ندوة

أعمال الإغاثة في الحروب والكوارث والتعاون بين الأجهزة المعنية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان أقيمت ندوة حول التعاون بين الوكالات ذات الصلة بأعمال الإغاثة خلال الحروب، والكوارث الطبيعية وتفشّي الأوبئة، حضرها ضبّاط دورة الأركان الخامسة والعشرين.
شارك في الندوة كل من، اللواء المتقاعد يحيى رعد رئيس الهيئة العليا للإغاثة، السيد جورج الكتاني ممثلاً الصليب الأحمر اللبناني، السيد نبيل صالحاني ممثلاً الدفاع المدني، العقيد جان فرح من مديرية العمليات في الجيش اللبناني، والعقيد الركن البحري جوزيف الغريب من القوات البحرية، والعقيد الطيّار مهدي كنعان من القوات الجوية، والنقيب جورج خليل من الطبابة العسكرية.


اللواء رعد
في مستهل محاضرته، تناول اللواء رعد مهمات الهيئة العليا للإغاثة وتأليفها وفق المرسوم الإشتراعي 22 (18 آذار 1977) وتعديلاته. وأشار إلى أنّها تضمّ إضافة إلى رئيسها (رئيس مجلس الوزراء ونائبه) وزارات الدفاع والداخلية، الصحة، الشؤون الاجتماعية، المالية والاشغال العامة، المهجّرين، الطاقة والمياه. كما تستعين بعدد من المدراء العامين، وبضبّاط قادة من القوى المسلحة، وبمدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وبمن تراه ضروريًا للمساعدة عند الحاجة.
وعدّد اللواء رعد مهمات الهيئة وأبرزها، إدارة شؤون الكوارث وأمور الإغاثة وتأمين السلامة العامة للمواطنين، وقبول الهبات وتسلّمها وتأمينها في مستودعات خاصة بعد وضع الأنظمة اللازمة وتأمين الأموال للاهتمام بها؛ كما تُعنى الهيئة بإقرار نظام مالي خاص لأعمالها الإدارية والمالية والإحصاءات والمعلومات، مع صلاحية تكليفها إحدى الوزارات أو أمانتها العامة القيام بالأعمال التنفيذية، مع الاستعانة بمن تراه ضروريًا لتنفيذ مهمات الإغاثة الشاملة.
واعتبر اللواء رعد أن قدرات الهيئة هي قدرات الدولة بكاملها، الخارجية والبشرية والاقتصادية والمالية، وآليات التنظيم المستقاة من مسودة الخطة الوطنية لإدارة الكوارث.
وعرض آليات التنسيق الداخلي مع مجلس الوزراء والوزارات ومنظمات المجتمع الأهلي، والتنسيق الخارجي مع جامعة الدول العربية، ومنظمات الأمم المتحدة والدول الصديقة. ثم أنهى محاضرته ذاكرًا بعض الأحداث والكوارث التي عصفت بالبلاد، وطرق المعالجة التي اعتمدتها الهيئة العليا للإغاثة للمساعدة في مختلف القطاعات.

 

الكتاني
السيد جورج الكتاني استهلّ حديثه بالعودة إلى تاريخ الصليب الأحمر وتأسيسه العام 1945 وانضمامه بعد سنتين إلى الحركة العالمية للصليب الأحمر. كما تناول قدرات الصليب الأحمر اللبناني المتمثّلة باللجان وبنوك الدم والمستوصفات ومعاهد التمريض ومشاغل الأطراف الاصطناعية والسيارات ومراكز الإسعاف والعمليات. وأشار إلى أن عمل الصليب الأحمر عند حصول الكارثة يشمل تأمين الإسعاف والإغاثة والإخلاء والمأوى، ونقل المصابين والجثث وإقامة مستشفى ميداني، والتنسيق مع المستشفيات المحيطة وبنوك الدم.
كذلك فإن الصليب الأحمريعمل بعد الكارثة من خلال متابعة تأمين خدمات الإسعاف اليومية، وفرق المساعدة والمساندة وتطبيق برنامح الصحة المجتمعية، وفتح مراكز إسعاف مؤقتة في أماكن آمنة بعيدة نسبيًا عن مكان الكارثة. وتحدّث عن وضع استراتيجية شاملة بهدف تحضير فريق يعمل بعد الكارثة على معالجة احتياجات المجتمعات، وإعادة ترميم ما تضرّر والتأقلم مع الوضع الراهن والتطلّع نحو تجاوزه إلى الأفضل.
وذكر الكتاني بعض العمليات التي كانت بمنزلة اختبارات حيّة للصليب الأحمر اللبناني، بدءاً من حرب تمّوز ونهر البارد وأحداث أيار، مرورًا بتحطّم الطائرة الأثيوبية والإنفجارات المتفرقة وغرق إحدى السفن، وصولاً إلى أحداث روميه ومارون الراس ونزوح اللاجئين السوريين إلى منطقة عكّار في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الإطار تحدّث السيد الكتاني عن خطّة الصليب الأحمر الإستباقية للاستجابة للكوارث والأزمات، وخطّة التكامل بين الفرقاء المعنيين بإدارة الكوارث، خصوصًا وأنه يؤمّن بشكل دائم دراسات إحصائية تؤكّد مدى قدرته على القيام بالمهمات المنوطة به وسرعته في تأمين الإسعافات لمنطقة الكارثة.

 

صالحاني
عن دور الدفاع المدني، تحدّث مدير قسم التدريب في الجهاز السيد نبيل صالحاني مستذكرًا تجارب حرب تمّوز وأزمة ساحل العاج ومعارك نهر البارد، حيث قام الدفاع المدني بواجبه بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة والجيش اللبناني والصليب الأحمر.
وشرح الصعوبات التي واجهتهم خلال تلك المراحل من اتساع منطقة الأزمة وصعوبة التنقل والإخلاء في حرب تمّوز، وعدم وجود خطّة واضحة مع ضعف في التواصل مع الهيئات والوكالات الأخرى، مرورًا بعدم تأمين مفارز طبيّة كافية وسيارات إسعاف مجهّزة لمثل هذه الأزمة، ومستشفيات ميدانية وعناصر مدرّبة في الوحدات العسكرية.
أما خلال معارك نهر البارد، فقد لوحظ بحسب السيد صالحاني اعتماد كبير على الإخلاء الطبّي الجوِّي ما يوجب تحسين شروطه، وقال إن العمل الجماعي أثبت نجاحه ولكن على بقعة جغرافية محدودة، مما يستدعي وضع خطة شبيهة إنما أكثر شمولاً، مع تعزيز في القدرات البشريّة واللوجستيّة وإشراك الوكالات كافة، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة لإدارة الكوارث ومعالجتها.

 

العقيد فرح
بدوره تطرّق العقيد فرح إلى نظام إدارة الكوارث في لبنان في إطاره القانوني والمؤسساتي، والأجهزة والإدارات المعنية بالاستجابة خلال الكوارث، كما عرض الإطار التنظيمي لغرفة العمليات الوطنية التي تعمل على إعداد الخطط المسبقة لإدارة الكوارث، وتفعيل التواصل بين الأجهزة وتنظيم عمليات التحضّر للإستجابة وإدارتها، وعلى جمع المعلومات وتحليلها وتعميمها ونشرها، وخصوصًا متابعة أعمال النهوض المبكر بعد الحادثة.
كما تحدّث العقيد فرح عن آلية تفعيل غرفة العمليات من خلال الإبلاغ عن الكارثة في إنذارات أولى وثانية، وتقييم الموقف وإفادة أجهزة التدخّل الأوّلي والمساندة وتحديد احتياجات عمليات الإستجابة والتنسيق في ما بينها، إلى التنسيق مع غرف العمليات المناطقية والقطاعية والوطنية والميدانية.
وختم العقيد فرح مداخلته بتعليمات التصرّف الدائمة لأجهزة الإستجابة في مراحل التحضّر والإستجابة والنهوض المبكر، إلى تعليمات خاصة بكل كارثة قد تحصل على صعيد الوطن (زلازل، تسونامي، فيضانات، حرائق وحروب).
وفي ختام الندوة طرح الحضور الأسئلة على المشاركين ثم توجّه الجميع إلى مقصف الكليّة حيث أقيم حفل كوكتيل.