ثقافة وفنون

إنقاذ الحوار

” جديد لراجــي عشقــوتـي“

 

كان الحوار بين الناس وما زال من أهم الضرورات التي تحتمها الحياة وتقتضيها العلاقات سواء كانت بين أفراد أو مجموعات أو دول...
الأديـب راجي عشـقوتي يرصـد بألم “حـالة التعثر” التي يمـر بها الحوار في أيامنـا, والذي نادراً ما يسعـفه الحـظ في حـل الأزمات, وهو بسعة اطلاعـه ورهافة إحساسه كأديب وكمربي يغوص في بحث هذه المسألة, مفرداً لها كتابه الجديـد. وهـو في كتابه “انـقاذ الحوار” (الجـزء الثاني عشر من حقائـق في خدمـة وطني)”, يبدو متنبهاً ومنبهاً الى ضرورة بناء جيل يجيد أبناؤه التواصل والتحاور.
الإنقـاذ الذي يسعى إليه عشقـوتي هو “مشروع الخمسين سنة”, واختصاره “تنشئة جيل جديد من الشباب” على يد نخبة لا طائفية, وفي مدارس “لا طائفية”. جيل من الطوائف اللبنانية كلها, يتوصل أن يفهم موضوعياً وكيانياً “حق الوطن” وهذا الحق هو الذي ينقص حوارنا”...
ويتطرق الكاتب الى كيفية تنشئة الجيل المطلوب مشدداً على دور “الكتاب” و”المكتبة البيتية”, ومتناولاً وظيفة الأهل والمربين والأساتذة والمسؤولين والفاعليات الدينية والحزبية والاجتماعية في إعداد الأجيال الناشئة القادرة على إجراء الحوار المطلوب. ويشير أيضاً الى دور التكنولوجيـا وضرورة أخذ المفيد منها “لتربية واعية مدروسـة مبرمجة, تؤدي الى تكويـن مـعرفة قـادرة على نـبذ كل ما يعاكس جوهرهـا, وفي مقدمها الطائفية”. ويؤكد أن التكنولوجيا “مهـما استـهوت الإنسـان باختراعاتـها وأدخلـته الى بساتينها يشمها ويتحراها عطـراً ونكهة, فسيـبقى الحـب الأول للكتـاب”.
ثم يفتـح عشـقوتي ملـف الحـوار في محـطاته الثلاث “الصـدى, الأمل, والمشروع”, مؤكـداً أن الحـوار مطـلب الجمـيع في لبـنان بلا استثناء, مشـيراً الى العراقـيل التي تعـيق مسـيرته ومنهـا الانفعال السلبي, وسـوء الظن بالآخرين, وسيطرة المصلحة الخاصة على المحاورين. ويقدم هيكليـة حوار جديـد “هو من غير طينة هذا الحوار الذي ألفـناه... حوار ينـزرع بذوراً في الصغار, وعلى مـدى نصـف جيل, أكـثر ولا أقل”... مؤكـداً أنـه مـع “أجيالنا” ستتـحقق “الأعجـوبة الوطـنية المعـبأة أصلاً لحـوار لا طائفـي, لإبداع حـل وطـني إنـقاذي, لخـلق لبـنان الجديد”.