلاثة من كبار مبدعي لبنان إجتمعوا ليعيدوا لنا ألق الزمن الجميل. ريمون جبارة (المخرج) وأنطوان غندور (الكاتب) وأنطوان كرباج (بدور البطريرك الحويك) معًا عادوا ليقدّموا لنا عملًا جميلًا، مع مجموعة من الفنانين.
المسرحية تعود بنا 100 عام إلى الوراء لتخبرنا عن كبير من لبنان إسمه البطريرك الياس الحويك في عمل يحاكي التاريخ ليتوجه نحو الحاضر والمستقبل.
 عمل «يُمسرح» حقبة من تاريخ لبنان تمتد من العام 1912 إلى حين خروج العسكر العثماني من البلاد العام 1920. البطريرك الياس الحويك كان أحد نجوم تلك المرحلة، وبما يملك من حنكة ودراية سعى إلى تحقيق وطن قادر على الإكتفاء الذاتي، ومهّد لنيله الإستقلال ومنحه الحرية في اتخاذ القرار. وبما أن تحقيق هذا الحلم كان من المستحيلات، حاول بطرق وأساليب شتى إنقاذ شعبه من المجاعة، فهادن، وحاور، وأقدم وتراجع، لكنه على الرغم من كل الظروف لم يتخلّ عن تحقيق حلمه بلبنان الكبير.
تختصر المسرحية ذلك الواقع، من خلال دار للعجزة يديره دكتور شاب كان أرسله البطريرك ليتخصص في فرنسا، وحين عاد أوكل إليه أمر الدار حيث يجتمع رجال ونساء من جميع الطوائف والمناطق ويؤلفون فرقة موسيقية كل فيها يعزف على ليلاه...
وإلى جانب الدار، كان هناك ميتم، يضم أطفالًا، فقدوا أهلهم في الحرب من جراء الجوع أو السخرة أو التجنيد الإجباري، وقد وفّرت لهم «مجدولي» كل الرعاية والحنان.
قصة حب تنشأ بين الدكتور العائد من الغربة، و«مجدولي» راعية الأطفال، بأسلوب شفاف، يتجه أحيانًا إلى الشاعرية، ويعود إلى الواقعية، وهو الأسلوب الذي عُرف به الكاتب أنطوان غندور.
في الميتم ودار العجزة يبرز الجانب السياسي للعمل من خلال علاقة البطريرك الحويك بعدد من المتصرفين، لعل أبرزهم المتصرف الأرمني أوهانس قيوميجيان الذي برهن عن صداقة كبيرة للبطريرك وكان وداعه له مؤثرًا حين قرر تقديم استقالته ومغادرة البلاد.
يتطرق العمل إلى صراعات تلك الأيام وإعدامات ساحة الشهداء وتنافس فرنسا وانكلترا والشريف فيصل على السيطرة على البلاد، ولجنة كراين ودخول أميركا الحرب، ودور مترجم القنصلية الفرنسية يومها الصحافي اسكندر الرياشي ومراسلات يوسف السودا وغيرها من الأحداث المتسارعة وقتذاك.

 

المشاركون

المسرحية من بطولة: أنطوان كرباج، عبير نعمه، وجيلبير جلخ.
تأليف: أنطوان غندور.
إخراج: ريمون جبارة.
تمثيل: بيار شمعون، خالد السيد، مخول مخول، علي الزين، نجلا الهاشم، فاديا عبود.
الموسيقى والألحان: جوزف العنداري.
أزياء: بابو لحود.
إنتاج: «شركة لبنان التراث».