حملة توعية

إطلاق الحملة التذكيريّة للتوعية من مخاطر الألغام
إعداد: ريما سليم ضوميط

في مناسبة اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من هذه المخاطر، أطلق المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، حملته الوطنية التذكيريّة السنوية للتوعية. وقد جرى إطلاق الحملة في قاعة العماد نجيم - وزارة الدفاع الوطني، في حضور وزير الدفاع يعقوب رياض الصرّاف، ووزير الإعلام ملحم الرياشي، ومدير التوجيه العميد علي قانصو ممثّلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون. كما حضر ممثّلون عن المنظّمات الدولية المانحة، وبعض المصارف اللبنانية المساهمة في تمويل أعمال نزع الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة في لبنان، إلى عددٍ من ضباط الجيش.
بعد النشيد الوطني اللبناني، وعرض فيلم وثائقي عن المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، تعاقب على الكلام كل من، ممثّل قائد الجيش، والوزيرين الرياشي والصرّاف.


كلمة الوزير الصرّاف
بعد كلمة ترحيبية، شكر الوزير الصرّاف وزير الإعلام على المشاركة في إطلاق الحملة، مؤكّدًا أهميّة دور وزارة الإعلام في التوعية للحدّ من مخاطر الألغام، وفي توضيح الصورة للرأي العام الدولي وليس فقط اللبناني، حول ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات في حقّ لبنان. ولفت الوزير الصرّاف إلى أنّ إسرائيل تضرب عرض الحائط كلّ المواثيق والأعراف الدولية، مذكّرًا بأنّها استخدمت في العام 2006 قنابل عنقودية منتهية الصلاحية تحوّلت إلى ألغام، ورفضت توقيع المعاهدة الدولية للحدّ من هذه القنابل، ما يمثّل قمّة الخبث واللاإنسانية.
كما أعلن وزير الدفاع أنّ الموازنة العامة التي تمّ إقرارها تضمّنت مشروع قانون برنامج بقيمة خمسة ملايين دولار لمدة خمس سنوات لدعم مشروع نزع الألغام.
من جهة أخرى، أشار إلى أنّ عملية توثيق الخرائط وتأكيدها وتوثيق الألغام وطريقة التخلّص منها، تمّت وفق النظم والقوانين الدولية، ومع كل لغم تتمّ إزالته سيصدر تقرير يستخدم كوثيقة قانونية في حال المقاضاة أمام المحاكم الدولية.
 

كلمة الوزير الرياشي
أكّد الوزير الرياشي في كلمته أنّ المناسبة هي للتعبير عن رفضنا لغدر الحرب في فترة ما بعد الحرب. هذا الغدر المستدام في حقّ الناس والأطفال والشباب بواسطة الألغام أو القنابل العنقودية التي تمنعها وترفضها كل الشرائع.
وأضاف:
صحيح أنّ هناك تكاملًا بين الأمن والأمان، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ الأمان بعد الحرب يحتاج إلى توعية وإلى تضافر الجهود لنمنع غدر الألغام، معلنًا أنّه يضع قدرات وزارة الإعلام ويودعها في خدمة دعم هذه الحملة لمواجهة الخطر اللئيم والخبيث المزروع في أرضنا، والذي يقتل أو يشوّه، أو يعوّق بصمت.
 

كلمة قيادة الجيش
في مستهل كلمته، ذكّر العميد قانصو بأنّ مشكلة الألغام في لبنان بدأت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي مع الاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي اللبنانية، وتفاقمت تدريجًا مع الحروب التي شنّتها إسرائيل على لبنان وآخرها في العام 2006.
وأوضح أنّ طائرات العدو ومدافعه قد ألقت على الأراضي اللبنانية ما يزيد عن أربعة ملايين قنبلة عنقودية بقي منها نحو مليون قنبلة غير منفجرة، تضاف إلى مئات آلاف الألغام والأجسام المشبوهة والذخائر غير المنفجرة التـي كانــت موجــودة سابقًــا، معظمهــا في منطقــة الجنــوب. وقد أدّى ذلك إلى سقوط نحو 3746 شهيدًا ومصابًا من المدنيين والعسكريين منذ العام 1975 وحتى تاريخه، فيما قدّرت دراسة صادرة عن مكتب منع الأزمات والنهوض التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنّ قيمة الخسائر الاقتصادية في جنوب لبنان كنتيجة مباشرة للتلوّث بالقنابل العنقودية تراوح ما بين 33 و122 مليون دولار أميركي.
وتطرّق العميد قانصو إلى النتائج التي تمّ التوصّل إليها في إطار الخطة الإستراتيجية الشاملة التي وضعها المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في العام 2011 للتخلّص من هذه المشكلة، فعرض بالأرقام ما تمّ إنجازه على صعيد تنظيف الأراضي، وإعادة استثمار ما تمّ تنظيفه منها، وتقليل عدد الضحايا، إضافة إلى تنفيذ حملات توعية ومساعدة الضحايا، والمشاركة في المؤتمرات، والشروع بإنشاء المدرسة الإقليمية لنزع الألغام، وإدارة برنامج التعاون الإقليمي العربي للأعمال المتعلّقة بالألغام.
وإذ أكّد أنّ الأمن الوطني الشامل، هو منظومة متكاملة تشمل النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية، شدّد على أنّ الجيش يضع في سلّم أولوياته الانتهاء من هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، لما لها من انعكاسات مباشرة على جميع النواحي المذكورة.
وختم شاكرًا باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، كلّ من ساهم في دعم البرنامج اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام. كما توجّه بالتحيّة إلى أرواح الشهداء وإلى المصابين...
في الختـام، قدّم وزير الدفاع الوطني درعًا تقديرية لوزيــر الإعلام، وأكّد الطرفان دعمهما الكامل للحملة.