مناسبة

أعمال المؤتمر الإقليمي الثالث في كتاب
إعداد: روجينا خليل الشختورة

ما هو الستاتيكو المرتقب في الشرق الأوسط؟

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بنائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن علي حمود، وحضور عدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، أقيم في النادي العسكري المركزي - المنارة، حفل توزيع كتاب «العالم العربي 2013: ديناميات التغيير، تحديات في الأمن والاقتصاد والإدارة السياسية».

 

وقائع الاحتفال وكلمة قيادة الجيش
تضمّن الكتاب خلاصة أعمال المؤتمر الإقليمي الثالث الذي نظّمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش خلال العام 2013 في بيروت، وجرى تسليم نسخ منه للمدعوين عند دخولهم صالة الاحتفال، بعدها افتتح اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، وكانت كلمة رئيس اللجنة المنظّمة العميد الركن خالد حمادة التي عرض فيها النتائج التي حققها المؤتمر السابق، فكلمة قيادة الجيش للعميد الركن حمود، الذي استهلها بالقول:
«إنطلاقًا من دور لبنان الرسالي في المنطقة العربية والعالم كنموذج للتنوّع الحضاري والثقافي، مرّةً جديدة يتجلّى الوجه الآخر للجيش في ميادين الفكر والثقافة، من خلال إصدار الكتاب الذي نضعه بين أيديكم اليوم».
وأضاف: «في عصرنا الحالي، لا تحتاج الجيوش إلى قدرات عسكرية فحسب، إذ إنّ العالم يتطوّر بسرعة والجيوش مضطرّة إلى مواكبة هذا التطوّر. ونحن نحثّ ضباطنا وجنودنا على ذلك، ليس عسكريًا فقط، فثقافة الضباط ومهاراتهم العلمية والأدبية والتـكنولــوجيــة هي جزء لا يتجزّأ من صورة العسكريين في عصرنا الحديث. العسكريون ليسوا معزولين عن التطور الذي يتوجب عليهم ملاحقته حتى لايسبقهم الزمن».
وتابع: «باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أرحب بكم في أحضان مؤسستكم العسكرية، وأشكر لكم تلبيتكم الدعوة إلى حضور هذا الحفل المميز، وأتوجه بالشكر إلى الباحثين والأكاديميين، المحليين والدوليين، الذين شاركوا في أعمال المؤتمرات الثلاثة السابقة، كذلك إلى الجهات التي وفّرت الدعم المادي والمعنوي لها، والجهات التي شاركت في تحضيرها وتنظيمها وإدارتها».
وتمنى في الختام التوفيق ودوام الاستمرار في الفكر والمعرفة والمحبة الإخلاص.

 

كلمة رئيس المركز
قال العميد الركن حمادة في كلمته: «لقد اجتزنا وإياكم وبعملٍ دؤوب مرحلة إثبات الذات وترسخت لدينا القناعة بصوابية وإلزامية الفهم الموضوعي للمتغيرات الإقليمية بما فيها تقاطع المصالح بين القوى الدولية والإقليمية، تبدّل موازين القوى، توظيف وإدارة فائض القوى وسلّم الأولويات الدولية في ظلّ غياب كلّي لمنظومة القيّم لصالح منظومة المصالح، ولقد توسّلنا في ذلك نقاشًا حرًا بين أصحاب الكفاءة والخبرة من مراكز معرفية بحثية ومواقع ديبلوماسية وعسكرية متعددة ومتباينة».
وتابع: «لقد راكمنا على مدى ثلاث سنوات عملاً بحثيًا جادًا في قضايا اعتبرت من المحرمات في مجالات الأمن الإقليمي وصعود الإسلام السياسي ومستقبل الأقليات في ضوء تصاعد حدّة التطرّف وتداعيات الصراع العسكري والسياسي في سوريا وأمن الخليج العربي، وها هي اليوم تشكّل موضوعات أساس يصاغ على وقعها مستقبل المنطقة».
وأضاف العميد الركن حمادة: «لقد وثّقنا في كتابكم، كتاب المؤتمر الإقليمي الثالث كلّ المداولات الحرّة التي عبّرت عن رؤية كلّ منكم لمسار المتغيّرات، وعرضنا التوصيات التي أجابت عن الهواجس والتهديدات التي أُثيرت على اختلافها والتي تستفيد من الانشقاقات والاختلالات البنيوية في كلّ بلدان المنطقة، وتساءلنا معًا، لماذا أصبحت الفوضى العارمة هي البديل؟ ولماذا أصبح الخطاب المتمرد شرًا لابدّ منه لبلوغ الحرية؟ لماذا يدفع المواطنون لكي يصبحوا أطرافًا في حرب أهلية؟ هل نحن أمام حربٍ أهلية أبدية؟... ما هو مستقبل الدساتير في العالم العربي؟... هل ستبقى الساحات هي أدوات التعبير المتاحة؟... أين هو الخيار الثالث بين العسكرة والأصولية الدينية؟..».
هذه المواضيع وسواها «ستشكّل حيّزًا من جملة قضايا يعالجها المؤتمر الإقليمي الرابع الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في ربوع بيروت، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وباحتضان مستمر من حضرة العماد قائد الجيش، بعنوان : «الستاتيكو المرتقب في الشرق الأوسط في ضوء المتغيرات والتسويات المحتملة: شرعية أنظمة الحكم وركائز النظام الإقليمي الجديد»، ويشاركنا فيه، صانعو القرار ومستشارون من مراكز متجذرة وعريقة منذ خمسينيات القرن الماضي في كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والدول العربية، وبالدعم الدائم لمؤسسات إقتصادية ومالية وثقافية، لبنانية وعربية».
في الختام، انتقل الجميع إلى حفل كوكتيل حيث تبادلوا الأنخاب بالمناسبة.

في إطار النشاطات الفكرية، نظّم مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية ورشة عمل في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بالتعاون مع مركز الإستشارية بعنـــوان «صناعــة وغدارة رأي عام من خلال مركز الأبحاث»، حضرها إلى جانب ضبّاط من أجهزة القيادة وضبّاط التوجيه في المناطق، صحفيون لبنانيون مختصون وباحثون من عدد من مراكز البحوث في لبنان.