البطولة ملء الساحات

أسلحة الجو والبحر والبر
إعداد: ريما سليم ضومط

تناغم وتنسيق وأفضل النتائج

بقطعه ورجاله
عمل الجيش جسماً واحداً ليحقق أهدافه. القطع الموجودة على الأرض عملت بتناغم وتكامل في ما بينها، فأدت كل قطعة دورها المكمل لأدوار القطع الأخرى.وفي الوقت عينه عملت أسلحة الجو والبحر والمدفعية بمنتهى التناغم مع المشاة والقوات الخاصة.
هنا إضاءة على دور كل من القوات الجوية والقوات البحرية.

 

القوات الجوية: الـ«غازيل» عادت الى الأجواء والتدريب أعطى ثماره
في أثناء حرب الجيش على الإرهاب في مخيم نهر البارد شهدت الأجواء اللبنانية عودة طوافات الـ«غازيل» الفرنسية الصنع بعد غياب ثمانية عشر عاماً. وقد نفّذت هذه الطوافات مع غيرها من الأسلحة الجوية مهاماً مختلفة من رمايات جوية، ومراقبة واستطلاع، ودعم جوي قريب، وغيرها من العمليات الجوية التي تندرج ضمن المهام التي كلّفت بها القوات الجوية في أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية في المخيم المذكور.
وقد اعتبرت الأعمال التي نفذتها القوات الجوية إنجازاً عظيماً نظراً الى الظروف الحرجة التي رافقت التنفيذ في مختلف مراحله.
عن هذه المشاركة وعن دور القوات الجوية في معركة مخيم نهر البارد، كان شرح لقائد هذه القوات العميد الركن الطيار نهاد ذبيان في حديث لمجلة «الجيش».
بداية أشار العميد الركن الطيار ذبيان الى أن التدريب المكثّف الذي خضع له ضباط القوات الجوية وعناصرها في السنوات الأخيرة أعطى ثماره في أثناء معركة نهر البارد، وذلك أنه فور تسلّم الهبة الإماراتية من طائرات الـ«غازيل» والأسلحة الخاصة بالطيران، تمّ استيعاب العتاد الجديد وتحضيره للإستعمال بسرعة قياسية نظراً الى تزامن وصوله مع بدء المعركة.
كما تمّ تجهيز ثلاثة طواقم للعمل الجوي بعد خضوعهم لدورة تذكيرية حول طوافة الـ«غازيل» لم تتجاوز مدتها الثماني ساعات. وأضاف أن أول رماية لسلاح الـ«Hot» كانت رماية فعلية في ساحة المعركة لعدم وجود الوقت الكافي للتجارب المسبقة، ومع ذلك فقد جاءت الأهداف دقيقة جداً وموافقة تماماً للمطلوب.
وفي تفصيل للمهام العسكرية التي شاركت بها القوات الجوية في المعركة أوضح العميد الركن الطيار ذبيان أنها كانت متعددة، وقد بدأت بمواكبة الأفواج في أثناء انتقالها الى الشمال، ثم كانت عمليات المراقبة والإستطلاع التكتي إضافة الى عمليات البحث والإنقاذ التي تواصلت طوال فترة المعركة. كما كانت المشاركة الأهم من خلال الأعمال القتالية التي استخــدمــت فيها صواريخ الـ«هوت» حوالى الثماني مرات محقّقة إصابات دقيقة للغاية. واستخدمت أيضاً الرماية الجوية بالمدافع الرشاشة على مراكز المسلحين ضمن عمليات الدعم الجوي القريب.
وأضاف قائد القوات الجوية، أن السلاح الجوي شارك أيضاً في عمليات مجوقلة تمّ خلالها نقل عسكريين الى بقع محددة لتنفيذ عمليات عسكرية.
كما شارك بشكـل فعّـال في عمليات الإخلاء الصحي حيث تمّ نقل أعداد كبيرة من الجرحى من الشمال الى مستشفيـات العاصمــة في ظروف صعبـة كالإنتقـال ليلاً في الحالات التي استدعت نقلاً فورياً للجرحى على الرغم من الظروف المناخية الصعبة وبالرغم من الاضطرار الى الهبوط على أسطح مباني المستشفيات في مهـابـط خصصـت لذلـك.
وتحدث أيضاً عن الإنتقال ليلاً في بعض الأحيان من دون استخدام الإضاءة كي لا تصبح الطائرة هدفاً للمسلحين. وأشار الى أن هذه المهام أظهرت مدى براعة الطيارين وكفاءتهم، كما بيّنت إندفاعهم للعمل حيث لم نشهد أي تذمر أو تردد من قبل أي طيار، بل على العكس كانوا جميعاً متحمسين ومستعدين أتمّ الإستعداد لتأدية واجبهم.
يجدر بالإشارة أن القوات الجوية كانت ما تزال تشارك في العمليات العسكرية ساعة إجراء المقابلة، إذ كانت تقدم دعماً جوياً قريباً لإحدى وحدات القوات الخاصة في أثناء مطاردتها مسلّحين في القلمون.  

 

القوات البحرية: سيطرة محكمة على المسطّح المائي
بدءاً من 20 أيـار الماضي، يوم الاعتداء على عناصر الجيـش اللبنـاني في الشمـال، تحـوّل المسطح المائي ما بين الحدود الشمالية لمياه لبنان الإقليمية وحدود شمالي جزر النخيل، بقعة عمليات عسكرية للقوات البحرية التي شاركت بصورة فعالة في حرب الجيش ضد المسلحين في مخيم نهر البارد، إن من خلال الحصار البحري أو عبر الدعم العسكري المباشر للقوات البرية.
عن هذه المشاركة تحدث الى مجلة «الجيش» قائد القوات البحرية العميد الركن البحري بطرس أبي نصر.
في الأشهر القليلة الماضية شدّدت القوات البحرية عملية المراقبة على حدود المياه الإقليمية الشمالية حتى شمالي جزر النخيل بحيث باتت الدوريات متواصلة على مدار الساعة، وذلك بحسب ما أشار قائد القوات البحرية العميد الركن البحري بطرس أبي نصر.
وأضاف، أنه بدءاً من منتصف آذار المنصرم بدأ الحصار الكلّي في محيط الواجهة البحرية لمخيم نهر البارد.
وأكد أنه فور الإعتداء على عناصر الجيش في الشمال تحوّل المسطح المائي بين الحدود الشمالية والجزر بقعة عمليات عسكرية للقوات البحرية، فارتفعـت نسبة الجهوزيـة، وارتفـع ايضاً عـدد الخافرات التي تتولى تنفيذ المهام من إثنتين الى ثلاث يرافقها زورق إعتراض. كما منع في هذه الأثناء دخول المراكب والسفن الى المنطقة المحاصرة بما في ذلك مراكب الصيادين.
أما من الناحية البرية، فرفعت نسبة المراقبة بواسطة الرادار لتتواصل على مدار الساعة في المراكـز التابعـة للقـوات البحريـة في أبو عدس والقليعـات ومرفأ العبدة، علمـاً أنه تمّ نقل غرفة العمليات البحرية من مركز طرابلس البحري الى مركز القليعات للمراقبة الرادارية كونه يتيح السيطرة بالرؤية على المسطح المائي من الجزر وحتى الحدود.


تأمين الدعم الناري
في إشارة الى الدعم العسكري الذي قدمته القوات البحرية الى القوات البرية، أوضح العميد الركن البحري أبي نصر أن الأيام الأولى للمعركة شهدت دعماً بالنيران من الخافرات البحرية باتجاه المخيم، إلا أنه وبعد تقدّم الجيش داخل المخيم أصبح من الضروري تقييد الدعم الناري من البحر بغية عدم إزعاج القوات البرية المتقدمة لا سيما بعد أن ضاقت بقعة العمليات، فاقتصرت حينئذٍ نيران الخافرات على الأهداف البحرية داخل المسطح المائي.
وأشار قائد القوات البحرية الى أنه خلال هذه الفترة تعرضت خافرات السلاح البحري لرمايات بالمضادات من قبل مسلحي «فتح الاسلام»، كما تعرضت في فترة لاحقة لرمايات بالهاون من الجهة نفسها، غير أنه باعتماد التكتيك البحري الملائم والإنتقال من خطة الى أخرى وفقاً للمتطلبات الميدانية، ظلت مراكب القوات البحرية بمنأى عن هذه الرمايات المعادية التي لم تؤثر إطلاقاً على تنفيذ المهام أو نوعية الأداء، فقد ظلت السيطرة على المسطح المائي سيطرة تامة، وظل الحصار (وما يزال) محكماً على المخيم من الجهة الغربية.
وتحدث قائد القوات البحرية عن نوع آخر من الدعم الذي قدمته القوات البحرية وذلك من خلال عمليات المراقبة والتصحيح للرمايات المدفعية تولاها ضباط من سلاح المدفعية أبحروا على متن خافرات القوات البحرية. كما أبحر على الخافرات المذكورة ضباط من القوات الجوية بهدف تنسيق عمليات الطيران للطوافات المشاركة في المعركة.
وأوضح العميد الركن البحري أبي نصر أن التنسيق التام والمباشر مع الأفواج والألوية المشاركة من جهة، وبين المراكز البحرية المنتشرة على البر في غرفة العمليات والمراكب المعنية بالتنفيذ على المسطح المائي من جهة أخرى، أدى الى نجاح بارز على صعيد المهام.
كما أكد أن عديد القوات البحرية ضباطاً ورتباءَ وأفراداً كانوا وما زالوا معنيين جميعاً بمهمة الجيش في مخيم نهر البارد، سواء من خلال وجودهم على متن المراكب في البقعة المحاصرة أو في مراكز المراقبة الرادارية أو في القواعد اللوجستية التي تؤمن الدعم للعناصر والمراكب المشاركة، الى جانب متابعة المهام الموكولة اليها على طول الشاطئ اللبناني وفي المياه الإقليمية اللبنانية، لا سيما تنفيذ القرار 1701 بمشاركة القوة البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مشيراً الى أن الجميع قد وظفوا خبراتهم وكفاءاتهم لإنجاح المهمة الموكلة اليهم، ومؤكداً أن الجيش يتكامل في تنفيذ المهام بمختلف أسلحته واختصاصاته من قوات برية وبحرية وجوية، وهذا التكامل هو أساس نجاحه وتغلّبه على كل الصعاب التي تواجهه.
وقـد ختـم قائـد القـوات البحريــة بالتمني للجيــش اللبنــاني النصر والنجــاح في كل مهامــه، مثمنــاً دعـم الشعـب اللبنـاني لهــذا الجيــش في الأوقـات العصيبة، آملاً أن يتجسـد هذا الدعم من قبل أصحاب القرار في تحقيـق السلاح والعتـاد الحديـث للمؤسسة العسكرية ليبـقى الجيـش اللبنــاني الحامي الأوحد للوطـن الذي يصفه بـ«قطعة سما».