وقفة وفاء

أبناء شهداء الجيش في عاصمة الأناقة والجمال
إعداد: جان دارك أبي ياغي

روما بعد اليونان

 

عندما حطت الطائرة العائدة من اليونان وعلى متنها أولاد شهداء الجيش، كانت طائرة أخرى تنقل رفاقهم إلى عاصمة الأناقة والجمال، روما.
ففي إطار الرحلات السياحية التي تحرص مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري على تنظيمها لأبناء شهداء الجيش، زارت هذا الصيف دفعة من الأولاد اليونان ثم زارت دفعة أخرى روما.


استقبال وضيافة
كما في كل مرة، كان التجمّع والانطلاق من مطار رفيق الحريري الدولي. بعد الاستقبال اللائق وحسن الضيافة وإجراء المعاملات اللازمة، صعد الجميع إلى الطائرة في مغامرة جديدة شارك فيها حوالى 35 شخصًا من أبناء الشهداء (من عمر 7 سنين ولغاية 17 سنة) وعائلاتهم، رافقهم الرقيب دوري المقشر من جهاز الرعاية والشؤون الاجتماعية في قيادة الجيش، واستمرت الرحلة ستة أيام.
عند الوصول، استضافت المدرسة المارونية للرهبنة المريمية في روما الزوّار في أجنحتها، وحرصت على توفير كل مستلزمات الراحة لإقامتهم. اقتصر اليوم الأول على توزيع الغرف وتناول الغداء.

 

وزارة الدفاع وأماكن أخرى
في اليوم الثاني، نظّم القيّمون على الرحلة زيارة إلى وزارة الدفاع حيث كان في استقبالهم ضابط ممثلًا وزير الدفاع، في حضور الملحق العسكري في إيطاليا العميد الركن بسام عيسى. بعد جولة في أرجاء المبنى، توقّف أبناء الشهداء مليًا في مكتبة الوزارة التاريخية التي تختزن أهم الكتب السياسية، وتلك التي وثّقت الحروب الأوروبية. وفي نهاية الجولة، قدّمت لهم الوزارة هدايا تذكارية عبارة عن قرطاسية مدرسية، ثم جرى تبادل الدروع.
المحطة التالية في هذا اليوم، كانت «نافورة تريفي» (fontana di trevi) الشهيرة بتماثيلها ونوافيرها التي ينساب الماء منها على شكل شلالات صغيرة، تصب داخل البركة. وهي تعتبر من أجمل النوافير في العالم، ويعود تاريخها إلى العام 1762.
برنامج اليوم الثالث كان خارج روما، فمن يقصد إيطاليا للسياحة لا يمكنه تفويت زيارة بحيرة «Bracciano Lake»، وهي البركانية التي تقع على بعد 32 كلم من روما. وتعتبر ثاني أكبر بحيرة في المنطقة، وهي عامل جذب للسيّاح نظرًا لجمالها وعذوبة مياهها التي تشكّل خزان مياه الشرب لمدينة روما.

 

مجد الأمبراطورية
جولة اليوم الرابع، شملت ساحة فينيسيا Piazza Venezia أو نصب النصر التذكاري، الذي شيّد بمناسبة اتحاد إيطاليا، وقد استغرق بناؤه 26 عامًا، (من 1885 لغاية 1911). وختام الجولة كان في الكـولـوسيـــو Colosseo، الذي يعتبر أحد أكثر الآثار روعة ورمزًا من رموز روما، ويرتبط بشكل وثيق بمجد الإمبراطورية الرومانية قديمًا. أما فترة بعد الظهر، فكانت مخصصة للتسوّق.
في اليوم الخامس، لبّى الأولاد دعوة سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري، لزيارة متاحفها حيث تعرض مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تعود إلى زمن البابا جوليوس الثاني في القرن الثالث عشر، وكنيسة كابيلا سيستينا المزيّنة بأجمل اللوحات الفنية التي ابتدعتها ريشة الفنان رافاييل. ثم كانت جولة في شوارع الفاتيكان الأثرية والضخمة.
وفي وقت لاحق، لبّى أولاد شهداء الجيش دعوة سفارة لبنان في إيطاليا لقضاء وقت ممتع في رحاب المجمّع المائي الترفيهي Hydromania.
أما اليوم السادس والأخير، فقد أمضاه الأولاد في مدينة الملاهي حيث المنتجعات المائية والألعاب على أنواعها، وهناك استمتعوا بعرض مميز للدلافين.
قبل العودة إلى بيروت، تناول الأولاد طعام الفطور مع زوجة السفير جورج خوري السيدة تريز، التي تمنّت لهم العودة سالمين إلى ربوع الوطن، وتسلّمت من رئيسة المؤسسة السيدة ليا العاقوري درعًا عربون شكر وتقدير على اهتمامها بالمشاركين في الرحلة خلال إقامتهم في روما.