مقابلة

أولادنا محبطون يريدون وطنًا آخر
إعداد: ريما سليم ضوميط

ماذا فعلنا؟ ماذا فعلوا؟ وما العمل؟

 

في الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال لبنان، تتطلّع الأنظار نحو جيل الشباب الذي يعوّل عليه للحفاظ على استقلال الوطن ونهضته. وثمة تساؤلات حول قدرة هذا الجيل على النهوض بالوطن، هو الذي يشقّ طريقه وسط خوف الأهل وإحباط المدرّسين وتقاعس المجتمع، فيما تجذبه من كلّ حدبٍ وصوبٍ مختلف المغريات التي يعرضها نظام العولمة من العيش برفاهية إلى تحقيق الطموحات العلمية والمهنية والسياسية...كيف لمجتمعنا أن ينمّي لدى شبابه روح المواطنية التي تحميه من الانجرار وراء مغريات العولمة، وتعدّه لتسلّم مسؤولياته الوطنية؟
أسئلة تجيب عنها أستاذة مقرّر التربية على المواطنية في كليّة التربية-الجامعة اللبنانية الدكتورة ليليان ريشا.

 

• نلاحظ أن الجيل الحالي يختلف عن الأجيال السابقة من حيث الاندفاع والحس الوطني والشعور بالانتماء، فهل العولمة هي السبب الوحيد أم أن هناك عوامل اجتماعيّة أخرى؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ العولمة تشكّل المنافس الأول للانتماء الوطني، لكنّ تأثيرها لم يكن ليبلغ هذه الأهميّة لولا تقصير مجتمعنا في الأساس تجاه الجيل الناشىء. فالشباب يرى من خلال العولمة فرصًا لم تُتَح له في وطنه، لذا بات منجذبًا نحو ما توفّره له من انفتاحٍ على العالم، وسهولة الانتقال من بلد إلى آخر، وسرعة في الحصول على المعلومات وازدياد التبادل والتواصل الرقمي، إلى جانب التسهيلات في الحصول على جنسية غير الجنسية اللبنانية وإمكان العيش في بلد يوفّر الرفاهية وتحقيق الطموح والتقدّم والازدهار والضمانات الاجتماعيّة التي لا يجدها الشباب في لبنان. ومن هنا بدأ عدد الشباب الساعين للحصول على جنسية أخرى يزداد، وأصبح من السهل لديهم أن يتكيّفوا ضمن المجتمعات المضيفة، وأن ينخرطوا فيها، مختارين الانتماء الى البلد المضيف الذي يشعرون فيه بالأمان الاجتماعي والمساواة مع المواطنين الآخرين، وبالقدرة على تحقيق طموحاتهم معنويًا وماديًا.
 • أشرت إلى تقصير تجاه الجيل الناشىء، فمن هو المقصّر وفي أي مجال؟
هناك تقصير في عدّة نواحٍ، منها التربوية والاجتماعية والسياسية والإعلامية وغيرها. ويتشارك في المسؤولية المجتمع بأسره لا سيّما التربية المنزلية والمدرسية، وحتى إنّ الشباب أنفسهم يحملون جزءًا من هذه المسؤولية بسبب استقالة عدد كبير منهم من دوره في المجتمع.
 
التربية الأسريّة والمدرسيّة
 إنّ حالة عدم الاستقرار المستمرة في الأوضاع السياسية والاقتصادية، إلى جانب الحروب التي مر بها الوطن، خلّفت لدى المواطن شعورًا بعدم الأمان وانعدام الثقة بمؤسسات الدولة. وهذا بدوره جعل الأهل يعيشون حالة من القلق والخوف على مستقبل أبنائهم وينقلون إليهم هذه المشاعر السلبية، حتى أن الكثير منهم بات يحثّ أبناءه على اكتساب جنسيّة أجنبيّة لحياة «أكثر أمانًا» أو «أكثر رفاهية»، ناهيك عن الأهل الذين هجروا قراهم لسببٍ أو لآخر وانسلخوا عنها، ولم يقوموا بأي جهدٍ لتعزيز روابط الانتماء لدى أبنائهم تجاه أرض الأجداد ولا لإعادة اللحمة بينهم وبين الأهل والأقارب.
أما التربية المدرسية، فليست بحالٍ أفضل. صحيح أنّ المناهج التي وُضعت في العام 1997 ركّزت في أهدافها العامة على تنشئة مواطن متمسّك بوطنه وهويّته، بيد أنّها حين وضعت قيد التطبيق لم تستطع إصلاح الخلل الناشىء عن التربية الأسرية، وبالتالي لم تتمكن من إعادة الجيل الناشىء إلى حضن الوطن. والأسباب في ذلك متعددة، من بينها أنّه لم يتم إعداد الأساتذة لهذه المهمّة الوطنية. فهؤلاء ينقلون إلى الطلاب ما يعرف بالمنهج الخفي، الذي يكتسبه الطالب عبر التّماهي بالمعلّمين وأنماط سلوكهم. ولمّا كان الأساتذة يعانون بدورهم أزمة الهوية الوطنية، أسوةً بباقي أفراد المجتمع، فكيف لهم أن يبثّوا بالمتعلّم الروح الوطنية وهم في معظمهم يعانون حالة من الإحباط يعبّرون عنها بشكلٍ واضح أمام الطلّب؟
من جهةٍ أخرى، إن الفشل في إيجاد كتاب تاريخ موحّد، وتركيز بعض المدارس على تاريخ الدول الأجنبية وحضارتها ولغتها مقابل تهميش تاريخ لبنان ولغته، هما عاملان أساسيان في حرمان الطالب من عناصر الهوية الوطنية والانتماء الوطني!
 
العامل الاجتماعي
 على الصعيد الاجتماعي، إنّ تداعيات الحروب المتتالية التي عاشها المجتمع اللبناني ما زالت حتى يومنا تؤثّر سلبًا على القيم الوطنية، وتضعف ثقة شبابنا بالمؤسسات الرسمية، وبالآخر المختلف. فالشباب اللبناني، وعلى الرغم من أنّه غير راضٍ عن حالة مجتمعنا وما أورثتنا إياه الحروب من نظرة سلبية للآخر، إلّا أنّه لا يزال غير قادر على اعتبار المجتمع مجتمعًا وطنيًا، وهناك نسبة كبيرة من الشباب تنظر إليه كمجموعة مجتمعات متناحرة، لديها تقاليد مختلفة، وكل منها يقبل الآخر أو يرفضه تبعًا للجهة التي ينتمي إليها. هذا الواقع يجعل الشباب في حال من الضيـاع والخوف على المستقبل يدفعهم الى الهجرة أو عدم الاكتراث لقيم الالتزام والانتماء وحب الوطن.


العامل السياسي
أمّا على الصعيد السياسي، فالأوضاع غير مشجّعة، إذ لا حلول على المدى المنظور للمعضلات، ولا تغيير على الصعيد الوطني، كما أنّ الخطاب السياسي لا يرضي طموح الشباب، وعلى الرغم من أنّه يدعو غالبًا الى محبة الوطن والدفاع عنه والبذل من أجله إلا أنّه غير مقنع بالنسبة للشباب وبشكلٍ خاص حين يتحوّل إلى خطاب طائفي غير بنّاء، ما يدفع بالشباب إلى مزيدٍ من الإحباط والميل إلى الهرب إلى مكان أجمل، يحقّقون فيه ما يعجزون عن تحقيقه في لبنان في ظل المحاصصات السياسية كما يسمّونها.


 الإعلام
في إطارٍ مماثل، يؤدي الإعلام دورًا سلبيًا في الغالب، فهو يلقي الضوء على المشكلات من دون البحث عن حلول. كما أنّه يشوّه الحقائق في معظم الأحيان، ويغفل عن بعضها الآخر لأهداف شخصية أو سياسية أو تجارية أحيانًا، والأهم أنّ الجزء الأكبر من المادّة الإعلامية لا يحمل أي رسالة ثقافية ولا وطنيّة ولا يهتم بقضايا الانتماء والمواطنية التي تعتبر مواضيع غير جاذبة. في المقابل، فهو يسوّق لكل ما هو أجنبي بشكلٍ إيجابي وعلى نحو مشوّه ومغلوط.
 
الآثار السلبيّة
مما لا شك فيه أنّ العوامل التي تمّ ذكرها، تؤثر بشكلٍ سلبي على شعور الشباب اللبناني بالانتماء، ومن أبرز مظاهر هذه السلبيـة الابتعاد عن قيمنا وتبنّي أفكار وقيم مختلفة قد تكون غير مقبـولـة ولا تناسب مجتمعنا الوطني، بالإضافة إلى انكفاء الشباب اللبناني عن التقدّم إلى الوظائف العامة، والمشاركة في خدمة المجتمع والتضامن الوطني، وبالتالي التخلي عن مسؤوليته تجاه المجتمع.
 
المشاركة في صنع القرار
• ما الخطوات الواجب اتخاذها لتشجيع شبابنا على النظر بإيجابيّة إلى مجتمعهم، ولتعزيز الحس الوطني والشعور بالانتماء لدى الأجيال الناشئة؟
إذا أردنا أن ننمّي الشعور الوطني لدى النشء، يجب أن نساعده أولًا في تكوين هوية وطنية، ترتكز على العناصر الأساسية للهوية وهي نظام الحكم، منظومة الحقوق والواجبات، الثقافة والتراث(العادات والتقاليد، والفنون)، الرموز الوطنية (اللغة، العلم، العملة،...) التجربة التاريخية المشتركة (أماني مشتركة وإرادة العيش معًا)، إلى جانب القيم المشتركة، والرابط الوجداني بين الشخص ووطنه.
إن المواطنة العالمية تجذب الشباب لأنّه يرى كل الصور الجميلة التي تنقلها إليه وسائل التواصل الاجتماعي على أنّها الواقع الذي يعيشه الغير، والحقيقة أنّها ليست سوى أضاليل إعلامية، لأنّه ليس هناك من مجتمع كامل لا تشوبه شائبة. من يفكّر بالهوية العالمية يجب أن يتذكر أيضًا أنّ للمواطنة عناصر وأطرًا قانونيّة، أهمها الحق في المشاركة في القرار، وهو غير متوافر في المواطنة العالمية حيث يذوب الفرد في العالم الواسع، من دون أن يملك حق الاقتراع أو الترشح أو الاعتراض على القرارات.
يجب أن نعمل إذًا على منظومة الحقوق والواجبات وأهم ما فيها المشاركة في صنع القرار، بمعنى أن يكون الشباب اللبناني ملمًّا بنظام الحكم وأن يشارك فيه بفعالية إن على صعيد الاقتراع والتصويت والمحاسبة، أو على صعيد الترشح للوظائف العامة. الشباب اللبناني بحاجة إلى أن يجد له مكانًا في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي كي يشعر بالانتماء. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ روح الانتماء تُزرع نواتها في المدرسة. فانتماء التلميذ إلى مدرسته هو الخطوة الأولى باتجاه انتمائه لاحقًا إلى المجتمع ككل. كذلك، فإنّ الدخول في منظومة الحقوق والواجبات يبدأ في المدرسة عبر احترام التلامذة للقوانين المدرسية، في مقابل إدارة الأساتذة للصف بأسلوبٍ ديمقراطي يسمح للتلميذ بأن يعبّر عن رأيه بأسلوب حضاري.
من جهة أخرى، يجب أن يتعرّف الجيل الناشىء إلى رموز وطنه ويحترمها، بدءًا بجيش الوطن، فالعلم والنشيد الوطني، واللغة والعملة. قلّة من الطلاب تعرف النشيد الوطني، لأنّها لم تتعلّمه في المدرسة ولا في البيت. وبالنسبة إلى العملة الوطنية، فغالبية المواطنين تفضّل التعامل بالدولار الأميركي، أمّا اللغة، فحدِّث ولا حرج! فمعظم المدارس يشجّع اللغات الأجنبيّة ويهمّش اللغة الوطنية، لغتنا الأم، المكوّن الأساسي لهويتنا الوطنية الجامعة والموحّدة، فهل هكذا نربّي الأجيال على الوطنية؟ إذا كنّا نربّي أولادنا كي يبقوا في الوطن فاللغة أساسية والتاريخ أساسي. تعدّد اللغات جزء من هويتنا، ومن المفيد أن نتعرّف إلى لغات أخرى، وأن نتقنها، ولكن شرط ألّا ننسى لغتنا الأم التي تحمل تاريخنا وتراثنا وطريقة تفكيرنا. يجب أن نعتاد على التعبير باللغة العربية، وأن نحافظ عليها ونغنيها، لا بل يجب أن نشجّع الآخرين على التعرّف إلى لغتنا كما نتعرّف نحن إلى لغتهم.
في الإطار نفسه، يجب أن نستفيد من التجربة التاريخية المشتركة. علينا أن نتعلم من أخطائنا السابقة، ولكن يجب أن نعترف أولًا أنّنا أخطانا. يجب أن نتسلّح بإرادة العيش معًا على أرض واحدة، وأن ننقل الرغبة الصادقة في العيش المشترك إلى أولادنا، فالعائلات التي تهجّرت من قراها بفعل الحرب، قد لا يرغب بعضها في العودة لاستقراره في مكان آخر، ولكن هذا لا يعني قطع صلة الوصل بقريته، بل يجب زيارتها بين الحين والآخر كي يتعرّف الجيل الجديد إلى أرضه وأبناء قريته، فأبناؤنا يريدون اللقاء مع الآخر ولكنّنا لا نسهّل لهم هذه المهمّة.
كذلك، يُفترض بالأهل أن يأخذوا على عاتقهم مهمّة تعريف أولادهم إلى الوطن بمختلف أرجائه، وذلك عن طريق السياحة المحلية، فيختارون كلّما سنحت ظروفهم، بلدة ما، ويقصدونها ليتعرّفوا إلى أبرز معالمها وعاداتها وميزاتها.
في أثناء سعينا لإعادة الُّلحمة مع تراب الوطن، يجب أن نسعى أيضًا إلى استعادة قيمنا المشتركة التي تنازلنا عنها باختيارنا وانطلقنا نحو قيم عالميّة سهلة ولا تتطلّب جهدًا، علمًا أنّ قيمنا في الأساس مستقاة من القيم العالمية. فليسأل كلُّ منّا نفسه: أين نحن من عاداتنا التي كانت ترتكز على قيمٍ إنسانية ووطنية؟ فيما مضى، عندما كانوا يقومون بالعونة في القرى، كان الجميع يهبّ للمساعدة، وكذلك الأمر حين كانت تُدَقّ الأجراس، كان الجميع يهرع لتلبية النداء ومد يد المساعدة. جيل اليوم لا يريد القيام بهذا الجهد، لقد اختار الطريق الأسهل. لكنّه ليس وحده المسؤول عن ذلك، فنحن لم نكن له المثال الصالح. علينا تحصين أبنائنا بإكسابهم القيم الوطنيّة وتحديدًا قيم التطوّع والتضحية والالتزام والمسؤولية.
ما يصح من كلام عن تخاذل في مختلف عناصر الهوية الوطنية، ينطبق أيضًا على عنصر الثقافة وما يندرج في إطارها من عادات وفنون. فهذه باتت، وللأسف، على طريق الزوال. نحن نشتري اللوحات التي تحمل توقيع فنانين أجانب، فيما نسخر من الفنانين اللبنانيين، ولا نقدّر أعمالهم. لدينا في وطننا فنانون مبدعون في مجال النحت والرسم، لكنّنا لا نذكر أعمالهم حين نعلّم أولادنا الفنون. شبابنا لا يعلم أنّ تراثنا غنيّ بالحِرَف المميّزة، وأنّنا نشتهر بمطبخنا الشرقي المميّز، فإذا كنّا نملك غنًى في مجال الخلق والإبداع، لماذا لا نورثه لأولادنا وللأجيال الصاعدة؟
 
دور الشباب

هناك العديد من الأسباب التخفيفية للدفاع عن حالة الانكفاء التي يعيشها شبابنا اليوم، لكنّها غير كافية لتبرير تقاعسهم عن المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية، وفي بعض الأحيان استقالتهم التامة من مسؤولياتهم تجاه الوطن. وما نقوله اليوم لشبابنا إنّنا نعوّل عليكم للنهوض بالوطن وتصحيح أخطاء من سبقوكم. حان الوقت كي تؤدوا دوركم كمواطنين، أن تشيروا إلى الخطأ حيث وُجد. استخدموا كل الطرق الديمقراطية المتاحة لكم، لمحاسبة ممثليكم. لا تلتزموا الأحزاب التي أورثكم إياها أباؤكم، بل اختاروا الأحزاب التي تمثّلكم فعلًا، وإن لم تجدوها، فشكّلوا أنتم أحزابكم التي تنقل تطلعاتكم وآرائكم. اسعوا إلى التغيير الذي تريدونه.
يجب أن تعلموا أنّكم أنتم أيضًا مسؤولون عن الصورة السيئة لوطنكم لأنّكم لم تسعوا إلى التغيير، بل استسلمتم للواقع. ومع ذلك، فما زال بإمكانكم أن تُحدثوا التغيير المطلوب شرط أن تبدأوا من نقطةٍ ما: سائلوا ممثّليكم الذين انتخبتموهم. قدّموا عريضة موقّعة من مئات الأشخاص طالبوا فيها بتغيير قانون مجحف أو بتنفيذ مشروعٍ ما تعتبرونه مفيدًا لوطنكم.
تفاعلوا مع محيطكم، مدّوا يد المساعدة لجيرانكم كي تحافظوا على حد أدنى من التماسك الاجتماعي. التفّوا حول المؤسسة العسكرية، وتعلّموا من الجندي الذي يضع حياته على كفّه أنّ الهروب ليس حلًّا.
كونوا مواطنين فاعلين، ولتعكس أقوالكم أفعالكم. لا تقولوا بأنّكم تحبّون لبنان، فيما أنتم تعدّون حقيبة السفر لمغادرته. وإذا اضطررتم للسفر بهدف الدراسة أو العمل، فابقوا على تواصل مع أبناء وطنكم. عندما يحين الوقت، عودوا إليه مزوّدين بالمعلومات والخبرات التي اكتسبتموها في الخارج لمساعدته على النهوض والازدهار.
وأخيرًا، كونوا على ثقة بأنّ لبنان لنا جميعًا، لا لفئةٍ من دون الأخرى، يجب أن نتشارك في حمل مسؤوليته. لا نريد وطنًا على صورتنا فقط، بل نريده يشبهنا جميعًا، نتشارك في خدمته معًا.
نريد جيلًا، حين يغادر أرض الوطن، يصبح جزءًا من لبنان في الخارج، فيشارك الآخرين، حيثما حلّ، بما حمله معه من أفكار وعادات وتقاليد، ويثبت من خلالها كيانه وحضوره فلا يذوب في حضارة الآخرين ولا يلغي ذاته.