مؤسساتنا

أنشئ لتطوير البحث العلمي وتعزيز التنمية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

المجلس الوطني للبحوث العلمية
اربعة مراكز لرصد الزلازل والاستشعار عن بعد ومراقبة التلوث والاشعاعات وعلوم البحار

 

العام 1962 انشئ المجلس الوطني للبحوث العلمية بهدف تطوير البحث العلمي وتوجيهه لتلبية احتياجات لبنان وتعزيز التنمية فيه، من خلال صياغة وتنفيذ السياسة العلمية الوطنية.
فالمجلس يتولى تنظيم هذه السياسة وبلورتها في برامج عمل ينفذها في مراكز البحوث التابعة له، أو بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحوث في لبنان.
ما هي هذه السياسة؟ وما هي برامجها العلمية؟ وما هي أهدافها؟ أضواء على المجلس الوطني للبحوث العلمية، في هذه المقابلة مع أمينه العام الدكتور معين حمزة.

 

الساعد العلمي للدولة
* ما هي أهداف المجلس الوطني للبحوث العلمية ومهامه؟

- البحوث العلمية اساسية في التعليم الجامعي ولا غنى عنها في أي من برامج التنمية الوطنية. وعندما أنشئ المجلس العام 1962 حدد المشروع اهدافه ومهامه بوضع السياسة العلمية والعمل على تنفيذها، على أن يكون المجلس الساعد العلمي للدولة اللبنانية. وهو يخضع لوصاية رئيس مجلس الوزراء، ويتمتّع باستقلالية إدارية ومالية، بإشراف مجلس الإدارة وبإدارة الأمين العام.


* ما هي البرامج العلمية التي ينفّذها المجلس؟
- يعمل المجلس على إعداد الأطر العلمية المتخصصة لدعم البحوث العلمية، وتتولى مراكزه تنفيذ مشاريع بحوث تهدف الى خدمة المجتمع وحمايته.
يتبع المجلس سياسة التقشف الإداري، فنحن نعتز بأن موازنتنا الإدارية لا تتجاوز الـ 18?، ويحصل المجلس على ما يعادل 40? من موازنته من الخدمات العلمية التي يقدمها لمختلف القطاعات. وهذا ما وفّر مرونة في تنفيذ برامج المجلس بحيث إن أي زيادة في موازنته أو أية تقديمات إضافية من ضمن البرامج الثنائية تخصص بالكامل لدعم البحوث العلمية.
والمجلس هو المؤسسة الوحيدة في لبنان التي تُعنى بدعم مشاريع البحوث العلمية التي يتقدّم بها الباحثون من الجامعات العاملة في لبنان، وهذا البرنامج يستهلك ما يعادل الـ20? من موازنة المجلس الذي يدعم سنوياً نحو 80 مشروع بحث في مختلف العلوم الأساسية، الطبية والتطبيقية وعلوم الانسان والمجتمع التي أصبحت جزءاً من مهام المجلس الحالية.

 

مِنَح الدكتوراه
* ماذا عن مِنَح الدكتوراه التي يمنحها المجلس؟

- يُعنى المجلس بتقديم منح الدكتوراه لخارج لبنان أو ضمن برامج تعاون مع مراكزه في لبنان، ولدينا حالياً 58 موفداً في الخارج، هؤلاء يتم اختيارهم وفقاً لمعيارين اثنين: كفاءة المرشح وتميّزه وتناسب موضوع الدكتوراه مع الأولويات العلمية التي يعتبرها المجلس أساسية لخدمة المجتمع اللبناني وتطويره.
وقد اعتمد المجلس إعطاء منح للمتفوقين الثلاثة الأوائل في شهادة الثانوية العامة الرسمية، وكذلك أطلقنا هذا العام برامج التطوير الثقافي العلمية والتكنولوجية لدى العامة وكانت باكورة هذا البرنامج معرض «فسيفساء الفيزياء» الذي انتقل بين بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة، ويتبعه خلال شهر شباط معرض «أنا أحب الرياضيات» الذي سوف ينتقل بين المناطق خلال الاشهر الثلاثة القادمة.
ويهمني الإشارة الى أننا في طور الإعداد لمعارض جديدة حول «المياه» و«كيف تعمل الطائرة» و«التنوّع الحيوي».
ولهذه المعارض توجّه تربوي وعلمي متميّز، وهي تتنقل في دول العالم كلها، والمعلومات متوافرة باللغات الثلاث: العربية والفرنسية والانكليزية.

 

المراكز التابعة للمجلس
* ما هي المراكز العلمية التابعة للمجلس؟

- شعر المجلس في السنوات العشر الماضية بضرورة المضي بالتنفيذ المباشر لبعض المشاريع المهمة على الصعيد الوطني، لغياب مبادرات مماثلة إن في المؤسسات الرسمية أو الخاصة، وكان حريصاً، وما يزال، على تحاشي أية إزدواجية مع أي مؤسسة عامة او خاصة. لذلك طوّر المجلس بشكل ملموس مراكزه البحثية الأربعة العاملة حالياً وهي:


• المركز الوطني للجيوفيزياء: المعروف بـ«مرصد بحنس» ومركزه بحنس. أنجز شبكة رصدٍ زلزالي تمتد من منطقة حوقا في الشمال حتى منطقة الفاكهة في البقاع الشمالي، وصولاً الى الزهراني وحاصبيا في الجنوب. هذه الشبكة التي تُدار إلكترونياً، هي التي تقوم بمراقبة نشاط الفوالق الزلزالية في لبنان وتصدر نشرة شهرية حول النشاط الزلزالي في كل العالم. كما يركّز المركز في الوقت الحاضر على الدراسات والنشاط الزلزالي المتولّد من الفوالق الموجودة في عرض البحر أمام الشاطئ اللبناني والتي تُظهر نشاطاً معتدلاً ولكن مكثفاً منذ حوالى السنة.


وأضاف حمزة قائلاً:
إن توقّع موضوع الزلازل قبل حصولها ما يزال محدوداً بعشرات الثواني ويتعلّق بالمسافة بين مركز الزلزال والمناطق السكنية المكشوفة عليه.
طموحنا ان نستطيع بناء شبكة ترتبط بمراكز الخدمات العامة الاساسية في البلد، بحيث يمكن ايقاف هذه الخدمات إلكترونياً في الثواني القليلة التي تُنبئ بحصول هزات قوية تفوق قدرتها الـ 6 درجات على مقياس ريختر.


• المركز الوطني لعلوم البحار: هذا المركز موجود في منطقة البترون مع محطة ثانوية في جونيه، وهو يهتم مباشرة بمراقبة تلوّث الشاطئ وأثره على الحياة البحرية. ومنذ العدوان الاسرائيلي في الصيف الماضي يتابع تأثير البقع النفطية التي نتجت عن قصف خزانات الجية والتي أدت الى تلوّث شديد لنحو 30 كلم من الشاطئ اللبناني، وتلوّث جزئي أو موسمي نتيجة تبدّل التيارات البحرية لمسافة مماثلة منه. لقد استطاعت، ولحسن الحظ، الأسماك المستهلكة من الشاطئ اللبناني تحاشي البقع النفطية، وما نزال بحوار دائم مع الصيادين لكي يرموا شباكهم في المناطق غير الملوثة حفاظاً على الشباك وحفاظاً على الثروة السمكية. يحتاج هذا المشروع الى متابعة تأثير البقع النفطية على المديين القريب والبعيد، وسوف يبقى في اهتمامات المجلس للسنوات الخمس القادمة على الأقل.


• المركز الوطني للاستشعار عن بُعد: يركز على استعمال الصور الفضائية المأخوذة من الاقمار الاصطناعية الاميركية والهندية والفرنسية والروسية، واستعمالها في مشاريع تنمية البيئة واستصلاح الاراضي، وخصوصاً تجديد الخرائط اللبنانية بناءً على المعطيات الدقيقة وبالتعاون الكامل مع مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش. وقد أنجزنا العديد من الخرائط الجديدة للبنان تحت عناوين: التربة، الزراعة، الغابات، الأنهر، الأماكن المعرّضة للانهيارات... وهي بتصرّف الجمهور واصحاب الاختصاص.


• الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية: وهي الهيئة الرسمية المسؤولة عن كل برامج الرقابة الاشعاعية على المستوى الطبي والصناعي البيئي في لبنان. كما ان الهيئة تمتلك تجهيزاً متميزاً يمكّنها من اجراء كل انواع التحاليل الكيميائية للاجسام الصلبة والسائلة والغازية.
وقد اضطلعت الهيئة بدور اساسي في مسح المناطق التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي الاخير وتحديد التلوث الناتج عن اليورانيوم، واصدرت تقارير دورية عنها. كما تعاونت الهيئة مع برنامج الامم المتحدة للبيئة U*EP والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في القضية نفسها وسوف تعقد مؤتمراً مشتركاً مع هذه المنظمات لعرض النتائج المطمئنة للجمهور اللبناني.
كما اجرت الهيئة فحوصاً مخبرية لحوالى 45 عينة من زيت الزيتون المنتج في الجنوب والبقاع الغربي، وقد اكدت النتائج خلوها من أي أثر لليورانيوم المستنفد او اليورانيوم العام. كما تتابع الهيئة مسوحاتها في هذا المجال التي قد تمتد لسنة اضافية، بالتعاون مع فوج الهندسة في الجيش ووزارة الصحة بهدف التأكد من عدم وجود أي أثر للتلوث باليورانيوم حماية للمواطنين.
في الختام، يهمنا التأكيد ان مراكزنا البحثية لديها افضل التجهيزات واحدثها وان خبراءنا وباحثينا يتمتعون بالالتزام والاحترافية التي تضمن صدقية النتائج التي تصدر عن المجلس.

 

موقع جديد للمجلس الوطني للبحوث العلمية على شبكة الانترنت
لمناسبة مرور اربعين عاماً على انشاء المجلس الوطني للبحوث العلمية، وضمن النشاطات التي ينفذها في هذه المناسبة، يعلن المجلس عن اعادة فتح موقعه بحلته الجديدة على شبكة الانترنت على العنوان التالي:
www.cnrs.edu.lb
يشكل موقع المجلس منبراً لبث اخبار البحث العلمي في لبنان عبر وسائل النشر الالكتروني والبث بواسطة شبكة الانترنت، ويقدم على صفحته الجديدة مداخل لمواضيع ومعلومات علمية وقواعد معلومات عن مشاريع البحث التي يمولها المجلس والمنشورات التي يصدرها (المجلة العلمية اللبنانية ونشرة البحث العلمي)، بالاضافة الى برنامج منح الدكتوراه خارج لبنان وداخله، فضلاً عن نشاطات المجلس والجامعات ومؤسسات البحث التي يتعاون معها.
ويضم موقع المجلس ايضاً، فصولاً للمراكز الوطنية البحثية الاربعة التابعة له، تتضمن البرامج المعتمدة ونتائج الابحاث والمنشورات وعلاقات التعاون المحلية والدولية.
إن جديد موقع المجلس، هو تسهيل الاتصال والتواصل بين الباحثين في لبنان وخارجه، وهو بذلك يضع بمتناولهم على الانترنت، نماذج الكترونية لتقديم طلبات مشاريع البحث الجديدة او المجددة وطلبات منح الدكتوراه او طلب المنشورات الدورية التي يصدرها المجلس.
افتتح الموقع بنسخته الانكليزية بتاريخ 27 ايار 2002، تبعها في الاسابيع اللاحقة نسختان بالعربية والفرنسية لتأمين ايصال المعلومات لأكبر عدد ممكن من الراغبين بالاطلاع.