سلامة البيئة

إحذروا أكياس النايلون
إعداد: ريما سليم ضوميط

«لا لأكياس النايلون» شعار تبنّته جمعيات بيئية ومؤسسات حكومية في عدة دول بعد أن تأكّد علمياً الضرر الصحي والبيئي لأكياس النايلون لا سيما السوداء منها التي تحمل في طيّاتها خطر الإصابة بمرض السرطان.
في لبنان لم تظهر بعد اهتمامات رسمية جدية بهذا الموضوع على الرغم من النداءات التي يطلقها المهتمون بالشأن البيئي، بهدف الحد من الإستخدام المكثّف لأكياس النايلون.
من بين الأصوات المطالبة بترشيد إستخدام أكياس النايلون السيد دوميط كامل رئيس حزب البيئة العالمي ورئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية الذي شرح لمجلة «الجيش» أضرار أكياس النايلون واضعاً البدائل المطروحة برسم المعنيين.

 

• لماذا تشكّل أكياس النايلون خطراً صحياً وبيئياً؟
- تستخدم أكياس النايلون في لبنان بكثافة قلّ نظيرها في العالم إذ تتخطّى المليوني كيس يومياً. وهذه الأكياس تصنع من مادة بلاستيكية منها ما يستوفي الشروط الصحية، ومنها ما هو كارثة بيئية، وخصوصاً الكيس الأسود اللون المصنوع من النفايات النفطية، والذي يحمل ملوّثات خطيرة على الصحة العامة والبيئة.

 

• ما هي تحديداً الأضرار الناتجة عن استخدام أكياس النايلون؟
- عندما تستخدم أكياس النايلون، وخصوصاً السوداء منها، في حفظ الأطعمة غير القابلة للغسل كالزعتر، أو الطحين، أو الكعك المطحون، الخ... أو عندما تحفظ الأطعمة الطازجة في الأكياس المذكورة في الثلاجة، فإن المحتويات تتلوّث حكماً بسبب تفاعلها مع مادة الديوكسين الكيميائية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي عبر الإستخدام المتكرّر الى أمراض خطيرة كالسرطان.
أما على صعيد البيئة، فإننا غالباً ما نجد أكياس النايلون ملقاة على جوانب الطرقات، أو معلّقة على الأشجار، أو مرمية على الشاطئ، الأمر الذي يقود الى أضرار بيئية بالغة. فهذه الأكياس تتسبّب سنوياً باختناق مئات الآلاف من الحيوانات البحرية، ونفوق عدد هائل من الطيور والحيوانات الثديية نتيجة ابتلاعها الأكياس واختناقها.
ويذكر ايضاً أن أكياس النايلون مصنوعة من مادة «البوليتيلين» البلاستيكية وهي مادة قابلة للذوبان، مما يعني أن الكميات التي تدفن في الأرض تؤدي الى تكوّن كتل لا يمكن أن تتحلّل إلا بمرور خمسمئة عام على الأقل، مما يخلّف إنبعاثات غازية وتفاعلات مع التربة تنتهي ضرراً بيئياً فظيعاً.
أما في حال حرقها، فتبعث هذه الأكياس دخاناً ساماً ملوّثاً للبيئة ومضرّاً بالصحة العامة.
الجدير بالذكر ايضاً، أن أكياس النايلون قد دخلت الى منظومات الصرف الصحي فكانت سبباً في انسداد بعضها وحدوث الفياضات كما جرى في بنغلادش، وهذا ما أدى الى منع استخدامها هناك منذ العام 2002.

 

• ما البدائل المطروحة والقابلة للتنفيذ؟
- من أبسط البدائل المطروحة على الصعيد الفردي، إستبدال أكياس النايلون بأخرى من القماش القابلة للإستعمال أكثر من مرة.
أما على الصعيد العام، فالمفروض إستبدال الأكياس المستخدمة حالياً بأخرى بلاستيكية قابلة للتحلّل عند وضعها تحت ضوء الشمس، أو عند طمرها في الأرض بحيث تتحلّل الى ماء وغاز. وهنا يجب الإستفادة من تجارب دول أخرى، فالصين وبريطانيا وإيطاليا مثلاً قد باشرت تصنيع الأكياس القابلة للتحلّل. أما إيرلندا فقد فرضت ضريبة على أكياس النايلون ما أدى الى تخفيض استهلاكها بنسبة تسعين في المئة.
الحلول إذاً موجودة ولكن المهم أولاً التوعية الجماعية حول خطورة الموضوع، فكلنا مسؤول عن صحة البيئة وسلامتها، والمطلوب تحرّك رسمي في هذا الإطار يرافقه وعي شعبي لأن المستهلك يلعب دوراً في تفاقم المشكلة، وهو يمكنه أن يلعب دوراً رئيساً في حلّها عبر الحد من استخدام أكياس النايلون.