حدث

أحداث طرابلس

الجيش طوق الفتنة بموقفه السريع الحازم


شهيد وجرحى بين العسكريين والقيادة تحمّل المسلحين ومن يقف خلفهم مسؤولية أي خسائر

 

متسللة من مسارب الاحتقان السياسي، حاولت رياح الفتنة أن تنشر سمومها في طرابلس عاصمة الشمال. تبادل اطلاق نار بين عناصر مسلحين في منطقة باب التبانة - جبل محسن، كاد أن يوقع المدينة في دوامة العنف. غير أن الجيش احتوى الموقف بسرعة وحزم مانعًا الأيادي السوداء من تخريب مسيرة الأمن والاستقرار.
الجيش دفع مرة جديدة ضريبة الدم خلال قيامه بواجبه، إذ أصيب عدد من عسكرييه وقد استشهد أحدهم في ما بعد متأثرًا بجروحه.

 

تدابير أمنية في مختلف المناطق
أحداث طرابلس تزامنت مع تنفيذ قوى الجيش تدابير أمنية في مختلف المناطق اللبنانية «لمكافحة أعمال التسلل والتهريب من جميع الاتجاهات، ومنع المظاهر المسلحة والتعديات على المواطنين»، وفق ما جاء في بيان قيادة الجيش - مديرية التوجيه الصادر في 7/2/2012.
البيان نفســه أوضح أن هـذه التدابير «شملت إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات راجلة ومؤلـلة وتنفـيذ انـزالات بواسطـة الطوافات في الأماكن الوعـرة»، وهي أدت إلى ضبط كميات من الأسلحـة والممـنوعات والبضـائع المهربـة، وتوقيف عدد كبير من المهربيـن والخارجيـن على القانـون والمطلوبين إلى العدالة بجرائم مختلفة. وقد جرى تسليمهم مع المضبوطات إلى القضاء المختص.
واستغربت قيادة الجيش ما أثاره البعض حول توقيت تنفيذ الاجراءات الأمنية وامكنتها وتفاصيلها، مؤكدة أن هذا الأمر يقع في صلب مسؤوليتها واختصاصها ويتم وفق طبيعة المعلومات المتوافرة وحاجة المواطن إلى الأمن، فضلاً عن أن وجود الجيش في كل أرجاء الوطن هو حالة طبيعية جدًا بالإضافة إلى كونه مطلبًا شعبيًا ووطنيًا شاملاً.


سنحمي سكان المناطق الحدودية من أي اعتداء
أهابت قيادة الجيش بالجميع، عدم زج اسم المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية في معرض قيامها بواجبها الأمني، وذكّرت بأن «الجيش في أي منطقة كان، هو بين أهله». مؤكدة «حرصها التام على حماية سكان المناطق الحدودية من أي اعتداء يطال أرواحهم وممتلكاتهم مهما كان مصدره. وذلك بموازاة قرارها الحازم، منع الظهور المسلح داخل الأراضي اللبنانية، وأي نشاط أمني آخر من شأنه الحاق الضرر بحياة المواطنين، وتعريض استقرار الوطن للخطر».

 

الجيش رد على مصادر النيران وأوقف مسلحين
في ما يتعلق بأحداث طرابلس، أعلنت مديرية التوجيه أنه على أثر حصول تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة بين عناصر مسلحين في منطقة التبانة - جبل محسن، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وقامت بالرد على مصادر النيران وتنفيذ عمليات دهم واسعة لأماكن مطلقي النار، كما سيرت دوريات مكثفة في شارع سوريا. وفي اليوم التالي واصلت قوى الجيش تعزيز إجراءاتها وقامت بعمليات دهم دقيقة لأماكن الذين شاركوا في الاشتباكات، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة.

 

لا غطاء
وأكدت قيادة الجيش قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالأمن إلى أي جهة انتموا، ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الأحداث وتوقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص. وحملت القيادة «العناصر المسلحين ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين، مشيرة إلى أن الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد لن تشكل في أي حال من الأحوال غطاء للمصطادين في الماء العكر، والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن المواطنين واستقرارهم.