تحقيق عسكري

«هون بالخدمة وهونيك بالخدمة... وللوطن نحن»
إعداد: أنطوان صعب الرقيب سامر حميدو

عسكريو اللواء 12 والتدخل الرابع عن الخدمة  في طرابلس والخطر والواقع المرير

 

حفظ أمن طرابلس مهمة قد تبدو أشبه بالاستحالة في ظل الواقع المعقّد. اللواء الثاني عشر وفوج التدخل الرابع يتسلّمان المهمة الصعبة.
في المراكز والشوارع عسكريون يواجهون الموت ليحفظوا لمواطنيهم حق الحياة.
هؤلاء يأتون الى الواجب من مناطق مختلفة وبأسماء مختلفة، لكنهم في تأديتهم له يعرفون بإسم واحد، ويعرفون كل الأماكن بهوية واحدة.
«الجيش» زارت اللواء الثاني عشر حيث قابل الزميل انطوان صعب قائد اللواء وعددًا من الضباط والعسكريين.
كما زارت فوج التدخل الرابع حيث كان للزميل الرقيب سامر حميدو لقاء مع قائد الفوج وجولة بين العسكريين.
وفي ما يلي حصيلة الجولة التي يتخللها استعادة لأبرز جولات العنف والمواجهات التي خاضها الجيش مع المسلحين حفاظًا على أمن المدينة.

 

قائد اللواء 12: معنويات عسكريينا مرتفعة
تسلّم اللواء الثاني عشر مهماته في المنطقة التي كانت أشبه ببرميل بارود، يوجد باستمرار من يشعل النار بقربه. ويخبرنا قائده العميد سعيد الرزّ ان تسع جولات عنف حصلت بين المسلحين في جبل محسن وباب التبانة خلال تسلّمه مهماته في المنطقة:

 

• اولًا، من 16/7/2012 ولغاية 28/7/2012، حصلت اشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، وقد تعرّضت دوريات اللواء خلالها الى اطلاق نار من المسلحين. الدوريات كانت تسيّر للفصل بين المنطقتين، وجرى العمل على توقيف الاشتباكات، وحماية المواطنين العزل، في موازاة الرد على مطلقي النار. حينها تعرّض عدد من العسكريين لإطلاق النار ما أدى الى وقوع جرحى في صفوفهم.

 

• ثانيًا، من 20/8/2012 ولغاية 27/8/2012، حصلت اشتباكات وتطورت لتشمل احياء في مدينة طرابلس. وقعت اصابات بين العسكريين، وجرى الرد على مصادر النيران وبسط سلطة الدولة واعادة الهودء.

 

• ثالثًا، من 19/10/2012 ولغاية 24/10/2012، على اثر استشهاد اللواء وسام الحسن في 18/10/2012 وقعت اشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، وتعرّضت مراكز الجيش لإطلاق نار مباشر، فتضرّرت الآليات. اتخذت الاجراءات اللازمة ونفذت المهمة بصورة ممتازة، وأجبر المسلحون على التراجع.

 

• رابعًا، من 3/12/2012 ولغاية 10/12/2012، وعلى أثر مقتل وفقدان اشخاص من طرابلس في تلكلخ، حصلت اشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، وتدخل اللواء فردّ على مصادر النيران واسكتها.

 

• خامسًا، من 20/3/2013 ولغاية 24/3/2013، تطورت الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن الى اطلاق نار على المراكز التابعة للجيش من قبل مسلحين. تعرّضت مراكز «مهنا» و«الشيخ عمران» لهجومات صدّها اللواء ونتج عنها استشهاد الجندي وسام دياب من الكتيبة 122 وجرح عدد من العسكريين، كما تضرر بعض الآليات.

 

• سادسًا، من 19/5/2013 ولغاية 5/6/2013، تطور الاشتباك بين باب التبانة وجبل محسن الى اشتباك مباشر بين الجيش والمسلّحين، وتعرضت المراكز التابعة للواء الى اطلاق نار، تم صدّها والرد عليها بعنف، واستشهد الجنديان عمر الحاج عمر من الكتيبة 122 وعلي شحاده من الكتيبة 121.

 

• سابعًا، بتاريخ 5/6/2013، وبنتيجة تمادي المسلحين بالتعدي على قوى الجيش في طرابلس، تقرّر تنفيذ عملية عسكرية ودهم منطقة «الحارة البرانية» (سوق القمح)، وبموجب الوثيقة الرقم 12/ع م وضع فوج مغاوير البحر تحت القيادة العملانية للواء 12، واعطيت الأوامر للتصدي لأي اعتداء من قبل المسلحين، كما نفذت عمليات دهم في سوق القمح وتمت مصادرة المضبوطات والذخائر، وجرى توقيف عدد من المسلحين.

 

• ثامنًا، من 23/6/2013 ولغاية 25/6/2013، وبنتيجة الأحداث الأمنية في عبرا - صيدا، حصلت استفزازات رافقها اطلاق نار على المراكز التابعة للواء، وقد تم الرد على مصادر النيران لبسط سلطة الدولة. بنتيجة هذه المواجهات استشهد الجندي وليد علم الدين عبيد من الكتيبة 125، وتعرضت مراكز اللواء الى اطلاق نار من المسلحين، ما استوجب رفع الجهوزية الى 90 في المئة. كما عززت المراكز العسكرية، وجرى انتشار عسكري في مناطق باب التبانة وجبل محسن، لمنع المسلحين من احتلال مراكز عسكرية خصوصًا على خطوط الفصل. وسيّرت دوريات بين اماكن الفصل وتم تركيز «رماة مهرة» يتولون الرد على اي اطلاق للنار.

 

• تاسعًا، على صعيد الوضع الداخلي في طرابلس، حصلت اشتباكات بتاريخ 20/10/2012 بين جهات متخاصمة داخل طرابلس، وذلك في مناطق مكتظة بالسكان وضمن بيئة واحدة، تدخلت على أثرها وحدات اللواء ومنعت المتقاتلين من تنفيذ أهدافهم، واجبروا على الانسحاب، فيما تمركزت بعض وحدات اللواء في مناطق التوتر بينهم.

 

• وفي 13/3/2013، وعلى أثر مقتل شخص من آل حسون واتهام عناصر من إحدى الجهات السياسية بقتله، توترت الأجواء في منطقة ابي سمراء وحصلت اشتباكات تدخلت على اثرها قوى اللواء، واعادت الهدوء الى المنطقة.

 

• وبتاريخ 16/6/2013، وعلى أثر الاحداث الأمنية المتلاحقة، حصل هجوم مسلح على عائلة أحد المشايخ، ما ادى الى اضرار جسيمة في منطقة باب الحديد (القلعة)، فتدخلت وحدات اللواء ومنعت المتقاتلين من الاقتراب من بعضهم البعض، واعادت بسط سلطة الدولة.

 

• في الفترة الأخيرة، وعلى أثر انفجاري طرابلس، توترت الأجواء وحاول المسلحون فرض أمر واقع جديد، غير اننا تجاوزنا المرحلة بالتنسيق مع مديرية المخابرات، حيث ادت الخطة الأمنية التي وضعتها قيادة الجيش الى استيعاب هذه المرحلة عبر امتصاص غضب الأهالي، وإعادة فرض الأمن، وانحسار ظهور المسلحين في الشوارع. وتم بسط سلطة الدولة والجيش، واعادة الحياة الى طبيعتها.

 

إبعاد خطر الفتنة والاقتتال
• ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهونها في اداء مهماتكم وكيف تعملون على تجاوزها؟

- يجيب العميد الركن الرزّ عن هذا السؤال بالقول: إن أصعب ما في الأمر هو الحفاظ على الأمن في بؤر متوترة متداخلة. فالعمل في هذه الحالة يصبح أشبه بعملية جراحية دقيقة، واقلّ خطأ قد يتسبب بكارثة.
لذلك نحن نتوخى الحكمة والتروي لمعالجة الأمور، ونحرص بدرجة أولى على التصدي للمحاولات الهادفة الى جرّنا لمواجهات مع أحد الأطراف.
نحن كجيش معنيون بأمن جميع مواطنينا، عدونا هو من يستهدف الأمن والاستقرار ايًا كان انتماؤه.
لذلك لا تحيّز لطرف ولا مسايرة لطرف آخر، الجميع هم أهلنا وواجبنا حمايتهم وإبعاد خطر الفتنة والاقتتال عنهم.
ويشير قائد اللواء 12 الى صعوبة العمل العسكري في مناطق مكتظة بالسكان، ما يتطلب دقة ومهارة في استيعاب الصدمة الأولى، ومن ثم الانتقال الى المرحلة الثانية التي هي اطلاق النار على المسلحين بشكل محدّد، وتجنّب وقوع خسائر بشرية بين المواطنين.
ويضيف ان هذا النوع من العمل العسكري يتطلب اليقظة الدائمة والتدخل السريع والحاسم لمنع تطور الإشكال الذي يقع وربما تكون اسبابه تافهة.

 

• في ظل هذا الواقع الحساس كيف تصفون علاقة اللواء مع المواطنين؟
- نتيجة الأحداث في مناطق عديدة من لبنان (طرابلس، عرسال، عبرا، بيروت...)، والتحريض السياسي من قبل البعض، حصل فتور من قبل بعض الأطراف السياسيين تجاه مؤسسة الجيش، الا اننا تمكنّا من دحض الاشاعات التي يطلقها البعض، عبر وجودنا بين المدنيين، ومناقبيتنا في التعامل مع الجميع وانضباط عناصرنا واندفاعهم لمساعدة المواطنين والوقوف الى جانبهم في كل الظروف.

 

نكران ذات وشجاعة
• ماذا عن معنويات العسكريين بعد كل هذه الأحداث؟

- وسط الظروف الصعبة، تنفّذ وحدات اللواء المهمة بشجاعة ونكران ذات ومعنويات مرتفعة. وعلى الرغم من تعرض عناصر اللواء للخطر المحتّم، الذي ادى الى استشهاد 4 عسكريين، وسقوط 160 جريحًا بينهم 9 ضباط، تم تنفيذ المهمات على أكمل وجه ولم تسجل حالات تخلّف او فرار في صفوف العسكريين.
وفي النهاية، العسكريون متعبون من دون شك وهو يبذلون جهودًا جبارة للحفاظ على الأمن ومنع الفتنة، وهذا ما يحتّم على الجميع القيام بواجباتهم وتسهيل مهمة الجيش.

 

• ماذا عن عائلات شهداء اللواء الذين سقطوا خلال مهمات حفظ الأمن في طرابلس؟
- زرنا عائلات الشهداء ونحن على تواصل معهم. وقد اظهروا جميعًا إيمانهم المطلق بمؤسسة الجيش وبقيادتها، وأبدوا استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل السلم الأهلي وبسط سلطة الدولة والحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية وأمن المواطن. وبالتالي هم مجمعون على ان دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وانّ على كل مواطن لبناني أن يبذل الغالي والرخيص في سبيل وطنه وأن يدعم المؤسسة العسكرية. ولم يكن هناك اي ردة فعل سلبية من عائلات الشهداء الذين ينتمون الى طوائف ومذاهب متعددة، ما يدل على حجم الانصهار الوطني داخل المؤسسة العسكرية.
ويختم بالتأكيد: إن الانصهار الوطني الموجود في المؤسسة العسكرية ينسحب على أهالي شهدائنا الذين نكبر بتضحياتهم، ونفتخر بهم.

 

عسكريون ومهمات
العرض الإجمالي الذي قدمه قائد اللواء لواقع الحال والمهمات، دفعنا إلى التساؤل: ماذا عن العسكريين الذين يؤدون المهمات على الأرض ويعايشون الخطر يوميًا؟
يعلّق أحد الضباط بالقول، نحن في جهوزية تامة ودائمة، عناصرنا اكتسبوا خبرة واسعة وباتوا قادرين على التعامل مع الوضع الحساس والدقيق بكفاءة عالية. هم متعبون؟ بالطبع، لكن التعب لا يغير في واقع الأمر شيئًا، الجميع يقوم بمهماته على نحو ممتاز.
ويردف ضابط آخر بالقول، صعوبة الوضع تجعلنا في يقظة وحذر دائمين، لكن عزمنا كبير فنحن ندرك حجم الآمال المعلقة علينا من المواطنين، هؤلاء أهلنا ولن نخذلهم.
أما آخر من التقيناهم فاثنان، ملازم وجندي كلاهما أصيبا في مواجهات طرابلس، لكن أيًا منهما كما من رفاقهما لا يرى أن الانتقال إلى مركز آخر هو أفضل، «هون بالخدمة وهونيك بالخدمة» يقولان...».

 

قائد فوج التدخل الرابع: الخطط موضوعة لمكافحة الإرهاب والجريمة
في مطلع نيسان 1994 أنشأت القيادة فوج التدخل الرابع الذي أصبح بعد بضعة أشهر من ضمن احتياط القيادة للتدخل السريع. ومنذ ذلك الحين كلِّف بالعديد من المهمات ومن بينها حفظ الأمن في مدينة طرابلس التي شهدت أقسى المواجهات وجولات العنف بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن.
قائد الفوج العميد الركن خليل الجميل حدّثنا عن مهمات قطعته والخطط الموضوعة لمكافحة الإرهاب والجريمة، وكيفية حماية المدنيين وتأمين السلامة العامة في طرابلس.
بداية نسأل العميد الركن الجميل:

 

• منذ متى تسلّم الفوج مهماته الأمنية في طرابلس؟
- انتقل الفوج منذ حوالى 3 سنوات وثلاثة أشهر إلى مدينة طرابلس، وتسلّمنا نطاق المنية - التبانة جبل محسن، ثم وسعنا نطاق انتشارنا الذي بات يشمل قطاع طرابلس - الكورة لمؤازرة اللواء الثاني عشر.

 

• ما هي التدابير التي اتخذها الفوج عقب الانفجارين الأخيرين في طرابلس، حيث كان الوضع شديد الحساسية والخطورة؟
- أولًا، التدابير كانت موجودة أصلًا وقد عززت بأخرى محددة عقب انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، وقد قسمنا طرابلس إلى 6 قطاعات وسيّرنا دوريات راجلة ومؤللة على مدار اليوم، ولكن الإرهاب استطاع تنفيذ جريمته لدى خروج المصلين من المساجد. الأمور كانت محضرة وهناك اطراف تستعمل مدينة طرابلس كصندوق بريد. في النهاية نحن نبذل أقصى ما يمكن من جهود ونأسف على الأرواح البريئة التي سقطت من دون أي ذنب.

 

• الأحداث الأخيرة والانفجارات والأزمة الإقليمية، هل غيّرت واقع خططكم الأمنية وهل هناك تدابير جديدة؟
- إن عملية النزوح العشوائية من سوريا إلى لبنان وخصوصًا إلى مدينة طرابلس زادت الأعباء علينا كثيرًا، ولكن هناك تعاون مع الأهالي الذين أصبح لديهم قناعة أن الجيش فقط هو من يحمي، واستطعنا من خلال الجهد المكثف حماية حوالى 70% من المساجد في طرابلس، وذلك بالتعاون مع أئمتها الذين طالبوا بحماية الجيش.

 

واجبنا حماية كل لبناني مؤمن بهذا الوطن
• ما هو أساس عمل فوجكم في طرابلس؟

- أساس عملنا هو حماية أهلنا، فواجبنا حماية كل لبناني مؤمن بهذا الوطن. على الأرض تقوم مهمتنا على دهم أوكار الإرهابيين، وعزل أي منطقة تشهد نزاعًا وحماية المدنيين الأبرياء وضرب طوق أمني. ولا بد من الاشارة هنا إلى أن التعاون بين الفوج واللجان المدنية ساعد في إرساء الإستقرار في مدينة طرابلس.

 

• حضرة العميد نحن على أبواب موسم دراسي جديد، وأهالي طرابلس متخوفون من الوضع الأمني، ما هي التطمينات التي تقدمونها للناس؟
- الإرهاب موجود لكنه لا يوقف الحياة، ونحن والقوى الأمنية الأخرى مصممون على حماية الناس وتوفير الأجواء لموسم دراسي جيد، واعدين طرابلس بالأمن والسلام.
وإننا نعمل بالتعاون مع مديرية المخابرات، وفي ظل توجيهات القيادة، لتحقيق هذا الهدف.

 

• ماذا حققتم لطرابلس خلال تولّيكم مهماتكم فيها؟
- إن أهم ما حققناه خصوصًا في المناطق الساخنة، هو أننا استطعنا تأدية مهماتنا بكل تجرّد،  فنحن على مسافة واحدة من الجميع، وعدونا هو من يحاول العبث بالأمن وبث الفتنة.
وأضاف قائلًا:
بهذه الروحية نعمل وقد استطعنا توقيف أكثر من 2500 شخص، وبين شهري تموز الماضي والأول من أيلول، ضبطنا كمية كبيرة من الأسلحة الفردية.

 

«أهل الخير أكثرية ونحن إلى جانبهم»
• وعدت طرابلس بالأمن والسلام، وعدم ادخار أي جهد في سبيلهما، هل من كلمة لعسكريي الفوج؟

- أتوجه إلى عسكريينا بما أردده دائمًا أمامهم، وأؤكد لهم من جديد، أن وجودنا في طرابلس حاجة ملحة للمدينة وللوطن على السواء.
وأقول لهم: أنتم تتعرضون إلى حملة شرسة يشنها الإرهابيون على الفوج لأنكم تقفون في وجه مخططاتهم التخريبية.
إن حساسية الأوضاع المحيطة بنا لا تخيفنا، بل تزيد من إصرارنا على مواصلة مهماتنا. واجبنا أن نخدم بلدنا، هناك من يسعى إلى الشر لكن أهل الخير أكثرية ونحن إلى جانبهم، وسوف نرد لطرابلس وجهها الحقيقي. نحن لا نقاتل أعداء هنا، لكننا نجري عمليات دقيقة لاستئصال عناصر الإرهاب والتخريب. وعلى الرغم من كل الصعوبات والضغوط فإن جهودكم وإيمانكم ودماء رفاقكم الشهداء، ستثمر أمنًا وسلامًا للبنان.

 

«من وين منجيب وطن؟»
«الوضع الأمني حساس جدًا في طرابلس ويتطلب منا حسم الأمور بأسرع وقت ممكن وبالشكل المناسب. نحن بطبيعتنا كفوج تدخّل نهوى العمل الميداني العملاني، وعسكرنا جاهز في أي لحظة»، يقول آمر إحدى السرايا حين نسأل عن الصعوبات التي يواجهونها.
ويضيف آمر سرية أخرى، «بالتنظيم الدقيق والإصرار نتجاوز الصعوبات لنحقق أفضل النتائج...».
وعندما نسأل مؤهلًا مغوارًا عن رأيه في الخدمة في الموقع الخطر الذي يتولاه، يقول:
«نحن عسكر شرفنا أن نخدم الوطن. لقد خضت حوالى 18 معركة وام أفكر مرة بالهزيمة. وطبعًا الروح غالية والعيلة غالية بس الوطن أغلى، لأنو نحنا عم نأسس لولادنا».
ونسأل معاونًا: هل ترغب في أن تخدم في غير الأفواج المقاتلة؟ يجزم بالنفي قائلًا:
«حلمي من أنا وزغير إنو دافع عن بلدي وكرمال هيك التحقت بالجيش وبحب تابع المسيرة لأنو دم رفقاتنا الشهدا أمانة برأبتنا، بالمهمة في موت وحياة، إذا نحنا متنا بيجي غيرنا، بس إذا مات لبنان من وين منجيب وطن؟».

 

...وجولة ختام
في الختام كانت لنا جولة برفقة قائد الفوج حيث تعرفنا إلى أماكن إقامة العسكريين، وأماكن التدريب، ومن بينها مدينة الدهم ذات المواصفات العالمية.
وقبل أن نودع، حمّلنا العميد الركن الجميل رسالة شكر للقيادة على دعمها المستمر للفوج، ولمديرية التوجيه التي تواكب عمله وأخباره.