صحة ووقاية

أعراض السكتة الدماغية "فالج بس عالج"
إعداد: د. حليم عبود
ختصاصي في أمراض الجهاز العصبي والدماغ أستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف - كلية الطب

أعراض السكتة الدماغية
إن معرفة الأعراض والعلامات المصاحبة لحدوث سكتة دماغية مهمة جداً لطلب الإسعاف وإعطاء العلاج المبكر للمريض. ومن أهم الأعراض: الشلل النصفي للجسد (الوجه، الذراع، الأرجل) الذي قد يكون كاملاً أو جزئياً، وعدم اتزان مفاجئ، ازدواجية النظر، تنمل مفاجئ في أحد شقي الجسد، عدم قدرة أو صعوبة مفاجئة في النطق وعدم القدرة على فهم الكلام المنطوق. كما قد تؤدي السكتة الدماغية الى غيبوبة وشلل في الأطراف، غالباً ما يؤدي الى وفاة المريض.
في كل الأحوال، إن الإسراع بتقديم العلاج اللازم عند ظهور هذه الأعراض خلال الساعات الأولى من حدوث السكتة الدماغية مهم للغاية، وقد تزيد أمل المريض بالشفاء الكامل، لذلك من الضروري إحضار المريض بسرعة الى المستشفى لإجراء العلاج اللازم ومنع حدوث المضاعفات المصاحبة.

 

معدل الإصابات
إن معدل حدوث السكتة الدماغية هو 2400 حالة لكل مليون شخص، يموت منهم 700 شخص على الأقل أي ما يقارب 30٪، وهناك حوالى 600 شخص يصابون بعاهة دائمة. حالياً هناك حوالى عشرة آلاف حالة في لبنان سنوياً.
تعتبر السكتة الدماغية أهم ثالث سبب للوفاة في العالم بعد أمراض القلب والأمراض السرطانية. كما تعتبر من أهم أسباب العاهات الجسدية والإعاقة في العالم.

 

عوامل الخطورة
هناك عوامل كثيرة تزيد من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية، وكثير منها يزيد ايضاً من فرص الإصابة بالأزمة القلبية. ومن أهم هذه العوامل:
• العمر: حيث أن عشرة الى عشرين بالمئة من كبار السن وخصوصاً فوق الستين معرّضون للإصابة.
• ارتفاع ضغط الدم يؤدي الى انسداد الشرايين أو النزيف الدماغي، وكلما ارتفع الضغط زادت نسبة الاصابة.
• ارتفاع نسبة السكر في الدم.
• السمنة وزيادة الوزن مع ما يرافقه من إهمال للرياضة والتمارين الصحية.
• أمراض القلب والشرايين.
• ارتفاع نسبة الدهون بالدم (كوليسترول، تريغليسريد وغيرها...).
• التدخين (إن نسبة التعرض للسكتة الدماغية للأشخاص المدخنين تزيد بثلاثة أضعاف عن نسبة الأشخاص غير المدخنين).
• المخدرات.
كما أن 40٪ من الذين قد تعرضوا للسكتة يمكن أن تعاودهم مرة أخرى، من هنا أهمية الوقاية بعد الإصابة.

 

الإجراءات الفورية
من أهم الأمور التي علينا القيام بها عند حدوث عوارض السكتة الدماغية هي نقل المريض حالاً ومن دون إضاعة الوقت الى أقرب مستشفى، والامتناع عن إعطائه أي دواء أو طعام قبل معاينته من الطبيب الاختصاصي. إن التأخير في نقل المريض الى المستشفى يؤدي الى التأخير في التشخيص السريع لمرضه، وبالتالي إعطائه الدواء المناسب، ما قد يقلل من نسبة شفائه.

 

مضاعفات السكتة الدماغية
هي كثيرة، خصوصاً عند تكرارها، وأهمها الوفاة (أكثر ما تكون خلال الأسبوع الأول من حدوث السكتة)، العجز الحركي والذهني الذي غالباً ما يكون سبباً مهماً للإكتئاب عند المريض وذويه، كما أن هناك فقداناً أو ضعفاً للذاكرة ومرض الصرع.
وأيضاً يجب أن نؤكد بأن المريض الذي يصاب بسكتة دماغية معرض للإصابة بأمراض القلب  كالجرحة القلبية مثلاً بنسبة عالية.



طرق العلاج المعتمدة
هناك عدة مراحل في العلاج:
• أولاً: في الساعات الأولى لحدوث عوارض السكتة الدماغية، يمكننا في بعض الحالات إعطاء أدوية لإزالة انسداد الشرايين أو لوقف النزيف الدموي.
والجدير بالذكر هنا إن أهمية العلاج المبكر تكمن في منع حدوث مضاعفات جانبية مصاحبة، أو معاودة السكتة.
• ثانياً: إجراء الفحوصات اللازمة من مخبرية وصور صوتية وأشعة.
• ثالثاً: العلاج الفيزيائي الذي قد يمتد عدة أشهر، والذي يمكّن المريض من معاودة الاعتماد على نفسه (المشي والتحرك...) ومعاودة النطق...
أخيرً إن معرفة العوامل الخطرة التي قد تعرّض المريض للإصابة بالسكتة الدماغية ومحاولة تجنبها هي المفتاح الأساسي للوقاية وأهمها:
الإقلاع عن التدخين، التحكم بالدهون والكوليسترول، السيطرة على داء السكر في الدم، القيام بتمارين رياضية والحفاظ على وزن الجسم.