منشآت

إفتتاح مركز تدريب على حفظ الأمن
إعداد: ليال صقر الفحل

السفيرة البريطانية تحيّي الجيش اللبناني وتؤكد على تفعيل التعاون العسكري معه
رئيس الأركان: نركّز على التدريب الإحترافي لنعوّض نقص العتاد والسلاح المتطوّر

 

أقيم في منطقة حامات - البترون حفل افتتاح «مركز التدريب على حفظ الأمن» بتمويل من السلطات البريطانية وبمشاركة مدرّبين من الجيش البريطاني.
حضر الحفل رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً العماد قائد الجيش، والسفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس ماري غاي على رأس وفد من السفارة الى جانب عدد من الملحقين العسكريين، ومن كبار ضباط الجيش من مديريات المخابرات والتوجيه والتعليم، والعمليات والمدرسة الحربية والألوية والأفواج والقوات الجوية، كما حضر ممثلون عن الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني.

 

إفتتاح وكلمات
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ألقت بعده السفيرة البريطانية كلمة حيّت فيها الجيش اللبناني، وأعربت خلالها عن ثقة حكومة بلادها بدوره الوطني وعزمها على مواصلة دعمه وتفعيل التعاون العسكري معه في مختلف المجالات، كما هنّأت العسكريين بمناسبة عيد الإستقلال.
ثم ألقى اللواء الركن شوقي المصري كلمة بالمناسبة استهلها بالتوجّّه «بخالص الشكر والإمتنان الى السلطات البريطانية، على بادرتها الكريمة بإنشاء هذا المركز المتخصص في التدريب على حفظ الأمن»، وحيّا «أعضاء السفارة البريطانية في لبنان وعلى رأسهم سعادة السفيرة فرانسيس ماري غاي، المثابرة على متابعة أوضاع مؤسستنا ونشاطاتها المختلفة، والساهرة دائماً على إقامة المزيد من جسور التواصل والتعاون بين شعبينا وجيشينا الصديقين».
وقال:
ليست المرة الأولى التي تبادر فيها المملكة المتحدة، الى تقديم الدعم للجيش اللبناني، خصوصاً في مجالات التدريب واللوجستية وتبادل المعلومات والخبرات، وهي بالتأكيد لن تكون الأخيرة في مسيرة تعاون، تستمد زخمها واندفاعها، من صداقة شعبينا، الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
إنها صداقة نتمسّك بها ونعتزّ، إذ نرى فيها تعبيراً واضحاً عن تشابه كلا الشعبين، في الطبيعة والأهداف، وفي الإيمان بالقيم الإنسانية العليا، واعتناق ثقافة الحوار والإنفتاح والسلام.
وأضاف:
إن المهمات الملقاة على عاتق جيشنا كبيرة جداً كما تعلمون، وهي تتوزّع بين الدفاع عن حدود الوطن ضد العدو الإسرائيلي، والسهر على تنفيد قرار مجلس الأمن الرقم 1701،  وبين الحفاظ على الأمن والإستقرار في الداخل، إضافة الى المشاركة الفاعلة في نشاطات إنمائية وإنسانية متنوعة.
ومما لا شك فيه، أن تنفيذ هذه المهمات بالشكل الصحيح، يستلزم وجود قدرات عسكرية كافية، تتناسب مع حجم التحديات والمخاطر التي يواجهها الوطن، ومع الروح القتالية العالية لدى الجندي اللبناني، الذي أثبت عبر تاريخه الطويل، مكانته المميزة بين جنود العالم، مناقبية وكفاءة وشجاعة، واستعداداً للتضحية في سبيل الواجب. ومن أجل التعويض عن النقص الحاصل في الأعتدة والأسلحة المتطورة، عمدنا الى التركيز على التدريب التخصّصي الإحترافي، في الداخل والخارج، وعلى مختلف المراحل والمستويات، سعياً لتحقيق هدفين، الأول، امتلاك أساليب قتالية وأمنية غير تقليدية، والثاني، استثمار الإمكانات العسكرية المتوافرة بأقصى إنتاجية ممكنة. كما حرصت القيادة بموازاة ذلك كله، على تطوير التعاون العسكري مع العديد من الدول الصديقة، في مقدّمتها المملكة المتحدة، بحيث اشتمل هذا التعاون على تفعيل التدريب القتالي والأمني، وتسلّم كميات من الأعتدة والتجهيزات العسكرية، آملين بالحصول على المزيد منها في المراحل المقبلة.
لا يسعنا ونحن نحتفل بافتتاح هذه المنشأة التدريبية المهمة، إلا التأكيد مجدداً، على أن أي مساعدة عسكرية يتسلّمها الجيش ومن أي جهة كانت، هي مساعدة تندرج في مكانها الصحيح، وتصب أولاً وآخراً في خدمة الإستقرار المحلي والإقليمي والدولي، فهذا الجيش لم يكن في يوم من الأيام في موقع الإعتداء على أحد، بل في موقع الدفاع عن النفس، سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي ما يزال يحتل جزءاً من أرضنا في الجنوب، ويستمر في خروقاته للقرار 1701 وانتهاكه السيادة اللبنانية، أم في مواجهة الإرهاب، إذ يدرك القاصي والداني، ضريبة الدم الباهظة التي قدّمها الجيش لاقتلاع هذا العدو الخطر، ليس فداء عن الشعب اللبناني فحسب، بل فداء عن الإنسانية جمعاء.
ختاماً، نكرر شكرنا لكم، متمنين للمملكة المتحدة حكومة وشعباً وجيشاً، دوام التقدّم والإستقرار والإزدهار، والى مزيد من التعاون المثمر في مقبل الأيام.

 

إيجاز وعروض عملية
بعد ذلك، عرض الرائد مخايل أبو طقّة إيجازاً عن النشاطات التي تدرّبت عليها الفصائل العضوية من وحدات الجيش اعتباراً من الرابع عشر من تشرين الأول 2010 ولغاية الثالث من كانون الأول 2010، وذلك بصفته مدير دورة التدريب في مجال حفظ الأمن والمشرف عليها الى جانب فريق التدريب البريطاني.
ثم قام العسكريون بعرض عملي عن كيفية عمل نقاط التفتيش، وعرض آخر عن كيفية التعامل مع التجمعات البشرية (تدرج استعمال القوة والمناورة)، وعرض ثالث عن كيفية المراقبة والمهاجمة وتوقيف المطلوبين، وذلك بمشاركة طوافة من القوات الجوية.
وفي الختام قام رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وبمشاركة السفيرة البريطانية بزرع غرسة أرز في باحة المركز، وقد تلا ذلك حفل كوكتيل في مبنى مدرسة القوات الخاصة تخلله تقديم درع تذكاري من قائد الجيش الى السفيرة البريطانية.