موضوع الغلاف

أقوى من الأوجاع

الجرحى الذين عادهم قائد الجيش العماد جوزاف عون كانوا أقوى من كل الأوجاع التي خلّفتها إصاباتهم. نظراتهم وكلماتهم أكّدت أنّ معنوياتهم لا يمكن أن يهزها رصاص المجرمين الأوغاد، وأنّ صلابتهم لا يمكن أن تنال منها كمائن الغدر.

 

العماد عون الذي شد على أياديهم واطلع على حالة كل منهم بالتفصيل، لم يستطع حجب تأثره بعزمهم واندفاعهم وشجاعتهم. كان إلى جانب كل منهم فردًا عزيزًا من العائلة، كما كان القائد الذي يقدّر تضحياتهم ويقف إلى جانب عائلاتهم وعائلة رفيقهم الشهيد العريف زين العابدين شمص. وقبل أن يودعهم كان وعده لهم: دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدى. وعَدَهم ووعد الحر دين...

 

الحمدلله...

بعد أيام، زار قائد الجيش المستشفى مجددًا. فعندما زارها في المرة الأولى، كانت حالة الجندي وسام صقر ما تزال حرجة. يومها، غادر وظلّت صورة الجندي الغارق في غيبوبة ترافقه. تابع وضعه واستفسر عنه يومًا بعد يوم إلى أن أتاه الخبر المفرح، وسام استفاق... كان فرحه كبيرًا، توجّه إلى المستشفى واطمأنّ إلى وضعه عن قرب، مسح جبينه وقال: «الحمدلله»...

الجندي الشجاع طلب من القائد أن يسمح له بالعودة سريعًا إلى عمله ليتابع مهمته في ملاحقة «أبو سلّة» وسواه من المجرمين. ابتسم القائد الفخور بعسكريّيه الذين يعتبرهم أبناءه، وأكّد للجندي صقر أنّ المؤسسة بانتظاره، كما زملائه الأبطال.