في ثكناتنا

أول فوج ينتشر في الجنوب التدخّل السادس:
إعداد: باسكال معوض بو مارون

 ورشة التدريب والتجهيز مستمرّة والآمال كبيـرة


دم جديد ضخّ في عروق المؤسسة العسكرية في وقت هي بأمسّ الحاجة إليه؛ ففي موازاة مواجهته الإرهاب وسهره على حفظ الأمن، يواصل الجيش أعمال التطويع والتدريب وتجهيز قطع جديدة تقف إلى جانب تلك الموجودة، لحماية الأمن والاستقرار والسيادة.
«الجيش» توجهت جنوبًا، إلى حيث يتمركز فوج التدخّل السادس الذي أنشئ حديثًا. قائد الفوج العميد الركن مروان عيسى الذي لا يكلّ وضبّاطه وعناصره من السهر والعمل الدؤوب، حدّثنا عن كيفية تأسيسه، وميزاته، ومهماته العملانية.


فوجان جديدان
في وقت سابق أصدرت قيادة الجيش قرارًا يقضي بإنشاء فوجين جديدين في الجيش، هما فوج التدخّل السادس وفوج الحدود البرّية الثالث. ويوضح العميد الركن عيسى، أنّه «في الأول من أيار من العام الحالي أصبح القرار ساري المفعول، وفي السابع منه، صدر قرار أنشئ بموجبه فوج التدخّل السادس في ثكنة سعيد الخطيب - موقع حمّانا التابع لمنطقة جبل لبنان.
وإثر انتقال اللواء الثامن إلى عرسال، تمركز الفوج بدلاً منه في منشآت منطقة الزهراني وكان ذلك اعتبارًا من الثاني من تموز الماضي.
في ما يتعلق بعمل الفوج وسراياه التي تألفت بسرعة فائقة، يشرح العميد الركن عيسى: «تأسست بداية سريّة القيادة والخدمة ثم تباعًا 4 سرايا قتالية، ومع بداية حزيران اكتملت سريتا المدرعات والدعم.
تضمّ السرايا الأولى والثانية والثالثة عناصر من أفواج التدخّل الثالث والرابع والخامس؛ أما سرايا المدرّعات والدعم والقيادة والخدمة والرابعة فقد تم تأسيسها داخل الفوج، حيث تمّ استدعاء ذوي السيرة المشرّفة من المجنّدين الممددة خدماتهم، وآخرين في الخدمة الفعلية».
من ناحية التجهيز يقول قائد الفوج: «إننا في انتظار الآليات والأسلحة كالملّالات والمدرّعات المدولبة والسلاح المضاد للطيران وآليات النقل اليومي خصوصًا لسرية المدرعات؛ ومن المنتظر تأمين كل ذلك في نهاية العام الحالي».

 

ميزات الفوج
في ما خصّ ميزات الفوج، لفت العميد الركن عيسى إلى أن «فوج التدخّل السادس هو الوحيد من بين الأفواج الذي يدخل منطقة الجنوب، وقد ترك انتشاره فيها انطباعًا جيّدًا لدى المواطنين».
ويضيف:
«لقد حقــق الفوج استقـلاله الإداري واكتمل عديده مبدئيًــا وجهّـز، وتوالت تدريـبات عناصره على جميع الأصـعدة، ونفّذ مـهماته بمناقبية واحتراف عاليين وكل ذلك في وقت قياسي.
لكننا نتوقّع أن يكتمل عديدنا نهائيًا عند تخريج الطلاب من مدرسة الرتباء لأن الفوج بحاجة لرتباء متمرّسين».
أمّا الحدود الجغرافية للقطاع الذي يمارس الفوج مهمّاته فيه، فتمتد من شبعا إلى جنوبي الليطاني وتشمل أمن مخيم عين الحلوة، ووحداته تتحرّك للتدخل وتنفيذ المهمات بأمر من القيادة حيث تدعو الحاجة.

 

التدريب والدورات
يوضح العـميد الركـن عيسى، أنّ العمل جارٍ في الفوج لتوحيد التدريب فعناصره من قطع متنوعة. وبالتالي فهم لم يتلقّوا التدريب نفسه.ـفي هذا الإطار نفّذت سرايا القتال مناورات قتالية وكان لكل منها مناورة بعد أسبوعين من تأسيسها.
وحاليًا بدأ تدريب السرية الرابعة على القتال في المناطق الجبليّة وردّات الفعل، وستكون لها مناورة بالذخيرة الحيّة في نهاية التدريبات.
ويلفت قائد الفوج إلى أنّ سرية المدرعات تابعت برنامج تدريب (عمليات دهم وحفظ أمن) بإشراف فريق مشترك أميركي - بريطاني في مدرسة القوات الخاصة في حامات. ويوضح من جهة أخرى أن هدف التدريب على القتال في الأماكن الآهلة هو أن تستطيع كل سرية تأمين الدعم المباشر بواسطة الهاون.
عقب تسلّمه الأسلحة الفردية (بنادق A4 وزخاروف)، أجرى الفوج رماية سنوية ورماية تصفير في حقل إبل السقي لمدة 6 أيام. وقد أعطت هذه التدريبات نتائج ممتازة، لجهة اكتساب العسكريين مزيدًا من الثقة بالنفس، وتقنية عالية في استخدام السلاح.
وعلى صعيد الدورات، تابع العسكريون دورة «ردات الفعل عند التعرّض للنيران» (جميع السرايا)، مع تنفيذ عملي على الأرض بالذخيرة الحيّة، كما نفّذت دورة تمرّس في هندسة القتال مع تمارين تفجير عملية.
ويعمل الفوج على تدريب وتجهيز فصيلة هندسية في سرية الدعم التي سبق أن نفّذت مناورة في حقل المغيتة، والهدف تقديم الدعم الهندسي في أثناء العمليات الخاصة من خلال أرهاط قتال، بحيث يعمل كل منها في سرية قتال.
كما أجريت دورة إشارة مكثّفة (10 أيام) على دفعتين لتأمين عنصر إشارة لكل حضيرة، ورتيب إشارة لكل سرية، بحيث قامت العناصر المدرّبة على الاثر بمد خطوط لشبكة الهاتف في مركز الزهراني. وافتتحت دورة على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتمارين هبوط بالحبال عن البرج إلى رماية تدريبية للقنّاصين في حامات.
إلى ذلك أرسل الفوج فريقًا مؤلفًا من ضابطين و6 رتباء إلى مدرسة القوات الخاصة في دورة دهم، هؤلاء سوف يتولون تدريب عناصر الفوج.


مهمات الفوج
يستعرض قائد فوج التدخّل السادس أبرز المهمات التي كلّف بها وأولها كان خلال فترة تمركزه في حمّانا، حيث نفّذ تدابير أمنية في أثناء انتخابات الرئاسة السورية، إذ أقيم مركز الاقتراع في السفارة في منطقة بعبدا. ولاحقًا وضع الفوج السرية المؤللة الثالثة تحت السيطرة العملانية لقوات قطاع جنوبي الليطاني، كما أرسل دورية من السرية الثالثة إلى قطاع اللواء الأول في الجرمق والعيشية؛ فيما نفّذت السريتان الثانية والمدرعات، تدابير أمنية في مغدوشة مع وضع نقاط مراقبة في الأماكن الحساسة وتسيير دوريات ربط.


قيد الإنجاز
في ما يتعلّق بالمشاريع المقررة على صعيد الفوج، قال قائده إن في طليعتها المتابعة والمثابرة في التدريب للوصول إلى مستويات عالية من الاحتراف العسكري. وتابع قائلًا: «نسعى كذلك إلى تحويل مركز قيادة الفوج في الزهراني إلى منشأة تدريبية لقطع الجيش وألويته المتمركزة والمنتشرة في منطقة الجنوب. وتشمل المنشأة «جولة المقاتل» و«برج هبوط» و«برج بكرة حياة»، وسوف يتم تجهيزها بوسائل التدريب، ومنها: الجولة الهوائية وحقل رماية بالذخيرة الحيّة وحقل رماية هاون 60/81/120 على أهداف بحرية. ويخطط الفوج لإقامة مهبط للطوافات وتجهيز غرفة عمليات إلى تأمين أجهزة كمبيوتر تتصل مباشرة مع تأليل عمل القيادة، وإقامة نادٍ للضباط وبيت للجندي.
وعلى صعيد التدريب، من المقرر إقامة دورتي مسعف ميداني لمصلحة الفوج في الطبابة العسكرية بما يؤمن له حوالى 35 مسعفًا ميدانيًا يلبّون حاجاته، فيصبح لكل حضيرة قتال مسعفها الميداني الخاص».
وختم قائد الفوج بالقول: «نعمل بكل طاقاتنا ومعنوياتنا مرتفعة، وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبير، ونحن نسعى لتأمين جميع الاحتياجات اللازمة وقد قطعنا شوطًا كبيرًا في ذلك بفضل جهود القيادة ومساعداتها لنا، من أجل تحقيق أفضل النتائج والارتقاء بالفوج إلى أفضل المستويات».