تسلح وتكنولوجيا

أسلحة اللايزر والموجات الكهرطيسية
إعداد: الطيار عماد الحاج شحادة
الرائد

تسعى الولايات المتحدة الأميركية حالياً الى تطوير أسلحة لايزر وموجات كهرطيسية لتصبح قيد الإستعمال في السنوات العشر القادمة, على مختلف النظم الدفاعية وفي مقدمتها الطائرات الحربية. تعرف هذه الأسلحة بأسلحة الطاقة المباشرة, ويدّعي أحد كبار المسؤولين في برامج الطاقة المباشرة لدى الشركة الأميركية المصنّعة “رايثيون” إن الموجات الكهرطيسية البالغة القوة وأسلحة اللايزر, هي “على عتبة الإنتقال من المرحلة التكنولوجية والعلمية الى المرحلة التكتية”.
“إن بعضاً من هذه المفاهيم المتعلقة بالطاقة المباشرة هي فعلاً قيد التطوير”, هذا ما جاء على لسان مسؤولين في مجال الصناعات الأميركية وفي القوات الجوية الأميركية. ويجري حالياً تطوير نظام سلاح طاقة مباشرة (على الأرجح موجات كهرطيسية بالغة القوة لاستعمالها على الطراز 30 المستقبلي المطوّر من الطائرات القتالية بدون طيار “اكس ­ 45”). بموجب هذه الفكرة, سيجري استعمال الموجات الكهرطيسية البالغة القوة لإسكات الدفاعات الجوية العدوة, كما يمكن استعمالها لشل فاعلية المعدات الالكترونية الأخرى مثل نقاط تقاطع موجات التحكم والقيادة. وتنحصر المسألة حالياً في إيجاد طريقة فعّالة لتصويب هذه الأسلحة بدقة وإحكام وفي تأمين الحماية اللازمة للطائرات التي تنقلها.
الموجات الكهرطيسية البالغة القوة, هي خطوة متقدمة من الإكتمال التقني عن مثيلتها أشعة اللايزر الصلابية. ويتوقع المختصون الأميركيون أن يصار الى عرضها ميدانياً في السنوات الخمس القادمة. تكنولوجية الموجة الكهرطيسية البالغة القوة تتجه قدماً, “القدرة بين أيدينا الآن, ونحن بحاجة فقط لنظم التوجيه والإطلاق المناسبة”, هذا ما صرح به نائب رئيس برامج الطاقة المباشرة لدى شركة “رايثيون” المصنّعة.
المفهوم الآخر الذي لا يزال قيد التطوير, هو إستخدام أشعة لايزر صلابية عالية القدرة على الطائرة القاصفة ­ المقاتلة “لوكهيد مارتن أف ­ 35”. من المتوقع أن تتمتع هذه الأشعة بقوة 100 كيلو واط, وهذا يعني أنها ستكون سلاحاً مميتاً وتغني عن إستعمال أنواع عديدة من الذخائر التقليدية. كما أن الشركة المصنعة “رايثيون” طورت مفهوماً يسمح بتركيب هذا السلاح على الطائرات العامودية الإقلاع والهبوط وعلى الطائرات القتالية بدون طيار. غير أن نطاق إستعمال سلاح اللايزر هذا لا يزال ضمن دائرة السنوات العشر القادمة.
من بين التحديات المتوقع أن تنجم عن استعمال أسلحة اللايزر الصلابية من على متن طائرات قتالية بقيادة طيارين أو بدونهم, القدرة على التحكم بحزمة الأشعة ونطاق انفلاشها. والسؤال هو: “هل بإمكانك التحكم بالحزمة الشعاعية وإصابة ما تريد إصابته بالتحديد؟”؛ الدراسات الأولية تجيب على هذا السؤال بالإيجاب, وذلك عن طريق اللجوء الى إستعمال أجهزة إيصال وتصويب تكيفية, إلا أن التكنولوجيا المتصلة بهذا الموضوع لا زالت بحاجة لتطوير.
على المدى الطويل, تتوقع شركة “رايثيون” تطوير أشعة لايزر بفعالية أقوى تسمح للقوات المسلحة باستبدال المتفجرات الشديدة الفعالية بالطاقة المباشرة (DE) التي تنقل على الطائرات أو تثبت على الذخائر بذاتها.
غير أن إمكانيات هذه الأسلحة بدأت تثير القلق حول مدى شرعيتها بالنسبة للقوانين الإنسانية الدولية, على إعتبار أنها أسلحة غير إنسانية. فقد جاء في وصف لأحد العلماء ممن هم على معرفة بتأثيرات هذا النوع من السلاح الى أسبوعية “جينز للدفاع”, إن النتيجة المحتملة لإصابة فرد بطلقة موجة كهرطيسية أو أشعة لايزر هي أنه “ستتبخر فوراً جميع السوائل الموجودة داخل جسمه وسيحصل هذا بسرعة فائقة بحيث ان المصاب لن يشعر بها”.
من ناحية أخرى, إذا وقع فرد ما في نطاق الدائرة الجانبية للحزمة, وهذا شيء ممكن حصوله بسهولة خاصة داخل المدن, فمن المحتمل جداً أن يصاب هذا الفرد بحروق بالغة وبتلف دماغي دائم.
وقد تواجه أسلحة الموجة الكهرطيسية البالغة القوة تعقيدات قانونية أخرى, خاصة بسبب الحظر الدولي على استعمال الأسلحة الحارقة.
إن إحدى المهام الأساسية الأخرى لاستعمال هذا النوع من الأسلحة هي مهاجمة وتدمير الأهداف المدفونة في أعماق يتعذر على الأسلحة التقليدية المعروفة اختراقها, كما أنّ مهاماً إضافية تعدّ لها هي أيضاً لا تزال قيد الدرس.

المرجع: مجلة Jane’s