صيف ومخيمات

أولاد الشهداء في مخيـم بيت الدين
إعداد: جان دارك أبي ياغي

الكبار يهتمون بالصغار والجميع على دروب المسؤولية

 

الصيف للأولاد مساحة للّعب والمرح واللهو، والمخيمات تنشط خلال العطلة الطويلة لتتيح للصغار واليافعين قسطاً ضرورياً من المتعة والانطلاق وايضاً من الإفادة.
المخيمات في كنف مؤسسة الجيش تجربة عمرها سنوات ومحطة فرح تجمع عشرات الأولاد، وهي إن غابت قسراً بسبب الظروف، فقد عادت الى الانطلاق منذ العام الماضي مع مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري.

 

فرحة وسع الكون
مخيم هذا الصيف المخصّص لأبناء العسكريين الشهداء أقيم في ثكنة بيت الدين، وتخلّلته الى النشاطات زيارة مفاجئة قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
استُقبل الرئيس وقائد الجيش بباقات الورد قدّمها الأولاد لهما عربون محبة وتعبيراً عن الفرحة التي غمرت قلوبهم بلقائهما، وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني ورحّبوا بهما على الطريقة الكشفية التي تعلّموها في المخيم، قبل أن تلقي السيدة مادلين أبي راشد كلمة المؤسسة التي شدّدت فيها على أن الأب هو المثل الصالح لكل ولد، «وفرحة أولادنا اليوم أكبر من «وسع الكون»، لأنهم على الرغم من فقدانهم آباء شهداء هم فخر المؤسسة العسكرية، فقد حلّ بينهم أبوان اثنان: فخامة الرئيس وحضرة قائد الجيش».
رئيس الجمهورية شدّد في كلمته على أهمية المخيمات داخل الثكنات العسكرية ما يعزّز الإلفة بين الأولاد وينمّي فيهم الشعور بالانتماء الى الوطن وصون كرامته. ثم دار حديث ودّي بين الرئيس والأولاد قبل التقاط الصورة التذكارية وانتهاء الزيارة التي ختمها الرئيس منوّهاً برسالة مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، ومقدّماً لها كل الدعم اللازم لمساندتها في مشوارها الطويل.

 

نشاطات المخيم
شارك في المخيم 70 ولداً تراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، تولى الإشراف عليهم وتنفيذ النشاطات المقرّرة لهم منشّطون من أولاد الشهداء راوحت أعمارهم بين 15 و18 سنة وعددهم 25 منشّطاً الى فريق العمل المتطوّع، كانوا قد تابعوا في المخيم السابق دورات متخصّصة في هذا المجال.
التواصل والتفاعل مع الآخرين من أبرز أهداف المخيم الذي تقصّد منظّموه تعويد الأولاد على تحمّل المسؤولية، فأصابوا عصفورين بحجر واحد من خلال تكليف أبناء شهداء بالاهتمام بأبناء شهداء آخرين أصغر منهم سناً. الى ذلك تمحورت نشاطات المخيم حول أهداف رئيسة منها احترام القانون واحترام الطبيعة والنظام الذي يتحكّم بعناصرها.
أما اللهو والتسلية فكانت لهما حصتهما ايضاً، إذ خصّصا بحيّز وافٍ.
النشاطات التي نفّذت خارج المخيم شملت زيارة الى قاعدة بيروت البحرية حيث كانت المفاجأة رحلة على متن إحدى الخافرات. وفي النادي العسكري المركزي أمضى المخيمون أوقاتاً جميلة، ليتعرّفوا في ما بعد الى محمية أرز الباروك والأماكن الأثرية في بيت الدين، وقصر موسى...
ليالي المخيم حفلت بالسهرات، أغانٍ، ورقص، وصاج ونار... وفي كل الأحوال فرح وأوقات جميلة.
كما كان للصليب الأحمر اللبناني نشاط داخل المخيم: دورة سريعة في الرسم والنظافة الشخصية، وألعاب، وأغانٍ...

 

كلمة شكر
إن الفضل في نجاح كل مخيم يعود بالدرجة الأولى الى تضافر جهود كل فريق العمل، والى التعاون الذي يبديه أصحاب الأيادي البيضاء الممدودة والمفتوحة دائماً لاحتضان أولاد العسكريين الشهداء. من هنا، وجّهت السيدة ليا العاقوري باسم مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري وكل القيّمين على المخيم، بطاقة شكر من القلب الى كل من: قيادة الجيش لوقوفها الدائم الى جانب عائلات الشهداء ومؤسسة العاقوري، أعضاء «جمعية أصدقاء البيئة الخضراء» - الباروك، قائد موقع بيت الدين العميد الركن عفيف الشيخ علي لكل التسهيلات التي قدّمها لإقامة المخيم في موقع بيت الدين، رئيس مستوصف موقع بيت الدين المقدم الطبيب أكرم حلاوي وعقيلته لينا، آمر سرية القيادة والخدمة في الموقع الرائد عماد طربيه لاهتمامه بالأمور اللوجستية، رئيس فرع التغذية في بيت الدين الرائد سائد الغصيني، والى كل المنشّطين والمنشّطات الذين نجحوا في اختبارهم الأول، والى كل مَن ساهم في نجاح المخيم من قريب أو من بعيد.

 

تصوير: الرقيب الأول بلال صالح