قواعد التغذية

أولادنا عائدون إلى المدارس
إعداد: ليال صقر الفحل

ماذا نضع في علبهم الصغيرة؟

 

مع بداية العام الدراسي وعودة التلامذة إلى مقاعد الدراسة، تبدي الأمّهات قلقًا حول شهية أولادهن لتناول المأكولات الجاهزة «الفقيرة» بقيمتها الغذائيّة والغنيّة بالدهون والسكريّات، بدلاً من تناول السندويشات «المحضّرة» في المنزل... فما العمل؟
الجواب في هذا اللقاء مع اختصاصيّة التغذية ريتا الخوري.

 

حان وقت العودة إلى المدرسة
يقضي الأطفال معظم أوقاتهم في المدرسة، من هذا المنطلق يجب على الأمّهات الحرص على إعطائهم حصصًا غذائيّة مفيدة تمدّهم بالنشاط جسديًا وذهنيًا، وتحافظ على مستوى ثابت من الطاقة لديهم.
اختصاصيّة التغذية ريتا الخوري تذكّر بضرورة تناول الطفل وجبة الإفطار قبل مغادرته إلى المدرسة. وهذه الوجبة يمكن أن تتألّف من الحليب وقليل من حبوب الفطور، خصوصًا تلك المصنوعة من حبوب القمح الكاملة. أمّا في ما يتعلّق «بالسندويشات»، فتشير إلى أنّها يجب أن تراعي قدر المستطاع الهرم الغذائي وبالتالي يجب أن تشمل: الخبز والحبوب المتنوّعة التي تزود الجسم الألياف والمعادن، الحليب ومشتقاته وهو مصدر البروتينات والمعادن، الفاكهة والخضار والبقوليّات التي تمدّنا بالألياف والمعادن والفيتامينات، اللحوم والأسماك والبيض وتشكّل كلّها منبع البروتينات والحديد والزنك، وأخيرًا الزيوت والدهون لأنّها تضمّ الأحماض الدهنيّة الجيّدة.
وبما أنّه لا يمكن إعطاء الأطفال حصص اللحوم والبيض مثلاً في «سندويشات» المدرسة، تستطيع الأمّهات التركيز على المجموعات الغذائيّة الأخرى وإرجاء مجموعة اللحوم إلى فترة الغداء (أي عند عودة الطفل إلى المنزل)، مع التشديد على أهميّة شرب المياه بصورة مستمرّة.

 

المناخ الغذائي السليم
تنصح الخوري بتزويد الأطفال وهم في سنٍّ مبكّرة المعرفة الأساسيّة حول الغذاء الصحي، وذلك في البيت والمدرسة على حدٍّ سواء. وتشدّد في الإطار عينه، على ضرورة تفعيل دور المشرف الصحي في المدرسة بالإشتراك مع المعلّمين والأهل، بغية الوصول إلى تعويد الأولاد على تناول الغذاء السليم. فتزويد الأطفال قواعد التغذية الصحيحة وإرشادهم إلى السلّم الغذائي الصحي، يؤهّلهم عندما يكبرون لاستبدال كلّ الأطعمة المضرّة السّامّة بتلك المفيدة.
وتؤكد الخوري أنّه بالإضافة إلى كون من يتناولون أغذية صحّيّة هم أكثر توازنًا ممّن لا يفعلون، وأقلّ تعرّضًا لتسوّس الأسنان وللعديد من الأمراض المرافقة لزيادة الوزن، فإن هؤلاء يحققون نتائج دراسيّة ملفتة تميّزهم عن الآخرين.
لنتعرّف إلى ما يحبّه أطفالنا
إنّ اصطحاب الأمّهات أطفالهنّ إلى الـ«سوبرماركت» يجب أن يكون فرصة لتدريبهم على التعرف إلى الأطعمة الصحية وتلك المضرة، وتعويدهم على اختيار الغذاء السليم منذ الصغر، ما يساعدهم على تجنب ما تعرضه الدكاكين المدرسيّة (Kiosque) أمامهم من مغريات وسموم.
في المقابل تنصح الخوري بعدم المبالغة في حرمان الأولاد مأكولات يحبونها، ولا مانع من تقديمها لهم من وقت إلى آخر.

 

خيارات
إنّ وضع كمّيّة بسيطة من كلّ نوع غذائي في علبة طعام أبنائنا يعتبر وسيلةً ممتازة لإنتاج الطاقة ولرفع قدرة الاستيعاب. وتنوّه الخوري في هذا الخصوص بأهميّة زيادة هذه الكمّيّة مع العمر مراعاةً لحاجات الجسم الغذائيّة المتزايدة.
أمّا عن محتوى هذه العلبة فتقول أنّه يمكن للأمّهات تحضير «سندويشات» الجبنة البيضاء المغذّية (بعكس أنواع الجبنة الصفراء)، أو اللبنة داخل ورقة خسّ (تفاديًا لجفافها). كذلك تشكّل سندويشات الزعتر والزيت والـ«Crabes» وجانبون الحبش، والمربّيات المنزليّة (مشمش، فريز...) خيارات ملائمة للمدرسة، وبدائل صحية لما يمكن أن يشترونه مثل المناقيش والكرواسان وسواها.
كذلك فإن حبوب الفطور المصنوعة من القمح الكامل وغير المحلاة، يمكن أن تكون بديلاً من علب الـ«Biscuit» الغنيّة بالسكّر، والـ«Batôns salés» بدلًا من التشيبس، و«الكيك» المخبوز في المنزل كما قطع الخضار والفاكهة، بدلاً من الـ«Bonbons» والعلكة، وعلب الحليب الجاهزة أو عصير الفاكهة الطبيعي عوضًا عن ذلك المعلّب الغنيّ بالسكّر وبالألوان الاصطناعيّة...
وتختم الخوري مذكّرةً الأمّهات بأهمّيّة اختيار علب الطعام (Lunchbox) المناسبة والتي يجب أن تتمتع بميزة المحافظة على درجة الحرارة داخلها ثابتة لعدة ساعات، والمقسّمة بشكل يتيح عزل أنواع الأغذية بعضها عن البعض الآخر من خلال أكياس خاصّة، تحافظ عليها سليمة بحلول موعد تناولها. كما تلفت إلى ضرورة إطلاع الأطفال على أهمّيّة إبعاد علبهم الغذائيّة عن مصادر الضوء والحرارة.