حملة وطنية

إطلاق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية لبنان يحوّل «قصته المفجعة» إلى تجربة رائدة
إعداد: جان دارك أبي ياغي

برعاية دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي ممثلًا بعقيلته السيدة رندة بري وحضور رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلًا وزير الدفاع الوطني الأستاذ فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية والاجتماعية والإعلامية وممثلي الأجهزة الأمنية والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية العاملة في عمليات نزع الألغام، أقيم في مقر المجلس النيابي في ساحة النجمة، حفل إطلاق الحملة الوطنية التذكيرية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية لمناسبة اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام، والتي نظّمها المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اعتبارًا من 4/4/2013 ولغاية 11/4/2013.

 

ترحيب وشهادة
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب من المقدم ماري عبد المسيح، بعدها تمّ عرض فيلم وثائقي من إعداد مديرية التوجيه حول مخاطر الألغام وطرق التوعية، وشهادة أحد المصابين من جرّاء الألغام (حسين زريق من قرية عدشيت- جنوب لبنان). قال زريق: أحببت أن أشارك في هذا اللقاء لأنبّه الجميع إلى ضرورة أخذ مسألتي التوعية والوقاية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية بجدية مطلقة. وأضاف: لم تسنح لي الفرصة لحضور حلقة توعية قبل أن أصاب. لم أكن مدركًا لحجم المخاطر في هذا المجال. فكانت النتيجة إصابة أخوتي وأصدقائي وإصابتي وخسارة طرف عزيز من جسمي. وناشد المجتمعين المحلي والدولي دعم ضحايا الألغام ومساعدتهم وتحسين ظروفهم الإجتماعية والإنسانية...

 

اللجنة الوطنية
كلمة ممثل اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام ألقاها الدكتور خالد طفيلي، وبدأها بتعريف عن اللجنة التي تأسست العام 1998، وتضم مجموعة كبيرة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية الوطنية والدولية، وتعمل تحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اللبناني. ثم حدد أهداف اللقاء بالآتي: رفع مستوى الوعي والتوعية من مخاطر الألغام، تشجيع الدول وتحفيزها على توقيع إتفاقية حظر القنابل العنقودية التي أقرت خلال مؤتمر أوسلو العام 2008 وتصديقها، دعم ضحايا القنابل العنقودية والألغام في مختلف المجالات، تأمين الدعم المالي الكافي لاستكمال النزع والتوعية ومساعدة الضحايا، وتبادل خبرات الدعم والمناصرة والتشبيك.

 

المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام
رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن عماد عضيمي، وبعد عرض لمشكلة الألغام في لبنان، قال: «لقد عمدت قيادة الجيش وبتوجيهات واضحة من حضرة العماد قائد الجيش إلى الوقوف بجانب أهلنا في جميع المناطق اللبنانية من دون إستثناء لتنفيذ الخطة الموضوعة من أجل وضع حدّ لآفة الألغام والقنابل العنقودية، ومن أجل تسليط الضوء على عملنا مع مؤسساتنا الوطنية بكل ما أوتينا من قوة وعزم وتصميم على مجابهة آثار هذا السلاح الخفي».
وأضاف: «تماشيًا مع هذا العمل كانت فكرة إطلاق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة لتعزز رصيد الحملات والنشاطات التي سبقتها بهدف رفع مستوى الوعي عند المواطن اللبناني لمواجهة هذه الآفة الخفية بالوقاية والحذر، وكذلك لتسليط الضوء على مشكلة المصابين وعائلاتهم، وعرض الإنجازات المنفذة وإبراز الدعم المشكور للدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والوطنية والجهات المانحة». وخصّ بالذكر «بنك لبنان والمهجر» و»جمال تراست بنك»، «فالدعم الذي قدماه كان له الفضل الكبير بما تم إنجازه حتى الآن».

 

وزارة الخارجية
 ممثل وزير الخارجية السيد هنري قسطون شدد على أن لبنان يثبت مرة أخرى أنه «على مستوى المسؤولية والتحديات وهو يتعاطى مع مسائل حيوية تهمه وتهم العالم والإنسانية جمعاء. ومن هذه المسائل إستخدام القنابل العنقودية المحرّمة دوليًا». وأضاف: «لقد استخدمت القنابل العنقودية في نزاعات بأماكن عديدة من العالم، لكن إستخدام إسرائيل غير المشروع لها ضد المدنيين اللبنانيين إبان عدوان 2006 وقيام لبنان بحملة دبلوماسية دولية واسعة، أدّيا إلى وعي المجتمع الدولي لمخاطر إستعمال هذا النوع من السلاح ضد المدنيين. نتج عن ذلك توقيع إتفاقية الذخائر العنقودية العام 2008 في أوسلو من قبل 107 دول. ويعتبر لبنان هذه الإتفاقية إنجازًا كبيرًا وهدية من شهداء هذه الذخائر ومصابيها اللبنانيين، إلى العالم».

 

بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان
القائمة بأعمال بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السيدة Elsa Fanet شكرت منظّمي الإحتفال وشددت على أن الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة لا تشكّل تهديدًا لسلامة السكّان فحسب، بل إنها تعوق أيضًا التنمية الإجتماعية والإقتصادية. ومما قالته:» لا يمكن التقليل من أهمية الجهود التي تبذلها المؤسسات العامة والجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال نزع الألغام. فجميع أنشطتها ينسقها بتفان وفاعلية المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام. وأود أن أهنئ العميد الركن عماد عضيمي على الدور الفاعل الذي يضطلع به المركز، وأجدد دعمنا «للإستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام 2011 -2020» التي أعدّها المركز...».

 

ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) السيد Robert Watkins أشار إلى الكمّ الهائل من الأرواح التي تحصدها الألغام الأرضية والقنابل العنقودية والأشكال الأخرى من الذخائر غير المنفجرة، في الكثير من البلدان حول العالم بسبب الإصابات والموت العشوائي الذي يطال في أكثر الأحيان المدنيين. وتطرّق إلى التحديات وإلى شجاعة الأفراد والمؤسسات الذين يقفون في المرصاد لتخطيها، «فالذخائر غير المنفجرة ولا سيما القنابل العنقودية بعد حرب تموز 2006، لا زالت تشكّل تحديًّا كبيرًا في لبنان، خصوصًا في منطقة الجنوب. في الواقع فَقَد حوالى 54 شخصًا حياتهم وأصيب أكثر من 363 بالصدمة وبالعجز منذ انتهاء الصراع».
وختم قائلًا: لقد استطاع لبنان أن يحوّل قصته المفجعة من بلد تأثر كثيرًا بالألغام إلى أن يصبح رائدًا في مساعدة الدول الأخرى التي تعاني تجارب مماثلة. فمن نزع الألغام إلى التوعية من مخاطرها ومساعدة ضحاياها، أدّى لبنان دورًا رياديًا في المنطقة أقرّت به جميع الوفود التي قصدته للإستفادة من تجربته.

 

السيدة رندة بري
ختامًا ألقت السـيدة رندة بري كلمة نوّهت فيهـا بالإنجـازات التي حققها الجيـش بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية والدول الصديقة على صعيد عمليات نزع الألغام والقنابل العنقودية ونشر التوعية بين المواطنين، مشدّدةً على أهمية تضافر جهود الجميع في سبيل القضاء نهائيًا على هذا الخطر المحدق بأرواح اللبنانيين ومستقبل أجيالهم.
في فترة بعد الظهر أقيم معرض صور في ساحة مبنى المجلس النيابي زاره مواطنون وتلامذة مدارس، وأضيئت شموع.

 

نشاطات تضامنية
رافق الحملة في الأيام التي تلت المؤتمر سلسلة نشاطات متعددة توزّعت على الشكل التالي:
- توزيع حوالى 25000 منشور وملصق توعية من مخاطر الألغام على المواطنين العابرين على نقاط التفتيش التابعة للجيش اللبناني في جميع المناطق اللبنانية.
- إرسال رسائل إلكترونية (SMS) للتوعية، طيلة فترة الحملة، على خطوط الهواتف المحمولة شملت جميع المواطنين، وتضمنت شعار الحملة «لا للألغام والقنابل العنقودية، لا تقترب، لا تلمس، بلّغ فورًا على الرقم: 956143-05
- تسليم عدد من الأراضي المنّظفة من الألغام في بلدة العربانية إلى أصحابها.
- إجراء مقابلات تلفزيونية وإذاعية مع عدد من الضباط تناولت مشكلة الألغام في لبنان.
- إلقاء محاضرات لتوعية طلاب الجامعات وتلامذة المدارس شملت: الجامعة اللبنانية الكندية- عينطورة، الجامعة اللبنانية- كلية الفنون- فرن الشباك، الجامعة اللبنانية الألمانية، ثانوية جبيل الرسمية، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا (AUT) في الفيدار.
- إقامة إحتفال برعاية وحضور وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعوروحضوره، نظّمته جمعية الرؤيا للتنمية والتأهيل والرعاية، وذلك بتاريخ 7/4/2013 في قاعة بلدية غزة- البقاع الغربي.
- إقامة مباراة في لعبة كرة القدم بتاريخ 12/4/2013 لدعم مصابي الألغام بين فريق الناجين من الألغام وفريق الكلية الحربية على ملعب الجامعة اللبنانية- الحدث، تلاه تسليم ميداليات إلى المتبارين وحفل كوكتيل بالناسبة.
- إقامة سلسلة حلقات توعية من مخاطر الألغام بتاريخ 12/4/2013 في جامعة البلمند وعدد من المدارس.
ولاحقًا، أقامت مؤسسة الجرحى والهيئة الصحية الإسلامية وجمعية كشاف المهدي (19/4/2013) نشاطًا تضامنيًا مع ضحايا الألغام والقنابل العنقودية تخلله مباراة كرة قدم وكرة طاولة بين المصابين، أقيم بعدها احتفال تكريمي للمصابين وسلّمت الجوائز والكؤوس إلى الرياضيين، وذلك في مدينة الإمام الخميني الكشفية في بلدة زوطر الشرقية- النبطية.