وقايا وإرشاد

إنفلونزا الطيور
إعداد: ريما سليم ضومط

«الرعب الطائر» يــواصــــل تــنــقّـــلــــه
لا مبرّر للذعر في لبنان والمراجع المختصة تطمئن وتدعو الى التزام التوصيات والإرشادات


بين موجة الهلع التي تجتاح المواطنين، والتصريحات المطمئنة للرسميين والمعنيين في وزارتي الصحة والزراعة، لا يزال مرض إنفلونزا الطيور هاجساً يرعب عدداً كبيراً من اللبنانيين لا سيما بعد أن دخل الفيروس الأراضي التركية مخلّفاً إصابات مميتة.
أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون عن تطوّر المرض وعن التدابير المتخدة للوقاية منه وللحؤول دون انتشاره. فما الجديد على الساحتين الدولية والمحلية؟

 

خارطة انتشار المرض

مع بداية العام 2006 إنضمت تركيا الى لائحة الدول التي طالها مرض إنفلونزا الطيور، لتصبح سادس دولة تبلّغ عن حالات إصابات بشرية بعد أن سبقتها إلى ذلك كل من الصين، وكمبوديا، واندونيسيا، وتايلاندا، وفيتنام. وإذ أبلغت تركيا عن عشرين إصابة بشرية بينها أربع حالات وفاة، دق ناقوس الخطر في أوروبا والشرق الأوسط، في حين واصلت منظمة الصحة العالمية سعيها لتطويق المرض ومنع انتشاره في مزيد من الدول. ومن ضمن التدابير التي قامت بها تعيين خبراء لمساعدة الدول المجاورة لتركيا، والتي تعتبر في خطر، لتقييم وضعها، وتشمل هذه الدول: سوريا وإيران والعراق وأوكرانيا وجورجيا وأذربيجيان.
من جهة أخرى، تعهدت جهات مانحة بدفع 1.9 مليار دولار لمكافحة إنفلونزا الطيور خلال مؤتمر عقد في بكين خلال كانون الثاني الماضي. وستنفق الأموال على إجراءات للقضاء على الفيروس المتوطّن في الدواجن في مناطق من آسيا.

 

الوضع في لبنان

محلياً، دخل لبنان دائرة الخطر مع اقتحام المرض الأراضي التركية مسجّلا فيها أربع حالات وفاة، غير أن هذا الخطر بات أقل تهديداً بعد أن ولّى موسم عبور الطيور المهاجرة، وذلك كما أكد مدير الثروة الحيوانية الدكتور فضل الله منيّر الذي أشار في حوار مع مجلة «الجيش» الى سلسلة من التدابير إتخذتها وزارة الزراعة بهدف الوقاية ومنع انتقال المرض الى لبنان.
من ضمن هذه التدابير، منع وتحظير استيراد الطيور والدجاج من جميع الدول، وتعيين 16 فريق عمل للقيام بمسح شامل للمزارع اللبنانية يومياً، حيث يأخذون عيّنات منها إلى المختبرات للتأكد من خلوّ الطيور من المرض، إضافة إلى أخذ عينات من المحميات الطبيعية التي تشكّل محطة أساسية للطيور المائية والبرّية العابرة.
وتحدّث الدكتور منيّر عن تعاون ما بين وزارة الزراعة والبلديات على صعيد رصد الطيور، مشيراً الى أنه تم إخضاع عناصر الشرطة البلدية لدورات تدريبية، جرى بموجبها إرشادهم حول كيفية جمع الطيور الميتة في حال وجود أي منها على الطرقات العامة أو داخل الأحياء السكنية.

 

حذار الصيد

من جهة أخرى، ذكر الدكتور منيّر أن لبنان بلد عابر، يجتازه سنوياً ما بين 400 مليون و600 مليون طائر مهاجر، لافتاً إلى ضرورة وجود الوعي عند المواطنين وتعاونهم في إبعاد الخطر، وذلك عبر التزامهم بالتوصيات والإرشادات الصادرة عن وزارة الزراعة وباقي المراجع المختصة، وأبرزها ما يلي:
- الإلتزام بتطبيق قرار منع الصيد لتفادي الاحتكاك مع الطيور المهاجرة.
- عدم تربية الحمام والدجاج البلدي وغيرها من الطيور قرب مزارع الدوجن.
- عدم تنقّل العاملين في القطاع بين مزرعة وأخرى.
- إبقاء الطيور الداجنة داخل الخم، وعزلها بشكل تام عن الطيور البرية بما فيها عصفور الدوري.
- عدم ترك المشارب والمعالف في الهواء الطلق في متناول الطيور البرية، واستعمال مياه نظيفة صالحة للشرب.
- إعلام البلديات فور حصول نفوق في الطيور، وعدم لمس الطيور النافقة.
- الإلتزام بقرار منع الباعة المتجوّلين من بيع الدجاج الحي.
- الإلتزام بقرار منع كش الحمام.
- الإلتزام بقرار منع بيع الطيور الحيّة في الأحياء الشعبية.
- إتخاذ تدابير الأمن البيولوجي (النظافة والتعقيم) في تربية الدواجن.
- التحصين الدوري ضد الرشح العادي مرة كل سنة بعد استشارة طبيب العائلة.
- مراجعة طبيب العائلة فوراً في حال ظهور عوارض غير طبيعية في الجهاز التنفسي.

 

اجراءات وزارة الصحة

في موازاة الحملة الوقائية التي تقوم بها وزارة الزراعة، تستعد وزارة الصحة لمكافحة المرض في حال ظهوره في لبنان، وقد جهّزت لهذه الغاية مختبرات متطورة (rcP) إلى جانب مختبرات منظمة الصحة العالمية، كما قامت بتدريب فريق من الأطباء على إجراء الفحوصات التي تظهر نتائجها في أقل من 12 ساعة. وفي حال تأكد ظهور المرض في مكان ما من لبنان، ستقوم الوزارة على الفور بمتابعة الحالة ونقلها الى أقــرب مــركز مجهّــز مــن أجــل معــالجتها بالأدوية المتوافرة والفعّالة كالـ «تاميفلو» الذي تمتلك منه 6800 جرعة، وذلك بحسب مصادر وزارية.

 

هل نأكل الدجاج والبيض؟

بالرغم من التصريحات المطمئنة للمسؤولين، تنتاب المواطنين حالة ذعر تتجلّى بشكل خاص في امتناع الغالبية عن تناول الدجاج ومشتقاته، بالرغم من العروضات المغرية التي تقدّمها محلات البيع منعاً لكساد منتجاتها. في هذا الإطار يؤكد دكتور فضل الله منيّر أنه يجب عدم تضخيم خطر إنفلونزا الطيور من دون أن يعني ذلك الإستهانة به، موضحاً أن نتائج التحاليل المخبرية تؤكد عدم وجود المرض في لبنان، إضافة إلى أنه لم تسجّل حتى الآن أي إصابة بمرض إنفلونزا الطيور من جراء تناول الدجاج أو البيض، وبالتالي فليس هناك ما يمنع من إستهلاك هذين المنتجين ضمن الشروط الصحية الموصى بها، كطهي الدجاج أو سلقه بحرارة لا تقل عن 70درجة مئوية، وسلق البيض لمدة 15 دقيقة أو قليه بشكل جيد، وعدم أكله نيئاً أو شبه نيء.
وأضاف الدكتور منيّر أن مرض إنفلونزا الطيور لا يشكّل كارثة بيئية وصحية فحسب وإنما أيضاً كارثة إقتصادية، مشيراً الى أن لبنان ينتج ما بين 60 و70 مليون فروج سنوياً وحوالى 600 مليون بيضة، ويعتاش من هذا القطاع 30 ألف عامل و120 ألف نسمة، علماً أن المبالغ المتداولة فيه تتراوح ما بين 800 مليون ومليار دولار أميركي سنوياً.

 

ما هو مرض إنفلونزا الطيور؟
عرف مرض إنفلونزا الطيور لأول مرة قبل مئة عام أثناء تفشيه في إيطاليا. ومنذ ذلك الحين ظهر على فترات غير منتظمة في دول مختلفة.
والمرض كما أشارت «الفاو» في تقرير لها يمكن أن ينجم عن واحد من حوالى 32 عترة مختلفة من الفيروس، كلها من النوع «أ» من عائلة فيروس orthomyxovirus. إلا أن موجات تفشّي المرض الخطيرة كالتي تنتشر في آسيا حالياً تعود الى العترتين H7N1 + H5N1، وهما عترتان شديدتا العدوى، وقابلتان للإنتقال من الطير إلى الإنسان.

 

إنتشار المرض وخطورته
ينتقل مرض إنفلونزا الطيور من بلد إلى آخر عادة بواسطة الطيور المهاجرة - لا سيما الطيور المائية  - الحاملة للفيروس من دون ظهور أعراض المرض عليها وذلك عبر احتكاكها مع الطيور الداجنة من خلال الإفرازات التنفسية واللعاب إضافة إلى البراز والريش.
ويشكّل هذا المرض خطراً على الثروة الحيوانية قد يمتد أثره إلى الإنسان عبر الملامسة والإحتكاك المباشر مع الطيور المصابة.
يبرز الخطر الأكبر لإنفلونزا الطيور عند امتزاج الفيروس الخاص به مع فيروس الإنفلونزا لدى الإنسان، إذ يمكن أن ينتج عن ذلك ولادة فيروس جديد غير معروف وليس له دواء.

 

الوقاية خلال السفر

بغية حماية لبنان من مرض إنفلونزا الطيور، توصي وزارة الزراعة - مديرية الثروة الحيوانية المسافرين باعتماد الخطوات التالية أثناء السفر:
- خلال سفرك تحاشى التجوّل في أسواق الحيوانات الحيّة، ومعارض الطيور الحيّة.
- بعض التذكارات قد تكون مميتة: عند عودتك لا تُدخل إلى لبنان طيوراً حيّة أو لحوم طيور أو بيضاً أو ريشاً.

 

أعراض الإنفلونزا العالية العدوى (H5N1 - H7N2)

تتراوح فترة الحضانة في العدوى الطبيعية ما بين يومين وسبعة أيام وتختلف الأعراض باختلاف شكل المرض، ففي النوع الحاد جداً يحدث موت الطيور فجأة، أما في النوع الحاد فتظهر الأعراض التالية:
- خمول وهمود في الحركة.
- أورام في الرأس والعرف والداليتين.
- نزيف تحت الجلد.
- إحتقان أزرق اللون مع أعراض الرشح العادية ونفوق سريع في الطيور يصل الى 100%.