مناسبة

أعمال المؤتمر في كتاب
إعداد: تريز منصور

«الشرق الأوسط في ظلّ النظام العالمي الجديد وتداعيات الصراع العالمي في المنطقة»


برعاية العماد جان قهوجي ممثلًا بنائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن جان فرح، أقيم حفل توزيع الكتاب الخاص بالمؤتمر الإقليمي السادس «الشرق الأوسط في ظلّ النظام العالمي الجديد، وتداعيات الصراع العالمي في المنطقة». تقدّم الحضور وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف، وعدد كبير من الفعاليات السياسية والأكاديمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والضباط.

 

كلمة قيادة الجيش
العميد الركن جان فرح ألقى في كلمة القيادة وقال في مستهلّها: عادة ما تشكّل الأفكار الخلّاقة، الشرارة الأولى على طريق تحقيق الاستراتيجيات والانجازات الكبرى، فكم من فكرة لمعت في عقل إنسان استطاعت أن تغيّر وجه التاريخ ومصائر الشعوب، بعد أن توافرت لها الظروف والوسائل المناسبة، فتُرجمت إلى أفعال وحقائق على يد مخطّط مبدع وموجّه بارع ومنفّذ محترف ملتزم.
وأضاف قائلاً: لقد كان من حسن الاختيار أن يُبادر الجيش منذ العام  2011 إلى استضافة المؤتمرات الإقليمية الخاصة بقضايا منطقة الشرق الأوسط. فمع مطلع العام المذكور انطلقت شرارة ما سميّ بالربيع العربي تحت عناوين مطالبة الشعوب بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، لتتحوّل بسرعة وللأسف إلى أزمات سياسية وأحداث عسكرية وأمنية لا تزال عصيّة على الحلول حتى تاريخه. السبب في ذلك كما بات معلومًا، يعود إلى تصادم المفاهيم والإيديولوجيات والأهداف، واختلاط المصالح الخارجية بالعوامل الداخلية، ما أدى إلى تنامي ظواهر العنف والإرهاب على نطاق واسع، وإلى تدخّلات عسكرية، أجنبية بصورة مباشرة وغير مباشرة. وأمام هذا الحال من الضياع والارتباك وفقدان الرؤية الواضحة، جاءت هذه المؤتمرات المتلاحقة، لتُسلّط الضوء على الأسباب الحقيقية للأزمات والمشكلات، محاولًة إيجاد إطار للحلول والمعالجات الممكنة لها، وذلك بروح التجرّد والموضوعية بعيدًا من أي توجّهات أو ميول فكرية مسبقــة. وبالاعتمــاد على خبرات كبار الأكاديميين والمفكريــن والباحثين والمحلّلين الدوليين، الذين شاركوا بفعالية في جميع هذ المؤتمرات، واضعين عصارة علومهم ومعارفهم وتجاربهم في خدمة الأهداف المرجوّة منها.
وتابع العميد الركن فرح: إنّ تجربتنا من الأحداث المريرة التي مرّ بها لبنان في ما مضى، تؤكد أن السبيل الوحيد لمواجهة الأخطار، يتمثل في تحصين التماسك الداخلي وفي تعزيز قوة الجيش والحفاظ على جهوزيته الدائمة للتدخّل الفاعل. ومن هنا كان القرار الحاسم لقيادة الجيش في التصدّي بكل حزم للتنظيمات الإرهابية التي حاولت التمدّد إلى داخل لبنان بهدف استدراج الأزمات الإقليمية إليه. وقد نجحنا في هذا التحدّي الكبير، بعزيمة جنودنا، ودماء شهدائنا وبالتفاف الشعب حولنا، ووعيه لما يحاك من مخطّطات تستهدف وحدة الوطن ورسالة العيش المشترك بين مختلف مكوّناته. فعسى أن تكون تجربتنا قدوة لبلدان المنطقة التي تعصف بها الأزمات، لتسلك مجدّدًا سكّة الأمان والاستقرار والازدهار.
وباسم قائد الجيش هنّأ العميد الركن فرح الجميع بصدور كتاب المؤتمر الاقليمي السادس، مثمّنًا جهود مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، وكذلك الباحثين، على جهودهم المضنية والقيّمة لإنجاح المؤتمر، آملًا أن يشكّل هذا الكتاب، الذي أبصر النور على قاعدة النقاشات والحوارات وتبادل الأفكار، مرجعًا موثوقًا يساعد في إنارة الطريق إلى غدٍ أفضل.   

 

كلمة المركز
ثم كانت الكلمة لمدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية العميد الركن فـادي أبي فرّاج الذي اعتبر فيها أن التمـنّيات هي رؤيــة، تبدأ من عالم الأحلام، والأحلام تُصبح صورة من صُوَر الواقع، إذا تُرجمت بأفعال واستندت إلى تخطيط واقترنت بعزيمة مبنيّة على الحقائق.
وأضاف: عقد مركز البُحوث والدراسات الاستراتيجيّة في الجيش اللبناني، في تموز الفائت مؤتمره الإقليمي السادس، بتوجيه من قيادة الجيش وبتعاوُن مع نُخبة من المُفكِّرين والباحثين العرب والأجانب...
لقد اتّسـم المؤتــمر بالجدّيــة والجهد المُجدي والمُنظّم، وتوصّــل إلى توصيــات لاقــت إجماع المُشاركين، ولكن العبرة تبقى في التنفيذ...
ولفـــت العميد الـركـن أبي فرّاج إلى أنــه قد تمّ توثــيــق وقائــع المؤتمر بكل تفاصيلها وحيثـيّــاتها، وإصدارها في كتاب باللغتـين العربـيّـة والإنكليزيّة، كما تمّ تـوثــيق الأوراق البحثيّـة المقدّمة من المشاركــين في كــتــاب آخر، مشيــرًا إلى أنّ المركز هو بصـدد التحضير للمؤتمر الإقليمي السابع، المزمــع عقــده خلال شهـــر أيار من العام الحــالي تحـت عنـوان: «تنـاقـضات الصراع والتحـوّل في العـالم العـربـي».


وشكر العميد الركن أبي فرّاج العماد جان قهوجي وكلّ من ساهــم في إنجاز هذا العمل، آملًا أن يستمـر تعاون المُشاركين في المراحل المقبلة على مُختلف المُستويات.
وفي الختام جرى عرض لفيلم وثائقي تضمن أبرز محطات المؤتمر، ثم شرب الجميع نخب المناسبة.