في ثكناتنا

«EST Plus» التدريب من الدفاع إلى الهجوم ومزيد من الفعالية والدقّة
إعداد: روجينا خليل الشختورة

منذ نحو خمس سنوات، بدأ الجيش باستخدام مشبّهات الرمي «EST 2000». حاليًا تضاعف تقريبًا عدد المشبّهات المتوافرة ودخلت النسخة المطوّرة «EST PLUS» ميدان التدريب، بينما يجري العمل على زيادة العدد مجدّدًا بحيث تتوافر هذه المشبّهات في جميع المناطق اللبنانية.
عشرات آلاف العسكريين تدربوا على هذا النظام الذي تعتمده غالبية الجيوش الحديثة حول العالم، واكتسبوا القدرة على استخدام السلاح بفعالية ودقة عاليتين. لمعرفة المزيد عن مشبهات الرمي، كان لنا لقاء مع رئيس قسم الرياضة والرمي في مديرية التعليم العميد الركن زياد نصر، ولقاء آخر مع النقيب علي مكّي المسؤول عن هذه المشبهات.


لمحة تاريخية
يقول العميد الركن نصر: في العام 2010، بدأ استخدام أوّل مشبّه رمي «EST 2000»، وفي العام 2013 بتنا نمتلك عدّة مشبّهات من هذا النوع. وجرى تدريب 39500 عنصر من جميع القطع العسكرية على المرحلة التدريبية الأولى (PHASE 1: RECORD FIRE).
وفي العام 2014، جرى تطوير المشبّهات المتوافرة لتصبح بنظام «EST PLUS» بالإضافة إلى استقدام أربعة جديدة ليصبح عددها تسعة، وهي موزّعة على المناطق اللبنانية على النحو الآتي:


• الشمال:
1- معسكر عرمان للتدريب.
2- قاعدة حامات الجوية.
• البقاع:
3- ثكنة محمد مكّي – بعلبك.
4- ثكنة الياس أبو سليمان – أبلح.
• الجنوب:
5- ثكنة جان وهبة – الصالحية.
6- ثكنة بنوا بركات – صور.
• جبل لبنان:
7- فوج الهندسة – الوروار.
8- ثكنة شكري غانم - الفياضية.


بيروت:
9- ثكنة المير بشير.
بين العامين 2013 و2014 جرى تدريب 7500 عنصر على استخدام الأسلحة الإجمالية 12.7ملم، م240، م249، م203، القاذف لانشر م ك 19، والقاذف آر. بي. جي ضمن حضائر.
ومنذ أواخر العام 2014 بدأ العمل بالمرحلة الثالثة، بعد أن تمّ وضع برنامج للتدريب على الرماية مؤلف من ستة مستويات يمتد حتى العام 2019.

 

من يتولّى صيانة المشبّهات؟
يوضح العميد الركن نصر أنّه جرى تدريب 15 عنصرًا مع فريق أميركي لمدة أربعة أشهر على الصيانة المتقدّمة للمشبّه. وحاليًا، يجري تدريب 6عناصر على الصيانة المتخصّصة للمشبّهات في دورة لمدة شهرين.
يتميّز النظام بكونه يسمح للرامي باستخدام مجموعة من الأسلحة «المشبّهة» والتآلف معها في ظروف تحاكي إلى حدٍ كبير ظروف حقول الرمي أو أرض المعركة، وذلك من دون الحاجة إلى استعمال الأسلحة الحقيقية واستنفاذ ذخيرتها. كما أنّه يسمح بمراقبة كيفية استخدام الرامي للسلاح واتّباعه مبادئ الرمي.

 

دفاع وهجوم
لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه المشبّهات، تحدّثنا إلى المسؤول عنها النقيب علي مكّي (مهندس كهرباء وإلكترونيك) من قسم الرياضة والرمي في مديرية التعليم.
يوضح النقيب مكّي أنّ نظام «EST PLUS» الذي يمتلكه الجيش اللبناني حاليًا هو نسخة مطوّرة عن النظام «2000 EST» الذي لم يكن يدعم سوى سيناريوهات الدفاع. أما النسخة الجديدة، فإلى الدفاع، تدعم سيناريوهات الهجوم والدعم الناري الذي توفّره قوات صديقة إضافةً إلى إمكان «التحرّك» داخل ساحة المعركة الإفتراضية.

 

أقسام المشبّه
أقسام هذا المشبّه الأساسية هي:
- غرفة محكمة الإغلاق (10م × 10م) داخلها مطليّ كليًا باللون الأسود.
- جهازا حاسوب للتحكّم بجميع مكوّنات النظام والظروف البيئية المطلوبة (مطر، رياح، ضباب...).
- جهاز حاسوب لتأمين خاصيّة الهجوم.
- آلتا عرض (LCD PROJECTOR) لدعم الصور ذات الدقّة العالية HD.
- شاشة بيضاء (عدد 2) لعرض الصور.
- كاميــرا أشعّـة ما دون الحمراء (عدد 2).
- ضاغطا هواء لتأمين الحركة الميكانيكية للأسلحة المشبّهة.
- مجموعة أسلحة مشبّهة معدّلة بطريقة تتناسب والنظام، مع الأخذ بعين الاعتبار محاكاتها للأسلحة الحقيقية إلى أقصى حدّ (وزن، شكل،...)، وهذه الأسلحة هي: البندقية م16أ1، البندقية م16أ4، البندقية م4، البندقية «كلاشنكوف» (AK47 - AKS74)، المسدس م9 Beretta FS92، الرشيش م240 (ماغ)، الرشيش م249 (مينيمي)، القاذف «آر. بي. جي»، الرشاش 12.7 ملم (M2 50cal)، الرشاش MK19، والقاذف  م203.
جميع هذه الأجزاء ترتبط ببعضها البعض عبر منظومة إلكترونية غاية في الدقة والتعقيد، علمًا أنّ الأسلحة المشبّهة تستخدم أشعة اللايزر.

 

إمكانات النظام
يسمح النظام المتوافر حاليًا في الجيش بوصل عشرة من الأسلحة المشبّهة المتوافرة، إذ أنه يحتوي على عشرة خطوط رمي على المصفّ (أي عشرة أهداف).
يتمّ التدريب على هذه الأسلحة وفق مجموعة من السيناريوهات التدريبية المحمّلة مسبقًا على النظام، بحيث يقوم الرامي بتصفير السلاح المشبّه أولاً ثم يجري تشغيل سيناريو الرمي المناسب للسلاح الموصول. كما يسمح النظام بتأليف سيناريوهات إضافية حسب حاجات التدريب ومهمات الوحدات المرتقبة.
تقسم السيناريوهات إلى أربع فئات أساسية هي:
1-MARKSMANSHIP:
تحتوي هذه الفئة على سيناريوهات تصفير مختلف الأسلحة إضافةً إلى سيناريوهات أهداف ثابتة وأخرى متحركة، موزّعة على مسافات تتبدّل وفق السلاح المستخدم.
2- COLLECTIVE:
في هذه الفئة، تصبح السيناريوهات أكثر تعقيدًا، إذ تفترض التعامل مع عدو في أماكن مبنية وكذلك في مناطق صحراوية وغابات مع احتمال وجود رهائن يحتجزهم.
3- SHOOT/DON’T SHOOT:
تضم هذه الفئة مقاطع فيديو واقعية صُممت لتدريب الرامي على قراءة لغة الجسد ومحاولة فهم حوار يجري، ليكون حاضرًا في الوقت المناسب لإطلاق النار عند تشكيل الأخير خطرًا عليه.
4- ENHANCED COLLECTIVE:
تسمح سيناريوهات هذه الفئة بالتحرّك والهجوم داخل ساحة المعركة، وبالتعامل مع الأهداف بمساندة قوات صديقة. هذه الفئة هي موضوع التطوير الأساسي لنظام «EST 2000».

 

التدريب: فعالية ودقّة
قبل خضوع العسكري للتدريب على مشبّه الرمي، وبحسب التعليمات المعممّة على جميع القطع، عليه أن يكتسب في مكان خدمته مبادئ الرماية الأساسية وأن يتمرّس وصولاً إلى الإتقان. هذه المبادئ تتضمّن: وضعيّة الرمي الثابتة، دوام التسديد، التحكّم بالتنفّس والضغط على الزند.
حاليًا، بدأ العمل بالتدريب على المستوى الأول من المرحلة الثالثة وهي عبـارة عن يومين متتاليين؛ في اليوم الأول، يركز التدريب على التمرس بالرمي في وضعياته الثلاث: وقوفًا، ركوعًا وانبطاحًا، والأهمّ من ذلك أنّ الرمي يتمّ من دون استعمال السند إذ يستعاض عنه بتقنية «حمالة السلاح»، علمًا أنّ لاستخدام هذه الأخيرة قواعد محددة.
كذلك، تتضمّن تدريبات اليوم الأول، تصفير سلاح المشبه على عين الرامي. وفي اليوم الثاني، يجري التسديد على الأهداف التي تراوح مسافتها بين 100 و300 متر وبوضعيات مختلفة. ويتأهّل للمستوى الثاني، العسكري الذي يحقق ثلاث إصابات على الأقلّ من أصل خمسة، ويشمل ذلك جميع المسافات والوضعيات التي يتضمنها التمرين الذي يعاد حتى يتأهّل أكبر عدد ممكن من العسكريين.
وبغية تحقيق الفائدة القصوى، يتمّ حاليًا تدريب جميع الوحدات (تباعًا) على المستوى الأول من المرحلة الثالثة. وسيصار إلى افتتاح دورات على المستويات المتبقية (عددها ستة) التي تتضمّن رمايات دقيقة على مسافات مختلفة، لينتقل المتدرّب للرماية على أهداف متحرّكة على مسافات مختلفة. أمّا الهدف النّهائيّ فهو جعل المقاتل قادرًا على استخدام سلاحه الفرديّ والإجماليّ بفعالية ودقة عاليتين، وفي مختلف الظروف والأمكنة.
ويختم النقيب مكّي قائلاً: هدفنا زيادة خبرة العسكريين ورفع مستوى الدقة لديهم، وذلك يتمّ من دون أيّ استهلاك للذخيرة وبعيدًا من أيّ خطر.