يدًا بيد

أبناء الشهداء في باريس
إعداد: روجينا خليل الشختورة

وبالتكافل والتضامن تتحقق الأحلام...

 

إنها ليست المرة الأولى التي تمتدّ فيها الأيادي البيضاء لتبث الفرحة في قلوب أبناء الشهداء بالتكافل والتضامن مع لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني التي ترأسها السيدة جوانا قهوجي مدلج. هذه المرة، ومن بين المؤمنين برسالة اللجنة وبأهدافها، كانت المبادرة لشركة «ألفا» للاتصالات التي دعت مجموعة من الفتيان والفتيات بين عمر الـ10 والـ14 سنة إلى رحلة من العمر حيث أمضوا أسبوعًا في العاصمة الفرنسية باريس.
تقررت هذه الرحلة بعد سلسلة اتصالات واجتماعات قامت بها إدارة «ألفا» مع السيدة مدلج، وقد انتدب من الشركة السيد سامر شطاحي ومن اللجنة العميد المتقاعد طوني عازار والسيدة كلود الهلالي للإشراف على سير الأمور من الألف حتى الياء.

 

باريس من فوق
في الصباح الباكر، تجمّع المعنيون من أعضاء اللجنة وأبناء العسكريين الشهداء وذويهم الذين أتوا لوداعهم، في مطار بيروت الدولي. ساعات في الجو تخللتها أحلام كثيرة. في فرنسا كان في استقبالهم الملحق العسكري للسفارة اللبنانية في فرنسا العميد الركن جورج نادر الذي رحّب بالجميع وعرض تقديم أي مساعدة ممكنة.
إستراحة في الفندق سبقت زيارة رمز السياحة في باريس، برج إيفل (Tour Eiffel) والاستمتاع بجمال باريس في صورة بانورامية من الأعالي حيث أخذ الجميع صورًا تذكارية، أفرادًا وجماعات.
في اليوم الثاني، لبّى الأولاد دعوة السفارة اللبنانية في فرنسا إلى مأدبة الفطور، حيث كان في استقبالهم القائم بأعمال السفارة السيد غادي الخوري الذي رحّب بهم وأشاد بالمؤسسة العسكرية وبجهودها، وتغنّى بدماء الشهداء وبشرفهم ووفائهم وتضحياتهم... وذلك بحضور الملحق العسكري للسفارة اللبنانية في فرنسا العميد الركن جورج نادر.
بعدها، كان موعدهم مع حديقة تواري (Parc de Thoiry) حيث جال الأولاد بالسيارات وشاهدوا الحيوانات المفترسة، ثمّ مشيًا على الأقدام معاينين الحيوانات الأليفة... ليتناولوا بعدها الغداء في مطعم فرنسيّ.
 

نحن في الشانزيليزيه حقًا
يوم ثالث حافل بالمحطات السياحية كان بانتظار الأولاد لدى زيارتهم مقبرة العظماء (Musée de l’armée – Hotel National des Invalides)، والتي انتقلوا بعدها إلى ميدان الكونكورد (Place de la Concorde) الذي يمتاز بموقعه في قلب العاصمة الفرنسية، ومنه إلى الأوبرا (Opéra National de Paris). ثم تناولوا غداءً لبنانيًا ليتنزهوا بعد الظهر في شوارع الشانزيليزيه (Avenue des Champs Elysées) حيث قوس النصر (Arc de Triomphe) الذي شيّد خلال عهد نابوليون الأول.
في اليوم الرابع، وبعد تناول الفطور في الفندق، ذهبوا إلى كنيسة «القلب الأقدس» (Sacré Cœur) في قلب مونمارتر (Montmartre). وكانت مفاجأة شيّقة تنتظرهم بعدها؛ فالسيد عساف شكر وعائلته قدموا خصيصًا من بلجيكا إلى فرنسا بعد معرفتهم بوجود أبناء شهداء المؤسسة العسكرية هنا، ودعوهم لتمضية نهار بضيافتهم حيث تناولوا الغداء في مطعم لبناني فخم. بعدها قاموا معًا بجولة في المترو وزاروا الحيّ اللاتيني (Quartier Latin) بأزقته وزواريبه حيث صادفوا إحدى الفرق التي تغني في الطرقات وغنّت لهم وللبنان. ختام النهار الطويل كان زيارة «كاتدرائية السيدة العذراء» (Cathédrale Notre Dame de Paris)، والتي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والسياحية في باريس.

 

فليكن الحلم أطول!
اليوم الخامس، كان اليوم المنتظر للكبار والصغار؛ إنه يوم زيارة «أورو ديزني» (Euro Disney) الذي كان مميّزًا مليئًا بالمغامرات، سافر خلاله الجميع في رحلة الأحلام وأمضوا أوقاتًا حافلة بالمرح واختبروا تجربة جديدة لم يرد أحد منهم العودة منها إلى أرض الواقع.
وفي اليوم السادس والأخير، جال الأولاد في أحياء باريس وشوارعها الكبيرة جولةً أخيرة قبل توضيب أغراضهم والعودة بذكرياتهم الجميلة إلى ربوع الوطن الأم... لبنان.