بإختصار

إطمئنان الوطن
إعداد: العميد الركن حسن أيوب
مدير التوجيه

أخذ البعض على القيادة ما قامت به حين أعلنت أمام المواطنين والمقيمين والزّائرين، في فترة الأعياد، بأنّ الأوضاع في البلاد مستقرّة من جميع جوانبها، خصوصًا على الصّعيد الأمني، كما أخذ هذا البعض على القيادة أنها تمنّت للجميع أيامًا هانئة بمناسبة حلول العام الجديد، في ظلّ سعي صادق للخروج من نفق المصاعب والأزمات إلى آفاق من التّفاؤل والأمل.
إلاّ أنّ كثيرين وجدوا في ما أعلنته القيادة توضيحات لا بدّ منها، وتطمينات مَن الأولى من الأجهزة  الأمنية، وفي طليعتها المؤسّسة العسكريّة، لتقديمها؟ والسّبب هو أنّ هذه الأجهزة هي المكلّفة الحفاظ على الأمن الوطني، وهذه العملية تتطلّب مواكبة للظّروف الإجتماعيّة والإقتصاديّة والثّقافيّة والسّياسيّة، وتحضير القوى بشكل كافٍ، مع ما يستدعي ذلك من عديد وعتاد، وبعد ذلك، المباشرة بمواجهة ما قد يحصل، ورفع الأذى عن النّاس، وتأمين العيش الكريم لهم، من خلال متابعة أعمالهم في الحقل والمدرسة والمصنع ومكتب الطيران، ووسيلة السّياحة وما إليها...
صحيح أنّ الأعمال والإنجازات والتّنفيذ الدقيق للمهمّات، هي التّي تحدّد النّتائج الحقيقيّة الملموسة، إلاّ أنّ التّطمينات المسبقة المستندة إلى مسيرة طويلة، وإلى عطاءات متلاحقة متراكمة، تشير إلى الحقيقة وتؤكّدها، وأنّ المدعوّين إلى الإحتفال بالأعياد، وقضاء الإجازات، محتاجون إلى معرفة ذلك مسبقًا، وإلا مضت أيام إجازاتهم هباء، وضاعت فترات إستراحاتهم ما بين أخذ وردّ، وفي ظلّ تردّد واستفسار، وكأنّه ليس هناك من هو قادر على التّطمين، ومن هو جدير بأن يصدّقه الناس، ويركنون إلى مواقفه وتصريحاته التي تتعلّق بأمن البلاد وعبادها.
أمّا وقد مضت فترة التطمينات، وجاءت النّتائج على قدر التوقّعات، وبحجم الثقة والعهد، إيجابية صحيحة مكتملة النّجاح، واضحة البيان ثابتة الحقائق، فهل من شكّ بعد ذلك في جدّيّة التّحضيرات، وحجم الجهود؟ وهل من استغراب للرغبة في طمأنة المواطنين، ووضع حدّ لقلق الزّائرين؟
لقد ساد الأمان في ليالي الأعياد، فسهر المواطنون في الأماكن الّتي سعوا إليها، وسهر الجنود عند نقاط الحراسة، وبين الأحياء، وحول مفترقات الطّرق، وتبادل الجميع التهاني، وكان وعد بعام جديد ملؤه العمل والأمل.