جنود صغار

أولاد في الأفواج المقاتلة مخيم إستثنائي!
إعداد: ندين البلعة

كرّموا العلَم والشهداء ونفّذوا جولة المقاتل

 

أقامت قيادة الجيش مخيماً صيفياً للأولاد الذكور من أبناء الضباط في الخدمة الفعلية. المخيم استمر عشرة أيام (بين 20 و30 تموز الماضي). وهو خلافاً للمخيمات السابقة تنقّل بين الأفواج المقاتلة بدل أن يتمركز في مكان واحد.

 

فوج المغاوير
فوج المغاوير استضاف المخيمين في ثكنة غسان رمان - رومية يرافقهم المسؤول عن المخيم العقيد رياض طه يعاونه الملازم الأول رودولف عقل والملازم طوني قحوش.
يومهم الأول في الفوج بدأ بتكريم العلم ثم قدّم المنسقون إيجازاً عن الفوج ومن ثم التعرّف على المهام الخاصة بالمغوار، وجولة داخل الثكنة وصولاً الى حديقة شهداء ساحة الشرف.
لم يستطع الأولاد إخفاء دهشتهم وحماستهم لدى رؤيتهم المشاغل التي أقامها الفوج لتدريباته، من جولات أرضية وهوائية، وتسلّق وهبوط بالحبال...
بعد الغداء انتقل الجميع الى منطقة العاقورة - ثكنة صقور القمم للتعرّف على سرية القتال الجبلي الأولى ومهماتها، وباتوا ليلتهم فيها.
في اليوم الثاني انتقل الأولاد مع المنظمين الى مغارة أفقا ثم زاروا منطقة اللقلوق، وهناك كان النهار طويلاً. نفّذوا تمرين سير الى منطقة بلعا حيث كانت بانتظارهم سرية القتال الجبلي الثانية، التي اعدت مفاجأة للزائرين في بالوع بلعا: اجتياز، تسلق، وهبوط بالحبال... نفّذ الأولاد التمارين بحماسة ونشاط بمواكبة من المغاوير. وفي المساء إنتقلوا إلى مخيم الفوج للتدريب في سهلة الرهوة - جرود تنورين حيث أقيمت سهرة نار.
استيقظ الأولاد باكراً في صباح اليوم الثالث، ولم يشعروا بالتعب، بل كانوا يزدادون حماسة بانتظار النشاطات القادمة. انتقلوا من المخيم إلى أرز تنورين سيراً في الجبال لمدة ثلاث ساعات، فأظهروا قدرة عالية على تحمّل التعب. شاهدوا مناطق رائعة لم يرَوها من قبل، فكان السرور رفيقهم خلال تنفيذهم التمارين.
من تنورين إلى أرز بشري حيث تناول الأولاد الغداء، وأقيمت لهم سهرة نار وداعية في سرية القتال الجبلي الثانية: حفلة شواء ورقص حول النار، وأغانٍ وأناشيد وطنية.

 

الفوج المجوقل
من مخيم فوج المغاوير انتقل الأولاد إلى ثكنة الفوج المجوقل - غوسطا، حيث كانت بانتظارهم مفاجآت جديدة.
وصل الأولاد إلى الثكنة، تعّرفوا عليها في جولة مع عسكريين وعناصر كانوا في استقبالهم. ونفّذوا تقليد الفوج لدى قدوم أي زائر إليه، في رفع العلم ووضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء (هذا النشاط أقاموه يومياً خلال وجودهم لدى الفوج).
بعد الغداء تعرّف الأولاد بإيجاز على الفوج ومهامه من خلال نبذة مقتضبة. وتوجّهوا بعدها ليدخلوا مباشرة في التمارين التي حضّرها الفوج ضمن برنامج محدّد. تعلّموا كيفية عقد الحبال ونصب الخيم، وكانوا في كل نشاط يشعرون بالفخر والقوة لتنفيذهم ما يُطلب منهم. ولم تخلُ النشاطات الصعبة من بعض المزاح والألعاب المسليّة.
الرياضة أولاً، هذا هو الأساس الذي استيقظ عليه الأولاد في صباح اليوم الثاني مع الفوج المجوقل، فكانت الحركات السويدية وتمرين ركض 3200 متر. وبعد الترويقة ورفع العلم، تعرّفوا على جولة المخاطرة وقاموا بتنفيذها بمساعدة العناصر. ثم تعرّفوا على الملالة التي لا يرونها ربما إلا على التلفاز ومارسوا الهبوط عن الحبال، وتمارين مميّزة مثل شد الحبال والتعرّف على البوصلة وطريقة طهو الدجاج في التراب وغيرها. واختتم اليوم الثاني بأفلام وثائقية عن الجيش ونشاطات الفوج.
في صباح اليوم الثالث، وبعد تمرين السير الإعتيادي، انتقل الأولاد إلى قناة باكيش حيث تعرّفوا على طائرة بدون طيار وعلى الطوافة. ثم حضروا مناورة نفذّها عناصر من الفوج وتوجهوا سيراً إلى الجسر الطبيعي في فقرا. تسلّقوا الجسر وقاموا باستطلاع مغارة قرب ثكنة عيون السيمان، وزاروا سد شبروح. بعد الغداء، نفّذ عناصر من الفوج المجوقل عروضاً عسكرية، وانتهى هذا اليوم بسهرة نار ودّع فيها الاولاد الفوج، لينتقلوا في اليوم التالي إلى ثكنة ميلاد النداف - عمشيت، عند مغاوير البحر.

 

فوج مغاوير البحر
في فوج مغاوير البحر تمّ توزيع الأولاد الى حضائر قبل تعريفهم على الثكنة وأماكن نومهم.
بعدها ألقى الرائد جوني عقل، رئيس الفرع الثاني وفرع التوجيه، محاضرة حول مهمات فوج مغاوير البحر وتدريباته، وركّز على درس «الوعي الأمني».
في اليوم الثاني، أخذ الأولاد درساً عن عتاد الغطس، تمّ تنفيذه على عمق ثلاثة أمتار في حوض سباحة، قاموا من بعدها بجولة على الدراجات المائية.
أما اليوم الثالث، فقد كان الأكثر حماسة. إذ انتقل الأولاد براً الى قاعدة جونية البحرية ومن هناك، نقلوا بمركب الإنزال مقابل شاطئ عمشيت. وبواسطة الزوارق المطاطية، انتقلوا الى ثكنة ميلاد النداف ونفّذوا هبوطاً عن مبنى بواسطة الحبال. بالإضافة الى تنفيذ رماية بالأسلحة الخفيفة في حقل رماية الثكنة.  
ختام المخيم كان مناورة نفّذها مغاوير البحر ومن ثم حفل الإختتام وتوزيع الشهادات.
باختصار، كان هذا المخيم - الذي تابعه حوالى 80 ولداً من أولاد الضباط في الخدمة الفعلية، مع أفواج القوات الخاصة - «مخيماً تدريبياً» اختبر خلاله الأولاد جزءاً بسيطاً من القساوة والصعوبات التي تحفل بها الحياة العسكرية، كما عايشوا وجهاً آخر للجيش، وجه الأب والصديق.