انجازات

إنجاز المشروع الإماراتي لنزع الألغام والقنابل العنقودية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

المنطقة السادسة باتت نظيفة والمساهمون كُرّموا


أعلنت دولة الامارات العربية المتحدة إنجاز مشروعها لنزع الألغام والقنابل العنقودية في جنوب لبنان في احتفال برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وحضوره. أقيم الإحتفال في فندق فينيسيا وتخلله تكريم المساهمين في المشروع بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي، وممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمّار الحوري، والوزير خالد قباني وسفير الإمارات العربية المتحدة رحمة حسين الزعابي، ورئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد محمد فهمي، إضافة الى عدد من السفراء العرب وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي الهيئات الدولية المشرفة على مشاريع إزالة الألغام والقنابل العنقودية ورؤساء بلديات قرى جنوبية.
بدأ الحفل بفيلم وثائقي استعاد صوراً من العدوان الإسرائيلي وقصفه القنابل وزرعه الألغام في منطقة الجنوب، وما أدى اليه ذلك من إصابات في صفوف المواطنين وأضرار في ممتلكاتهم، الى حرمانهم استعمال أراضيهم الزراعية أو بيوتهم. كما عرض الوثائقي عمل الفرق الهندسية في المشروع. ثم كانت كلمات الرئيس السنيورة والعماد قهوجي ومدير المشروع عبدالله خليفة الغفلي.

 

الرئيس السنيورة
أعرب الرئيس فؤاد السنيورة في كلمته عن تقديره لتعاون دولة الإمارات العربية، منوّهاً بعمل الوفد الإماراتي الأمني والعسكري والتقني. كما أشار الى «أن العلاقة بين لبنان والإمارات لا تقتصر على هذه المناسبة بل أن جذورها تضرب عميقاً في الأرض».
وأضاف الرئيس السنيورة «أن الإسرائيليين ما زالوا يمارسون عدوانهم على لبنان منتهكين بشكل صارخ وسافر القرارات الدولية لا سيما القرار 1701، ينتهكونه يومياً بالطلعات الجوية وبكل الإعتداءات البرية والبحرية وباستمرار احتلالهم شمال قرية الغجر اللبنانية وباحتلالهم مزارع شبعا وكفرشوبا ومسلسل خلايا التجسّس التي كشفتها القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية».
وكرّر الموقف اللبناني والشعبي الذي «كان وما يزال رافضاً العدوان الإسرائيلي وموحّداً في مواجهته، كما كانت إرادة اللبنانيين قوية وصامدة في مواجهة عدوان 2006 وفي حشد كل القوى والجهود من أجل التصدي له. ثم ختم شاكراً المسؤولين الإماراتيين، و«كل من ساعدنا من أصدقائنا في العالم».

 

العماد قهوجي
قائد الجيش العماد جان قهوجي استهل كلمته مرحباً، وقال إنه ليس غريباً على دولة الإمارات العربية المتحدة، أن تمدّ يد العون للبنان، بمشروع يقام هنا أو هناك، ولصالح هذا القطاع أو ذاك، فلطالما كانت السبّاقة في الوقوف الى جانبه في أوقات الشدائد والمحن، ومساندة قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية، ولطالما كانت في طليعة البلدان التي سارعت الى دعم الجيش اللبناني ومدّه بالعتاد والسلاح، قناعة منها بدور هذا الجيش في الدفاع عن الوطن والحفاظ على مسيرة أمنه واستقراره، وإيماناً منها بأن لبنان القوي المعافى، هو مصدر قوة للأمة العربية، وهو عنوان مشرق لترسيخ مفهوم التضامن العربي في مواجهة مختلف المخاطر والتحديات.
غير أن المشروع الإماراتي لدعم لبنان وإعماره، اكتسب أهميته الخاصة، انطلاقاً من الحاجة الملحة لتنفيذ هكذا مشروع في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي عاناها أهل الجنوب، من جراء الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية، وإسقاط العدو كميات هائلة من الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة فوق أرض المنطقة، كما  اكتسب المشروع أهميته الخاصة ايضاً، من خلال حجم الطاقات والقدرات التي خصصت له، وتفاني العاملين فيه، جهداً وتضحية ومثابرة، وأخيراً وليس آخراً الإنجازات الباهرة التي حققها المشروع، والمتمثلة بإزالة مئات آلاف الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة، الأمر الذي ساعد في بلسمة جراح اللبنانيين، وأسهم الى حد كبير في التقليل من الخسائر البشرية وتوفير حرية التنقل للمواطنين، وتمكينهم من استغلال أجزاء واسعة من ممتلكاتهم وحقولهم الزراعية».
وأضاف قائلاً:
«إن نتائج الإعتداءات الإسرائيلية ضد الشعوب العربية، خصوصاً ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني في العقود الأخيرة، لم تقتصر على ارتكاب المجازر الوحشية بحق المواطنين الأبرياء، وتهديم القرى والأحياء والبنى التحتية والمرافق الحيوية على أنواعها، والتي شهد عليها أعلى المراجع الدولية والمنظمات الإنسانية وصولاً الى التقرير الأخير للجنة تقصي الحقائق الأممية في الحرب على غزة، المعروفة بـ«لجنة غولدستون»، فعلى صعيد لبنان كانت لهذه الإعتداءات تداعيات خطيرة، ناجمة عن إسقاط العدو الإسرائيلي فوق أرض الجنوب، ذخائر محرّمة دولياً وملايين الألغام والقنابل العنقودية، الأمر الذي تسبّب وما يزال، في وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة لدى المواطنين، ونشر الخوف والذعر في نفوسهم. وما إقدام هذا العدو بالأمس القريب، على تفجير أجهزة تجسّس مفخّخة بعبوات ناسفة في منطقة حولا اللبنانية، إلا دليل واضح على رفضه التزام قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وإصراره على مواصلة جرائمه بحق لبنان وأبنائه.
أغتنم هذه الفرصة، لأنوّه بتضحيات القوات الدولية وتعاونها المستمر مع الجيش اللبناني، ولأؤكد مجدداً تمسّك الجيش بحقه الثابت والنهائي في الدفاع عن الوطن وصون كرامة شعبه، وجهوزيته الدائمة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل بكل الإمكانات والوسائل المتوافرة، بما فيه التصدي للخروقات الجوية، مثلما حصل بالأمس في منطقة حولا، كما لأؤكد من جهة أخرى، مضاعفة الجهود التي يبذلها الجيش بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية غير الحكومية، لإتمام عملية إزالة الألغام والقنابل العنقودية عن كامل تراب جنوبنا الحبيب».
وختاماً اعتبر العماد قهوجي أن «إنجازات المشروع الإماراتي لدعم لبنان وإعماره، ستبقى راسخة في ذاكرة اللبنانيين، وستبقى مدعاة فخر واعتزاز لكل من الشعبين الشقيقين، وحافزاً لتمتين أواصر التعاون الأخوي على مختلف الأصعدة...»، شاكراً دولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة المشروع وجميع المنضوين تحت رايته، هؤلاء الرجال الذين واجهوا الأخطار بشجاعة الأبطال، ودأبوا على العمل بصمت ولسان حالهم يقول: «إن الضجيج لا يصنع الخير وعمل الخير لا يحب الضجيج».

 

الغفلي
بعدها كانت كلمة لنائب مدير المشروع عبدالله خليفة الغفلي ذكّر خلالها بالدور الحيوي للمشروع «في إزالة الآثار المدمّرة والأخطار الكبيرة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على لبنان والمتمثّلة بحقول الألغام والقنابل العنقودية والقذائف العمياء غير المنفجرة».
وبعدما أعلن الإنتهاء من إنجاز مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب، لفت الى «تطهير المنطقة السادسة التي تقع بين نهري الليطاني والأولي في منطقة جزين والنبطية وحاصبيا، حيث بلغ حجم المساحة المنظفة 3.136.504 أمتار مربعة، كما بلغ عدد الحقول التي أزيلت منها الألغام 137 حقلاً كانت تحتوي على 7.729 لغماً، وبلغ عدد الأشراك الخداعية التي أزيلت 156 شركاً، أما عدد الأهداف التي تمّ تطهيرها فكان 238 هدفاً.

 

تكريم المساهمين
تخلل الإحتفال تكريم قيادة الجيش المساهمين الإماراتيين بالمشروع حيث تسلّم السفير الزعابي من العماد قهوجي كتاب شكر لسفارة دولة الإمارات وشعار الجيش التذكاري الممنوح للسفير الإماراتي السابق السيد محمد سلطان السويدي، وقلّد ضابطين ورتيبين من فرق نزع الألغام من الجيش الإماراتي التي شاركت بأعمال التنظيف والإزالة وسام التقدير العسكري من الدرجتين الفضية والبرونزية كممثلين لإثنين وأربعين ضابطاً ومئة وواحد وستين رتيباً وفرداً تمّ منحهم وسام التقدير العسكري.
وفي الختام قامت سفارة الإمارات وإدارة المشروع الإمارتي لدعم وإعمار لبنان بتكريم الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية والمؤسسات المساهمة في نجاح مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية، حيث قدّم السفير الزعابي درع الإنجاز الى الرئيس السنيورة والعماد قهوجي وضباط المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، ومركز التنسيق لنزع الألغام في جنوب لبنان التابع لمنظمة الأمم المتحدة. كما تمّ تقديم دروع تذكارية وشهادات تقدير للشركات المساهمة في إنجاز المشروع وعدد من رؤساء البلديات.
وبدوره قدّم العميد محمد فهمي درع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام لكل من السفير الإمارتي، العقيد محمد خلفان الرميتي مدير المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان، والعقيد الركن سيف جابر العليلي مدير مشروع عملية التضامن الإماراتي.
واختتم الحفل بتكريم خاص لوسائل الإعلام الإماراتية تثميناً لجهودها ودورها المميز بالمساهمة بتغطية أخبار المشروع.