صحة و وقاية

إنفلونزا الطيور
إعداد: ريما سليم ضومط

لبنان بعيد عن دائرة الخطر

إجراءات الوقاية: حظر استيراد الطيور من الدول الموبوءة وكشوفات دورية على المزارع بعد أوروبا وإفريقيا، بدأت موجة "إنفلونزا الطيور" بالإنتشار في شرق آسيا وجنوبها حيث تم إتلاف 170مليون طير في دول: فيتنام، إندونيسيا، ماليزيا، الفليبين، وغيرها من الدول الآسيوية. لبنان الذي لا يزال "سالماً" بالرغم من تصاعد عدد الدول المصابة في القارة الآسيوية، هل سيبقى كذلك؟ وهل تم اتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون دخول المرض الأراضي اللبنانية؟ أسئلة حملناها الى الطبيب البيطري فضل الله منيّر رئيس مصلحة مراقبة الإستيراد والتصدير والحجر الصحي البيطري في وزارة الزراعة، فكان الحوار التالي.

 

إجراءات وتدابير  

مرض إنفلونزا الطيور ينتشر بسرعة كبيرة في الدول الآسيوية، فما الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تسلله الى لبنان؟ ­

يجب أولاً طمأنة المواطنين أن المرض غير موجود إطلاقاً في لبنان، مع الإشارة الى أن وزارة الزراعة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع دخوله الى أرضنا. فمنذ ظهور الإصابات الأولى في عدد من الدول الأوروبية خلال العام الماضي، حظرت الوزارة استيراد الطيور من هذه الدول، وحين تكررت التجربة في آسيا، وبشكل وبائي، تم اتخاذ القرار 24/1  

الذي يحظّر بأي شكل من الأشكال استيراد الطيور من كل الدول التي يعلن عنها أنها موبوءة. وفي إطار الوقاية المسبقة، قامت مديرية الثروة الحيوانية بتأليف لجان من الموظفين والمساعدين الفنيين البيطريين التابعين لها، وإيفادهم دورياً الى المزارع في زيارات روتينية للتأكد من توافر الشروط الصحية والكشف على سلامة الطيور فيها، مع وضع تقارير عن الأمراض التي يحتمل أن تصاب بها. كذلك، تم الإتفاق مع مديرية الصحة الحيوانية في وزارة الصحة السورية على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع دخول الطيور المصابة الى البلدين. والجدير ذكره أن حظر دخول طيور مصابة الى لبنان مستبعد في الأساس، ذلك أنه يتمتع باكتفاء ذاتي على صعيد الطيور والبيض، بحيث ينتج سنوياً ستين مليون فروج وستين مليون بيضة، كما أنه يحوي سبع ملايين دجاجة بلدية، الى عدد لايحصى من الطيور البرية.

 

تعريف المرض

-ما هو تحديدا مرض"إنفلونزا الطيور"؟

“ H5N1يعود هذا  المرض السريع الإنتشار الى فيروس شديد العدوى يعرف"

يصيب الجهاز التنفسي وتنتقل عدواه عبر الهواء. والملفت أن الفيروس المذكور يتغير بشكل جذري إذا دخل الى جسم ما عن طريق العدوى، فيظهر بصورة سلالة جديدة ليس لدى الإنسان ولا الحيوان مناعة ضدها.

 

- كيف ينتقل المرض من الطيور الى الإنسان؟ ­

أظهرت الإصابات البشرية بإنفلونزا الطيور أن الأشخاص الأكثر عرضة هم ممن كانوا على اتصال مباشر مع الحيوانات الحية المصابة بالمرض، لذا ينبغي على العاملين في المزارع بشكل خاص أن يرتدوا ثياباً واقية متخذين جميع التدابير اللازمة للحؤول دون التقاط العدوى. والجدير ذكره أنه لم يتبين حتى اليوم إنتقال العدوى من إنسان الى آخر في أي دولة من العالم.

 

- هل يمكن أن ينتقل مرض الطيور بواسطة الطعام أو عبر الطيور الوافدة والمهاجرة؟ ­

أفادت منظة الصحة العالمية أن إنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الطعام المحضّر والمحفوظ والمطبوخ، أما بالنسبة الى الطيور المهاجرة، فقد تكون ناقلة للمرض إلا أن هذا الخطر مستبعد في لبنان كون الطيور المريضة الوافدة من أوروبا وإفريقيا ستلاقي حتفها حتماً قبل أن تحط في ديارنا.

 

-ما هي الأعراض التي تظهر على المصابين من طيور وأشخاص؟

 ­ تظهر الأعراض عند الدجاج على شكل إسهال، والتهابات في العينين، وصعوبة في التنفس، ونقص في الشهية، وتراجع في إنتاج البيض، إضافة الى تضخم في العرف والوجه. أما عند الإنسان فيظهر المرض كحمى شديدة يرافقها صداع وآلام وشعور بالتعب والإنهاك يستمر لأيام أو لأسابيع عدة. وإذا كان المصاب من الأشخاص ضعفاء البنية أو المسنين أو الصغار الذين يفتقرون الى جهاز مناعة قوي، يمكن أن تكون الإنفلونزا قاتلة. تجدر الإشارة الى أن فترة حضانة المرض عند الطيور تستمر لمدة عشرة أيام قبل ظهوره، بعدها يمكن للطير أن يعيش لحوالى سبعة أيام أو ثمانية، في حين أن الإنسان يعيش مدة أسبوعين بعد ظهور المرض في حال كانت الإصابة قاتلة.

 

إنفلونزا الطيور... والبشر

ظهرت أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور في هونغ كونغ عام " وقد أصيب يومها H5N1 إثر انتشار وبائي للمرض في المنطقة بسبب فيروس " 18شخصاً بأمراض تنفسية حادة أدت الى وفاة ستة منهم. وفي شباط2003 ، تسبب الفيروس نفسه بحالة وفاة وبإصابتين داخل عائلة كانت قد سافرت حديثاً الى الصين. في العام نفسه تسبب نوع آخر من فيروس إنفلونزا الطيور هو H7N7            

بإصابتين بشريتين حيث أدى انتشاره في هولندا الى وفاة طبيب بيطري وإصابة 83شخصاً بمرض حاد. وكان سبق أن ظهرت إصابتان مماثلتان لدى طفلين في هونغ كونغ عام1999. آخر المستجدات برزت في كانون الثاني2004 ، حين أكدت المختبرات وجود فيروس "H5N1"  لدى البشر في فيتنام، الذي تجلى بمرض تنفسي حاد.

 

 الوقاية داخل المزارع

الوقاية هي الوسيلة الأمثل لإبعاد شبح المرض عن الطيور في المزارع. لذا ينبغي على مربّي الدواجن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تحول دون دخول فيروس الإنفلونزا الى مزارعهم، عبر الخطوات التالية:

-تجنب أسراب الدواجن من التواصل مع طيور برية أو مهاجرة وإبعادها عن أي مصدر مياه قد يكون ملوثاً من قبل الطيور البرية.

- السماح للموظفين الأساسيين فقط ولأقل عدد ممكن من المركبات بدخول المزرعة، وعدم إعادة أو استعارة أي آليات من مزارع أخرى.

- تأمين الملابس النظيفة للعاملين، وتنظيف الآليات والمركبات التي تدخل المزرعة وتخرج منها بشكل دقيق، بما فيها الإطارات والحمولة.

- عدم شراء الدواجن من أسواق غير معروفة للطيور الحية.