- En
- Fr
- عربي
متاحف في بلادي
وديع الصافي يغني " عالبال..." وصباح ترد " هيهات يا بو الزلف"
متحف المشاهير في جعيتا ثمرة تعاون ستة إخوة أنجزوا هذا المشروع الحلم. ثلاثة منهم في الولايات المتحدة الأميركية يشرفون على تجسيد الشخصيات وإعدادها هناك, وثلاثة في لبنان يتولون تجهيز المتحف “الفيلا” بما يليق بالمشاهير الذين يقطنونها, وبما يلزم لبرمجة الشخصيات وجعلها تتكلّم وتتحرك وتغني. رؤساء وزعماء ومشاهير, من قارات العالم الخمس, اجتمعوا في متحف وادي مغارة جعيتا اللبنانية.
يقـع متحف المشاهير بالقـرب من مغـارة جعــيتا السياحية التي تستقطب عدداً كبيراً من السـواح العـرب والأجـانب. ومن ناحـية أخرى, تطـل التـلة التي يتربـع عليها المتـحف على وادي نهـر الكـلب الأثـري المحاط بجبال خضراء, ما يتيح للزائر تحقيق هدفين: التمتع بجمال الطبيعة الخلابة, ولقاء مشاهير من العالم.
جولة في حضرة مشاهير العالم
عندما قصدنا “فيلا معلوف” في جعيتا التي حوّلها الأشقاء الستة, الذين يشكّلون مجلس إدارة “شركة معلوف أنترناسيونال”, الى متحف يضمّ مشاهير العالم, قمنا بجولة ساحرة في المتحف المؤلف من ثلاثة طوابق شغلت تماثيل الشخصيات طابقين منها, أما الثالث فقيد الإنجاز وسوف يضم قريباً نحو 15 شخصية جديدة لعلماء وأدباء وفنانين وسياسيين.
بدأنـا الجولة في الطابق الأول, وعند ولوجـنا القاعـة طالعـنا كبـير المطـربـين الفـنان وديع الصـافي بأغنـية “عالبـال يا عصفـورة النهريـن”, فأرجعـنا بالزمـن الى أيـام الفـن الراقـي الذي كان يجـمع كبار الفنانين في أمسيات وحفلات فنية لا زالت فعلاً في البال. وردّت الشحرورة صباح من القاعة المجاورة بـ”هيهات يا بو الزلف” وبـ”الأوف” التي رافقت “الصبوحة” لسنين طويلة.
نكمل جولتنا في أرجاء المتحف حيث نلتقي مجموعة كبيرة من المشاهير في عالم السياسة المحلية والعربية والعالمية, الى شخصيات روحية وفنية...
أما “التراس” الذي تنتهي إليه الجولة, فلا ينسينا جمال الديكورات التي صممها الفنان بيار معلوف والسيدة كارلا منذر.
متحف فريد من نوعه
جورج معلوف, رئيس مجلس إدارة “شركة معلوف انترناسيونال”, ونقيب اختصاصيي علوم مختبرات الأسنان في لبنان, حدثنا عن الهدف من هذا المشروع السياحي فقال: “إيماناً منا بوطننا لبنان, ومساهمة في نموّه الإقتصادي, قررنا أن نستثمر الأموال التي جنيناها في الخارج في مشروع سياحي هو متحف المشاهير”.
وأضاف قائلاً: “قبل أربعة أعوام استقدمنا دمية تتكلم وتغني ووضعناها على مدخل مشروع ترفيهي يخصنا, فلاقت رواجاً كبيراً... وهكذا خطرت لنا فكرة إنشاء متحف يضم شخصيات ومشاهير من العالم... فباشرنا مشروعنا قبل ثلاثة أعوام حيث بحثنا عن مكان مناسب ولائق. ووقع اختيارنا على هذه “الفيلا” الرائعة بعمارتها وموقعها”.
ورداً على سؤال حول ميزة هذا المتحف, قال: “متحفنا فريد من نوعه ليس فقط في لبنان بل على مستوى الشرق الأوسط والعالم ككل. ففي متحفي “غرافان” في فرنسا و”تيسو” في لندن, وهما أهم متحفين للشخصيات العالمية, لا وجود لتماثيل متحركة وناطقة, ولعل هذا ما يميز متحفنا عن سواه من متاحف العالم ومتاحف لبنان”.
واستطرد قائلاً: “بخلاف المتاحف التي تضم شخصيات عادة ما تكون من الشمع أو الـ”فيبر غلاس” الممزوج بالشمع, فقد استخدمنا مادة جديدة, لن نكشف عنها. كما استخدمنا مادة “السيليكون” القريبة جداً لطبيعة جلد الإنسان والتي تتيح إظهار تفاصيل الوجه واليدين بدقة, علماً أن “العمل بـ”السيليكون” أكثر تعقيداً من العمل بمواد أخرى.
وسألنا النقيب معلوف عن كيفية تحرّك الشخصيات في المتحف, فأجاب: “الشخصيات مبرمجة على الكومبيوتر, ونفخر أن كل هذا يتم بجهد شخصي من قبل شقيقي بيار, إذ في إمكان الشخصية أن تتحرك أو أن تتكلم عند وقوف الزائر أمامها بواسطة إشارة ضوئية تتلقاها... ويمكننا تعديل كل ذلك, متى شئنا زيادة الكلام أو الحركة أو تغييرهما... الشخصية تتحرك بأكملها ميكانيكياً وفقاً لنظام مستوحى من “الروبوت”.
■ أين يتم تصنيع الشخصيات؟
- نقوم بتصنيع الشخصيات في الولايات المتحدة الأميركية عبر إختصاصيين يتولى كل منهم جزءاً من أجزاء التمثال, ومعظمهم من الذين يعملون في هوليوود. وسنعمل لاحقاً على تصنيع التماثيل في لبنان بعد إستقدام القطع الأساسية من الخارج.
وختم النقيب معلوف بالقول, إن سوّاحاً بريطانيين زاروا المتحف وأعربوا عن دهشتهم لما شاهدوه وهو أقرب للواقع مما رأوه في متحف مدام "Tussot" في لندن.
وتمنّى على كل الشباب اللبنانيين المغتربين التكاتف والتعاضد, ووضع كل إمكانياتهم وطاقاتهم في بلدهم لبنان والعودة إليه مهما طال الزمن وعصفت الأيام.
تصوير: المجند محمد رمضان