مقال الوزير

إعادة الإنتشار تأكيد لجهوزية الجيش للدفاع عن الأرض وحفظ الإستقرار

منوهاً بجهود الجيش في عمليات الإنقاذ والمساعدة

 

نوّه معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي في حديثه الى مجلة “الجيش”, بالجهود الكبرى التي يبذلها الجيش في مساعدة المواطنين المنكوبين من العواصف التي تضرب لبنان, معتبراً أن الجيش يبرهن بذلك عن قربه من أهله وتحسسه بمشاكلهم اليومية.

وتحدث وزير الدفاع عن دور الجيش في عمليات المساعدة والإنقاذ في مختلف المناطق اللبنانية, لإجلاء مواطنين محاصرين بالمياه وإيصال الإمدادات إليهم وفتح الطرقات المسدودة, وغيرها من التدابير للحد من آثار الكوارث الناجمة عن تساقط الأمطار الغزيرة فوق لبنان طوال الأسابيع الماضية, مشيراً الى أن هذه الجهود تتكامل بشكل منظم وإيجابي مع خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة أزمة العواصف.

ورأى الوزير الهراوي في حديثه, أن هذا الدور الحياتي للجيش لا يتناقض مع دوره الوطني في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره, سواء على الحدود بوجه العدو الإسرائيلي أو في الداخل, لا بل يكمله, مشيداً في هذا الإطار بجهوزية الجيش العالية في الدفاع عن الأرض وتأمين الإستقرار بفعالية عالية. وشدد في هذا الإطار على أن جهوزية الجيش وقدرته التي أثبتها في أكثر من مجال, أتاحت إستكمال تنفيذ إتفاق الطائف لجهة إعادة إنتشار القوات السورية العاملة في لبنان, فنفذت خطوات إضافية في مناطق الشمال على اثر التقويم الذي أجرته اللجنة الأمنية المشتركة المنبثقة من المجلس الأعلى اللبناني السوري, لخطوات إعادة الإنتشار السابقة التي أقرتها قمة بيروت بين الرئيسين إميل لحود وبشار الأسد. وأكد وزير الدفاع الإرتياح الرسمي الكبير اللبناني والسوري الى جهوزية التنسيق الميداني بين الجيشين, مضيفاً أن الجيش العربي السوري سيظل قوة دعم ومساندة للجيش اللبناني لمواجهة أي أمر طارئ ولا سيما في هذا المناخ الإقليمي الضاغط, حيث تتسارع وتيرة التهديدات الأميركية للعراق رغم حملة الإعتراض الدولي على هذا الخيار التهجمي, وحيث تتصاعد الإعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وثمّن الوزير الهراوي في هذا الإطار التدابير التي اتخذها الجيش لمواجهة تداعيات الأزمة العراقية وما قد تسببه الهجمة الأميركية من ردود فعل متهورة ضد مصالح غربية, مؤكداً أن هذه التدابير تأتي تطبيقاً للقرار السياسي للدولة بالحفاظ على الإستقرار الداخلي ومواجهة أي حركة تمس بأمن وإستقرار لبنان. فهذا الجهد الداخلي يتلازم ويتكامل مع الجهد الحدودي للقوة الأمنية المشتركة لصد أي محاولة إعتداء على لبنان قد يندفع إليها شارون على خلفية الحرب الأميركية في العراق, سواء بضرب لبنان عسكرياً أو بإرباكه سياسياً عبر إبعاد الفلسطينيين الى أراضيه, ذلك أن لبنان يتحوط دائماً من محاولات إسرائيل إستغلال الظروف الدولية لفرض أجَندتها الخاصة وتحقيق أطماعها وأهدافها.

وأضاف أنه من هذا المنطلق, نبّه لبنان المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة, من النيات الإسرائيلية المبيتة التي عبّرت عنها الطلعات الجوية المعادية, على علو منخفض فوق الأراضي اللبنانية في الشهر الماضي والغارات الوهمية, فضلاً عن حملات التهويل عبر الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن حشود ضخمة للعدو على الحدود مع لبنان, وكلها تهدف الى تعبئة الأجواء وتهيئة الرأي العام عبر تحضير الأرضية والإطار اللذين تراهما إسرائيل مناسبين لفرض مخططاتها على لبنان, مستفيدة من إنشغال العالم بأزمة العراق والإنقسام الدولي حول هذه القضية, والتداعيات التي تتركها على فعالية التحرك الدولي عبر مجلس الأمن كمنظومة لحل الصراعات والخلافات الدولية وحفظ حقوق الدول والشعوب والدفاع عنها بوجه المعتدي.

وختم وزير الدفاع حديثه قائلاً بأن لبنان مستعد لمواجهة مختلف هذه الإحتمالات بالتعاون والتنسيق مع سوريا وبمساعدة أصدقائه على المستوى الدولي, ولا سيما الأمم المتحدة المدعوة من منطلق دورها ووجودها في الجنوب, الى منع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها ضد لبنان حفاظاً على الأمن والسلام الدوليين.