العوافي يا وطن

أمر عملياتنا الوحيد هو ضميرنا... ولبنان
إعداد: جان دارك أبي ياغي
تصوير: نايف درويش

تفاصيل خطة الانتشار الأمني الجديد للجيش، حدّثنا عنها مدير العمليات العميد الركن فرنسوا الحاج الذي اعتبر أن لبنان كله اليوم أشبه بثكنة عسكرية، مطمئناً اللبنانيين الى أن الجيش سيقوم بواجبه في حماية الوطن، «فلبنان أمانة في أعناقنا»... وسننجح.
• ما هي الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش بعد حدوث الفراغ الرئاسي؟

- منذ فترة يكثف الجيش تدابيره الأمنية على مساحات الوطن كافة. ومع حدوث الفراغ الرئاسي اتخذت قيادة الجيش تدابير إضافية استثنائية خصوصاً على صعيد منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان، حيث أعيد تقسيم بيروت الى قطاعات عمل جديدة (أو وحدات كبرى) ما استوجب تعزيزها بقوى إضافية تمّ استدعاؤها من خارج بيروت، كقوة احتياط للتدخل السريع عندما تدعو الحاجة.
وتهدف هذه التعزيزات الى منع الاحتكاك بين المواطنين الى أي جهة سياسية أو طائفية انتموا. كما من شأنها حماية المؤسسات الرسمية والمرافق الحيوية وتأمين وصول المواطنين الى مراكز عملهم.

 

لكل عسكري مهمة
• استدعاء بعض القوى من مناطق أخرى، هل يمكن أن يؤثر على أمن هذه المناطق؟

- قطعاً لا، لأننا أشركنا بالإضافة الى الوحدات العملانية، الوحدت الثابتة كافة التي يقتصر عملها على الأعمال الإدارية واللوجستية... أريد أن أشدّد وأقول أن ليس من جندي قابع في أي مركز من دون توكيله بمهمة ما. حتى أن المنشآت التعليمية بما فيها المدرسة الحربية ومدرسة الرتباء تشارك في مهمات حفظ الأمن من دون أن يؤثر ذلك على متابعتهم تنفيذ البرامج التدريبية المقررة لهم.
باختصار، لبنان كله حالياً يعتبر ثكنة عسكرية.
 

• هل تتمّ الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع باقي القوى الأخرى؟
- كل المهمات الأمنية على نطاق منطقة بيروت تشارك فيها جميع القوى والأجهزة الأمنية. وقد أنشئ لهذه الغاية غرفة عمليات تكتية في بيروت تضمّ مندوبين من جميع الأجهزة والوحدات المنفّذة.
 

• بعد حرب تموز العام الماضي ومعركة نهر البارد، هل ما زال العسكريون يتمتّعون بمعنويات عالية وتماسك قوي لمتابعة المسيرة؟
- إن العسكري الذي حقق الانتصارات وواجه الأزمات الكبيرة وتحدّى الصعاب، لا يمكن أن تنهكه أي مهمة إضافية. زد على ذلك، أن التربية والمناقبية العسكرية تدفعان العسكري الى القيام بواجباته الوطنية بكل ثقة وإخلاص وعزّة نفس والى بذل الغالي من أجل بناء الوطن وبقائه.

 

كتابنا واحد هو حفظ الأمن
• تتولّى القطع المقاتلة مهمة حفظ الأمن الى جانب باقي القطع، هل لهذا من تأثير على الشارع والناس؟

- الجندي يقرأ في كتاب واحد هو حفظ الأمن وتطبيق القانون على نفسه وعلى الآخرين. وهذا الكتاب لا يعرف التمييز بين العسكري الذي ينتمي الى وحدات خاصة كالمغاوير والمجوقل وغيرها... أو الى وحدات أخرى. ومهما كان الوضع، فالعسكري ينفّذ مهمته وفق اختصاصه، ولا ضرورة للخوف من وجود الوحدات المقاتلة على الأرض خصوصاً بعد انتهاء معارك نهر البارد والتفاف الناس حولها ونظرة المحبة والإعجاب التي يكنونها لها، هم الذين قدّموا دماءهم شهادة على مذبح الوطن.
 

• للمرة الأولى في تاريخ الجيش يقوم الحرس الجمهوري بمهمة حفظ أمن ويخرج من إطار حراسة القصر الجمهوري، هل هو تدبير استثنائي؟
- قبل كل شيء إن لواء الحرس الجمهوري يرتبط بالقيادة بصورة دائمة، ومهمته الأساسية هي حفظ مقر إقامة رئيس الجمهورية وتأمين الحماية له ولعائلته ولزواره. وبعد حدوث الفراغ الرئاسي، أسندت القيادة الى لواء الحرس مهمة حفظ الأمن أسوة بباقي الوحدات، وهذا التدبير إستثنائي لحين إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

لا مجال للعبث بالأمن
• كيف تطمئنون الشعب الذي بات خائفاً على أمنه وحياته ومصيره إزاء ما تشهده البلاد من أزمات حادة؟

- إن الشعب الذي تضامن مع جيشه وجسّد هذا التضامن بأبهى حلّة يوم معركة نهر البارد ويوم عودة الوحدات المقاتلة بعد تحقيق النصر من خلال الاستقبالات الشعبية التي نُظّمت بشكل عفوي، له على الجيش دَيْن. والجيش سيكون وفياً لهذا الشعب الذي أولاه ثقته، وسيقوم بما يمليه عليه واجب توفير الحماية والأمن للجميع. وإذا شعر المواطنون على الطرقات بأي خلل في أداء العسكري لواجباته الأمنية والوطنية، فما عليهم سوى الاتصال على الخط الساخن (1701 أو 117) المتوافر 24 على 24 ساعة للتبليغ.
 

• كلمة أخيرة؟
- لا مجال للعبث بأمن اللبنانيين والجيش على وعي كامل بالأخطار المحدقة بلبنان. لذا، لن يغيّر الجيش البوصلة الوطنية لتحقيق «الأمن الذي هو حق المواطن والوطن» كما قال العماد ميشال سليمان. ونعاهد اللبنانيين بأننا سنبقى خارج التجاذبات السياسية وسنحكّم العقل في أداء واجبنا، وأمر عملياتنا الوحيد هو ضميرنا، وسننجح.
وللمواطن أقول: لا تعطِ أذناً صاغية للشائعات، فالجيش سيبقى على عهده ووعده، ولبنان أمانة في عنقه، وهو يقوم بدوره كاملاً في هذا المجال.