- En
- Fr
- عربي
وجهة نظر
و«الربيع العربي»...
«يبرعم» المجتمع الغربي
بدأت الأصابع تحترق. من يلعب بالنار يصيبه اللهب. لم يعد الشرق الأوسط مستوعب الأزمات، بل مصدّرها إلى ما وراء البحار. ديموقراطيات الغرب تهتز، الأصوليات تتكاثر، الخطاب لم يعد سويًّا، إنه قلق، متوتر، ينبش في دفاتر الماضي، يستعيد المماحكات، يصوّب على الأقليات، يشهّر بالتمايزات سواء في العرق، أو الدين، أو اللون أو الجنس.
الخفايا والخبايا
في «زوايا الصحافة الأوروبيّة تكتشف الخفايا والخبايا»، وتتعرّف إلى ما يصيب المجتمعات من منزلقات، وإلى المواقف والطرائف التي تعكس المتغيّر في الأمن، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وتطّلع على المثير من الأخبار والأسرار.
إنكبّت مراكز الدراسات الأوروبيّة المتعددة المصادر، والتوجّهات، على إعداد تقارير ميدانيّة، عشوائيّة، لرصد نمط الشارع، والتركيز على «المتغيّر في المجتمع الأوروبي» منذ انطلاق قطار الربيع العربي مع ثورة الياسمين في تونس، لغاية مطلع العام 2016. وجاءت النتائج صادمة على الرغم من أن الأرقام «تقريبيّة»... 52 في المئة يرفضون السياسة التي اتبعها الاتحاد الأوروبي في الأعوام الثلاثة الأخيرة (2013، و2014، و2015)، عندما شرّع أبوابه لاستقبال آلاف النازحين، تحت عنوان: «الإعتبارات الإنسانيّة». 73 في المئة مع وقف هذه الظاهرة. 47 في المئة يحمّلون الأحزاب والسلطات الحاكمة، مسؤولية ما آلت اليه الأمور، مع التركيز على التداعيات السلبية المدمّرة على الأمن، والاقتصاد والاجتماع. 56 في المئة يشعرون بالخوف من أصحاب السحنة السمراء الأفريقيّة، أو الشرق أوسطيّة. 69 في المئة يتأثرون بما تحمله الصحافة اليوميّة من أخبار عن حوادث، وتعديات، واستفزازات يقوم بها «الأجانب»... باختصار إن المتغيّر ينعكس على سلوكيات الفرد والجماعة، مجتمع خائف، غاضب، قلق، متوتر، يجلس لتناول القهوة في مقهى الرصيف، فيما تحدّق العيون بالمارّة خوفًا من حزام ناسف، أو من إرهابي مدسوس؟!.
إنتهازيّة شعبويّة
في بلاد «العم سام»، حيث الديموقراطيّة بأرقى مظاهرها، غابت الجملة المفيدة، والفكرة السديدة، وحلّت الانتهازيّة «الشعبوية» التي تحرّك الأحاسيس والمشاعر، وتثير الهواجس والمخاوف. عندما انطلقت الحملات الانتخابيّة التمهيدية للحزبين الجمهوري والديموقراطي لتسمية مرشح الرئاسة الأولى، إنطلق الخطاب الأكثر رداءة أخلاقيًّا وسياسيًّا.
بدأ دونالد ترامب رحلته السياسيّة بالتعرّض للجماعة اللاتينيّة في الشعب الأميركي، وبالقول إنها «مجموعة من اللصوص والمغتصبين وتجار المخدرات». هذه الفكرة قادته إلى ضرورة ترحيل اللاتينييّن غير الشرعيّين من الولايات المتحدة، حتى ولو كان لهم أطفال يحملون الجنسيّة الأميركيّة، ولو كان عددهم يصل إلى 11 مليون نسمة. كما قادته إلى القول بضرورة بناء حائط بطول ألف ميل بين الولايات المتحدة والمكسيك، على أن تدفع المكسيك تكلفته طالما أنها تحقق فائضًا في الميزان التجاري مع أميركا قدره 58 مليار دولار. دغدغت الفكرة مشاعر الغالبية البيضاء التي تعتبر البطالة نتيجة لحصول الآخرين على الوظائف والأعمال.
تغذية المشاعر العنصرية سرعان ما تتحول من اللاتينييّن إلى ظاهرة عامة تشمل النساء، والأميركييّن من أصول عربيّة، أو الوافدين من آسيا، وأفريقيا، وحتى أصحاب الاحتياجات الخاصة.
ظاهرة ترامب تتقدّم. والسر يعود إلى الخلل الكبير الذي أصاب المجتمع الأميركي نتيجة الحرائق التي عملت الإدارات المتعاقبة على إضرامها في الشرق الأوسط، وتحديدًا في العالم العربي، والتي بدأ لهيبها يرتد إلى الداخل، ويحرق السلوكيات والأدبيّات، ويثير النعرات ويحرّك المكبوتات.
ومن آلاباما إلى لويزيانا وتينيسي، تواصل هيلاري كلينتون سلسلة انتصاراتها في الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي، في مؤشر على تأييد كبير من قبل الأقليات العرقيّة للسيدة الأولى السابقة. ودعم الأقليات العرقية لكلينتون أصبح واضحًا في نظر عدد كبير من المعلّقين، وأسبابه متعددة. فوزيرة الخارجية السابقة الحاضرة في الساحة العامة الأميركيّة منذ أكثر من ثلاثة عقود، تحرص على التزامها منذ شبابها مكافحة العنصريّة، بعد أن أجرت تحقيقًا في إجحاف لحق بسيدة سوداء اميركيّة هي ماريان رايت أديلمان، بسبب التمييز العنصري في مدارس آلاباما. وبعد ذلك، أثرت تجربتها كزوجة حاكم ولاية أركنسو على رؤيتها للعلاقات بين الأعراق في أميركا.
لكن، ما بين آفة العنصريّة من جهة، وآفة الطبقيّة - الفئوية من جهة أخرى، تنزلق «رائدة الحريات والديموقراطيات» في العالم إلى خطاب شعبوي مشبع بالمفردات «التفريقيّة»، التي ساهمت في رواجها في الشرق الأوسط خلال الربيع العربي.
ألمانيا واليوم الصعب!
تجتهد المرأة الفولاذيّة آنجيلا ميركيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة سياستها تجاه النازحين المتقاطرين نحو أبواب برلين الدهريّة. اعترفت بتراجع شعبيتها، أعلنت «أن الأداء الضعيف لحزبها في الانتخابات المحليّة الأخيرة أنتج يومًا صعبًا للحزب». لكنها «تعهدت بمواصلة السعي للتوصل إلى حلّ أوروبي لأزمة اللاجئين». وقالت بعد اجتماع مع قادة حزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» الذي تتزعمه: «إننا قطعنا شوطًا طويلًا باتجاه حلّ مسألة اللاجئين، لكن ليس لدينا حلّ دائم بعد؟!».
زعيم «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» هورست سيهوفر، الحليف البافاري لحزب آنجيلا ميركيل، والذي يعارض سياستها في ملف الهجرة «اعتبر أن الردّ على الهزيمة الانتخابيّة، لا يمكن أن يكون: سنستمر كالسابق».
وفي وقت لم تعكس فيه نتائج الأقاليم الثلاثة خسارة فعلية لحلفاء المستشارة الألمانية، بل سجّلت تراجعًا، فإن الانتكاسة الكبرى، تمثّلت بالتقدم الكبير الذي حققه حزب «البديل من أجل ألمانيا» في مختلف المقاطعات (بين12 و24 في المئة)، وهو الذي كثّف هجماته الكلاميّة ضد المهاجرين.
وتندرج الانتكاسة في إطار أوروبي أوسع يشهد تعزيز شعبية اليمين المتشدد، ويتقاطع ذلك مع صعود أطراف يساريّة إلى السلطة (كما حصل في اليونان وإسبانيا)، في مشهد دقّ ناقوس الخطر أمام الأحزاب التقليديّة المهيمنة منذ عقود.
وفي هذا السياق، كتب موقع صحيفة «بيلد» الألمانيّة: يتعيّن على الحزبين اللذين يهيمنان على الحياة السياسية الألمانية منذ 1945 (الاتحاد الديموقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديموقراطي) «تضميد الجروح» بعد هذا الإختبار المهم حول سياسة الهجرة. فيما اعتبر المحلل السياسي في مجلّة «دير شبيغل» الألمانية، سيباستيان فيشر أن «اللعبة السياسيّة قد سممت؟!».
... واليمين الفرنسي المتطرّف
أعلنت وزيرة العدل الفرنسيّة كريستيان توبيرا استقالتها قبل بدء البرلمان مناقشة مقترحات تجريد المواطنين الفرنسييّن مزدوجي الجنسيّة المدانين بالإرهاب من جنسيتهم. الصدمة لم تنته عند حدود الاستقالة، كانت الترددات أوسع، وأشمل، حرّكت صفوف النخب السياسية والقضائيّة، والأكاديميّة، والفكريّة، والثقافيّة، وذهب السجال بعيدًا ليلامس مبادىء الثورة الفرنسيّة التي تهاوت – بنظر البعض - من آكام المثل الوطنيّة العليا، إلى مكان التصويب عليها من كلّ حدب وصوب، من الوافدين الطارئين، إلى المجنسين، إلى منتحلي الصفة، و«تجار الهيكل» الذين يبيعون ويشترون وهم في مراتب المسؤوليّة، وهدفهم تقديم الخاص على العام؟!.
عندما يكتسح اليمين المتطرف بزعامة جان - ماري لوبان، نسبًا مرتفعة في الانتخابات الفرعيّة التمهيدية الفرنسيّة، فالفضل لا يعود للقيادة الرشيدة لهذا اليمين، بل للسلوك الاجتماعي المتغيّر، حيث القلق على المستقبل والمصير. في فرنسا أكثريّة واسعة ترفض تحويل الوطن إلى مستوعب، والدولة إلى جمعيّة خيريّة. إن الاسترسال في احتساب المخالفات، وتعداد التراكمات أدى إلى خلل سياسي – إجتماعي – ثقافي عميق، من تداعياته ظهور أصوليات جديدة إن على المستوى الوطني، أو السياسي، أو الاجتماعي...
لم تعد الأرقام تتحدث عن فرص العمل، بل عن نسبة البطالة في صفوف الشباب. ظاهرة حلق الرؤوس لم تعد «صرعة» شبابيّة، بقدر ما هي علامة فارقة يعتمدها الألوف من حملة الخناجر والسكاكين ضد أي «مشبوه». إنها الأصوليّة المعاكسة التي ترفض الآخر، وتؤمن بالإنغلاق كردّ على «التشوهات» التي أصابت المجتمع نتيجة سياسة الانفتاح على الشرق المتفجّر؟!.
النازيّون الجدد في ألمانيا يقضّون مضاجع المستشارية، وحّدت آنجيلا ميركيل الألمانيتين، حوّلت ألمانيا إلى قوّة إقتصادية متفوقة في الاتحاد الأوروبي، وضمانة موثوقة لمنطقة اليورو، يلجأ إليها المتعثرون لاستنهاض إقتصادهم حرصًا على وحدة الاتحاد، وفّرت فائضًا في فرص العمل لا مثيل له بتاريخ ألمانيا، ومع ذلك فإن الأصوليّة الألمانيّة لا تأخذ هذه الجوانب المضيئة بعين الاعتبار، التعصّب السياسي الأيديولوجي يتقدم في صفوف الشباب والنخب. كان الحلفاء يحتفلون بذكرى انتهاء الحرب في النورماندي، فيما كانت الألوف من باقات الزهور تذهب إلى القبر الإفتراضي لهتلر؟!... لا يستند المتغير هنا إلى ظروف اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة، بقدر ما يستند إلى عصبيّة وطنيّة متزمتة، قد يكون لها تأثيرها في أي انتخابات مقبلة... ربيع الشرق، يبرعم في الغرب؟!.
50طفلًا بريطانيًّا في دولة الخلافة!
عندما تسلّم رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون «تقريرًا مخجلًا» حول الاستثمار السياسي والإعلامي لقوات التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق، استدعى مستشاره الإعلامي على عجل، وطلب منه اتخاذ ما يلزم «لتفادي الفضيحة؟!».
يقول التقرير إن تنظيم «داعش» يحوّل الأطفال الذين ينشأون في ظل «خلافته» إلى قنابل بشريّة موقوتة، ويعمد إلى تلقينهم منذ الصغر تفسيرًا بالغ التشدد للتعاليم الدينيّة، ويربّيهم على مشاهدة عمليات القتل والتعذيب، ما ينذر بمستقبل دامٍ لمن يصفهم التقرير بـ«أطفال الخلافة».
صدر التقرير عن مؤسسة «كويليام» البريطانية لمكافحة التطرف، بالاشتراك مع جمعية «مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال»، ومنظمة «اليونيسكو». ويقول رئيس «كويليام» نعمان بن عثمان قبل توزيع البحث الذي أعدّه بالتعاون مع الباحثة في المؤسسة نيكيتا مالك: «هذه واحدة من أحلك الأيام، فالأطفال مفتاح المستقبل، والتنشئة في دولة داعش تبدأ من الولادة، ثم تزداد تشددًا في المدارس ومعسكرات التدريب، حيث يتمّ تعليم الأطفال وفق تفسير خاص للشريعة، ونزع أي شعور منهم تجاه العنف، ويتعلمون مهارات بهدف رفع راية الجهاد».
وتقول مالك إن البحث يظهر أن «هناك 31 ألف إمرأة حامل في الدولة، وهذا أمر مقلق حقًّا. هذا التقرير يملأ الفراغ في الأبحاث المتعلّقة بالأطفال في التنظيم. من واجب المجتمع الدولي أن يأخذ المبادرة بدل أن يكتفي بأسلوب ردّ الفعل عندما يركّز على هؤلاء الأطفال».
ومن ضمن ما يكشفه التقرير، أن هناك قرابة 50 طفلًا بريطانيًّا يتم تعليمهم «الجهاد» في سوريا والعراق. وعلى الرغم من أن التنظيم لجأ في السابق إلى «خطف الأطفال» بهدف ضمّهم إلى جنوده (مثل السبايا الإيزيديات)، إلا أن تقرير «كويليام» يشير أيضًا إلى ضغوط تمارس على الأطفال في مناطق سيطرة التنظيم بهدف إخافتهم، ودفعهم إلى الإلتحاق به طوعًا.
ويشرح التقرير أن «أطفال الدولة» يخضعون لتدريب «جهادي» يتضمن إطلاق النار، واستخدام الأسلحة والفنون القتالية. أما البنات اللواتي يوصفن بـ«لآلىء الخلافة»، فيتمّ تعليمهنّ ارتداء الحجاب منذ الطفولة، ولا يشاهَدن خارج المنزل، كما يتم إقناعهنّ بأنّ مهمتهنّ العناية بأزواجهنّ عندما يتأهلن.
وبعدما يحذّر التقرير من أن تنشئة الأطفال في ظل حكم «داعش» أمرٌ يؤثر سلبًا في نموهم الجسدي والنفسي، يشير إلى أنه سجّل بين آب 2015 وشباط 2016 ما يصل إلى 254 حالة استخدم فيها «داعش» الأطفال في دعايته. وقسّم التقرير هذا الظهور الدعائي إلى خمس فئات: مشاركة الأطفال بأنفسهم في العنف، الاعتياد على العنف، أداء دور في بناء الدولة، إظهار دولة «داعش» بوصفها الدولة المثالية، والشكوى من السياسات الأجنبيّة ضد المسلمين.
ويقترح التقرير مجموعة توصيات للتعامل مع الأطفال الذين يعودون من «خلافة داعش»، أو يفرّون منها، وبينها وضعهم تحت الرقابة للتأكد من تخلّيهم عن «العنف الراديكالي» وإعادة دمجهم في المجتمعات الأوروبيّة.
شكوى فرنسيّة ضدّ بلجيكا
في فرنسا أعلنت عائلة فالنتان ريبي، المحامي الشاب البالغ 26 من العمر الذي قضى في الهجوم على مسرح باتاكلان خلال اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني 2015، أنها سترفع شكوى ضد بلجيكا أمام المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان بتهمة وجود «ثغرات خطيرة في نظامها الأمني». وقالت المحامية سامية مكتوف إن «ذوي ريبي يعتبرون أن الثغرات الخطيرة في نظام الحماية والمراقبة البلجيكي سهّلت تسلّل الإرهابييّن إلى الأراضي الفرنسية وارتكاب الاعتداءات التي خلّفت 130 قتيلًا، والمئات من الجرحى».
وأضافت: «أتى الإرهابيّون الذين يحمل معظمهم الجنسية البلجيكيّة من ضاحية مولنبيك ببروكسيل، حيث أصبحوا متطرّفين، وتدرّبوا لتنفيذ عمليات جهاديّة، وأعمال مسلّحة على أراضي فرنسا».
ورئيس الوزراء الماليزي!
في ماليزيا، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخليّة أحمد زاهد حميدي، أن الشرطة «أحبطت مخططًا أعده 13 شخصًا على صلة بداعش لخطف رئيس الوزراء نجيب عبد الرزّاق، ووزراء، في كانون الثاني 2015، ولشنّ هجمات في العاصمة كوالالمبور، ومدينة بوتراجايا، وولاية قدح...»
وأضاف: « رغم أنه لا وجود راسخ لداعش في البلاد، يجري التأثير على الناس هنا، ويتلقون أوامر من داعش في سوريا».
النزوح المعاكس
أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك في ختام قمّة أوروبيّة – تركيّة في بروكسيل في شأن أزمة المهاجرين أن «زمن الهجرة غير الشرعيّة إلى أوروبا ولّى»، وأمهل الاتحاد الأوروبي نفسه أيامًا إضافيّة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد مع تركيا لوقف تدفّق المهاجرين باتجاه الدول الأوروبيّة، وينصّ الاتفاق خصوصًا على أن تستعيد تركيا كل المهاجرين غير الشرعييّن، بمن فيهم السوريّين الذين يصلون إلى أراضي الإتحاد عبر بحر إيجه.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة الى الجهود الأوروبيّة لحلّ أزمة المهاجرين. واعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يخصص حصصًا للاجئين العراقييّن إلى جانب حصص اللاجئين القادمين من سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أن الـ3 بلايين يورو التي خصصها الاتحاد الأوروبي لتركيا قد تزيد إذا لزم الأمر».
وأضاف: «إن المواطنين الأتراك يمكن منحهم حريّة الدخول من دون تأشيرات إلى منطقة شنغن الأوروبيّة، فقط عند الوفاء بالمعايير الـ72. وإن محادثات إنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ما يزال أمامها طريق طويل قبل اختتامها».
في المقابل عبّر مسؤول في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن مخاوف في شأن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على إعادة اللاجئين إلى تركيا حيث لا يحظى أبناء بعض الجنسيات بالحماية. وصرّح المدير الإقليمي للمفوضيّة في أوروبا فينسنت كوتشيتيل أن نسب موافقة تركيا على استقبال لاجئين من أفغانستان والعراق وإيران متدنيّة للغاية وتصل إلى حوالى 3 في المئة. وتابع: «إعادة الأشخاص الذين لا تتوافر لهم الحماية في تركيا تثير عددًا من المشاكل في ما يتعلق بالقانون الدولي والقانون الأوروبي».
إلى ذلك أعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل في ختام القمة الأوروبيّة - التركيّة في بروكسيل (الإثنين 7 آذار 2016)، «أن مصداقية الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي تتأكد من خلال التنفيذ الشفّاف لكامل البنود والمعايير التي يتضمنها هذا الإتفاق».
هل يكون الحل بـ«إعادة تصدير اللاجئين» من أوروبا إلى الدول التي انطلقوا منها عبر تركيا، وبكلفة البلايين الثلاثة؟!... في الزوايا تكمن الخبايا؟!...