أولادنا

إنجاز الواجبات المدرسية قد يكون كابوسًا فكيف نتعامل معه؟
إعداد: ريما سليم ضوميط

تعتبر الواجبات المدرسية مسألة روتينية بالنسبة إلى بعض الأولاد، في حين يراها البعض منهم كابوسًا يرافقه بصورة يومية. من هنا نلاحظ أن فترة ما بعد الظهر المخصّصة لإتمام الفروض والواجبات المدرسية غالبًا ما تتحوّل إلى معركة بين الأهل والأولاد، تنتهي في الغالب بإحباط يصيب الطرفين، فتنتفي الغاية من الفروض المنزلية، ألا وهي تنمية المهارات الذاتية واكتساب المعلومات والمعارف.
لتسهيل إنجاز الواجبات المدرسية بهدوء، وترغيب الأولاد بإتمام عملهم كاملًا، يضع الخبراء التربويون بعض النصائح في تصرف الأهل علّها تفي بالغرض المطلوب.


عادات يومية ثابتة
يشير الخبراء الى أهمية تكوين عادات يومية ثابتة على صعيد إتمام الدروس، إن لجهة اختيار المكان والزمان أو لجهة الأسلوب المعتمد في إنجاز الواجبات المدرسية، وتشمل هذه العادات النقاط الآتية:
- تجهيز مكان ثابت للدرس، على أن يكون هادئًا، مريحًا، ومضاءً بطريقة كافية. كما يجب أن يكون خاليًا من الوسائل التي تلهي الولد كالتلفزيون والألعاب الإلكترونية. كذلك يجب إلتزام وقت معيّن لإنجاز الواجبات المدرسية يتم تحديده بناء على سن الولد ومستوى صفّه.
- بقاء أحد الوالدين ضمن المكان المحدّد للدرس، فالولد ينتج بشكل أفضل لدى وجود راشد يساعده عند الحاجة ويجيب عن أسئلته. وهنا ينصح الخبراء بعدم تدخّل الأهل إلّا عند الضرورة، وعدم وقوعهم في إغراء مساعدة الطفل في كتابة فرضه بغية تقديمه «بأفضل حلّة»، فالمطلوب رعاية الولد ومساندته، وليس القيام بالواجبات المطلوبة منه شخصيًّا.
- إلغاء النشاطات الخارجة عن الدرس خلال أيام المدرسة، فالولد لن يستطيع التركيز على فرض الرياضيات إذا كان منشغل البال بنتائج مباراة كرة القدم التي لعبها مع رفاقه قبل بدء الدرس.   
- الربط بين الفروض المدرسية والحياة اليومية، فإذا كان درس العلوم مثلًا عن الطقس والمناخ، لا بأس في أن يدور حديث قصير حول «أي من الفصول هو الأفضل» والسماح للولد بإبداء رأيه لأن ذلك يساعد على ترسيخ المعلومات التي يتلقاها، كما يسمح بتصحيح أي معلومة خاطئة عالقة في ذهنه.
- إستخدام الثناء لتحفيز الولد، فالكلام المشجّع يؤتي ثمارًا جيدة في كل مرة، إذ يدفعه إلى إعطاء أفضل ما عنده، كما ينمّي ثقته بنفسه وبقدراته. وهنا يشدد الخبراء على عدم التحفيز عن طريق الوعود بمكافآت مادية، وإنما بتغذية المشاعر الإيجابية التي تنتاب المرء عند إتمامه عملاً ما.
في المقابل، يحذّر الخبراء الأهل من استخدام العبارات المهدّمة عند حصول تقصير ما، فعبارة «أنت كسول» لن تساعد الولد العاجز في إتمام فرض «التعبير الكتابي»، وإنما مساعدته في مراجعة النص لمعرفة نقاط ضعفه والعمل على تقويتها هو ما يفيده ويدفعه إلى التقدّم.  
- منح استراحة بسيطة بين الدروس، فمن الضروري أن يبتعد الولد قليلًا عن طاولة الدرس بين الحين والآخر لاستعادة نشاطه وقدرته على التركيز. وهنا ينصح الخبراء بإعطائه إستراحة لعدة دقائق يتناول خلالها وجبة صحيّة خفيفة، أو يقوم بأي نشاط جسدي بسيط، على أن يلتزم إنهاء الإستراحة في الوقت المحدّد، بحيث يكون قد استعاد نشاطه الذهني.
- التعاون مع المدرسة لتخطي صعوبات التعلّم، ذلك أن بعض الأولاد يعانون صعوبات أكثر من سواهم في إتمام الواجبات المدرسية، فإذا لاحظ الأهل أن كمية الدروس والفروض تفوق قدرة الولد على استيعابها وإنجازها، يجب مراجعة أساتذته لإيجاد حلّ ملائم.  
- إعطاء الولد السلطة لاتخاذ بعض القرارات المتعلقة بدروسه، فإذا كان لديه رأي مخالف حول كيفية التحضير لاختبار ما، لا بأس في السماح له بتنفيذ الأسلوب الذي يناسبه. فإذا كان رأيه صائبًا، سوف يساعده ذلك في تنمية ثقته بنفسه، أما إذا فشل فسوف يعلّمه ذلك أن يدرس قراراته بشكل جيّد قبل التنفيذ.
  ومن أهم ما ينصح به الخبراء، التعامل مع الأولاد بإيجابية وعدم الضغط عليهم للحصول على نتائج مدرسية أفضل، فالمطلوب دعمهم في مختلف المراحل لمساعدتهم في اكتساب المهارات المطلوبة، لأنه عندما ينتقل التلميذ الى المرحلة الجامعية لن يهتم في ما اذا كانت تقديراته المدرسية في المرحلة الابتدائية «ممتازة» أو «جيدة»، بل المهم أن يكون قد اكتسب المعلومات والمهارات المطلوبة.