جندي الغد

أتعرّف إلى عالمي
إعداد: ريما سليم ضوميط

ثورة بشامون

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، خضع لبنان لسلطة الانتداب الفرنسي بحسب اتفاقية سايكس- بيكو. ومع بداية الحرب العالمية الثانية، طلبت الحكومة اللبنانية في العام 1943 من المفوضيّة الفرنسية، تعديل الدستور بما ينسجم مع تحقيق الاستقلال فلم تستجب لطلبها. لكنّ اللبنانيين استمرّوا في مطالبتهم سلطات الانتداب بتنفيذ الوعد الذي قطعته لهم، والذي يقضي بإعطاء لبنان استقلاله التام. وبسبب مماطلة الفرنسين في تنفيذ وعدهم، قام رئيس الجمهوريّة آنذاك بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، بإعلان الاستقلال التام وحوّلت الحكومة مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي، فاعتُبر هذا القرار تحدّيًا للمفوض السامي، ما جعله يأمر بتعليق الدستور وباعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل كميل شمعون، عادل عسيران، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا، الذين احتجزوا في قلعة راشيا. عندها قام وزير الدفاع الوطني آنذاك الأمير مجيد أرسلان ورئيس مجلس النواب صبري حمادة والوزير حبيب أبو شهلا، باجتماع مصغّر في قرية في جبل لبنان هي بشامون، وألّفوا حكومة مؤقّتة ورُفِع العلم اللبناني. وقد أدى نضال الزعماء اللبنانيين، المدعومين من الشعب بمختلف فئاته، إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 تشرين الثاني العام 1943، وهو التاريخ الذي أفرج فيه عن المعتقلين.