- En
- Fr
- عربي
موضوع الغلاف
يُقسم العسكري على أداء واجبه كاملًا وصولًا إلى بذل النفس. وحين يناديه الواجب لا يتردد، لا يتخاذل، بل يوقّع بدمه شهادة الوفاء لقَسَمه.
في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الوطن تقع على عاتق كل عسكري مسؤوليات جمة، وهي لم تعد تقتصر على مهماته العسكرية والأمنية والخدماتية فقط، فجائحة كورونا فرضت عليه أعباء أخرى تحمّلها بكل جدارة. إنهم الآن أمام استحقاق آخر. فالأمن الصحي مسؤولية وطنية أيضًا. والعسكريون مُطالبون بتحمّل هذه المسؤولية كما فعلوا حيال كل المهمات الملقاة على عاتقهم وما أكثرها.
تلقّي اللَّقاح ليس إلزاميًا، لكنه واجب تجاه النفس والعائلة والمجتمع. فمن دونه لن نتمكن من مواجهة الفيروس الشرس، ولن نستطيع حرمانه قوة الفتك وصولًا إلى قتل ضحاياه.
إنّ أخذ اللَّقاح أو الإحجام عن أخذه قرار فردي خاص بكل منا، لكننا بحاجةٍ إلى القرار السليم الذي يحمينا ويحمي مَن حولنا. وإذا استثنينا تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، يمكننا القول إنّ الجيش هو التجمّع الأكبر في المجتمع. وبالتالي يمكننا أن نقدّر مدى أهمية تلقيح العسكريين.
كم من الأشخاص يتحسرون اليوم لأنّ اللَّقاح لم يكن موجودًا من قبل؟ الآن بات اللَّقاح واقعًا. تتسابق الدول للحصول على أكبر كمية منه لتأمين المناعة المجتمعية ضد كوفيد-19، ومحظوظة هي المجتمعات التي يتوافر لشعوبها ما يكفي لتحصينها. تلك هي القضية الآن. أما الشكوك والهواجس فباتت خلفنا بعد أن أكدت الأبحاث أنّ اللَّقاح يمنع ظهور أعراض شديدة تستلزم دخول المصاب إلى المستشفى، وبالتالي فهو يحمي من الوفاة بسبب عدوى كورونا.
سنتلقّى اللَّقاح. وسنلقي خلف ظهورنا كل الأقاويل السخيفة والشائعات. سنستمع إلى لغة العلم والعقل. وسنثق بجهود من أمضوا أيامًا وليالي في المختبرات ليتوصلوا إلى لَقاحات تجابه الوباء الذي أودى بحياة الملايين وأدى إلى خسائر هائلة في الاقتصاد العالمي. لن نستطيع الانتصار على الوباء إلا باللَّقاح، ولكي يكون الانتصار أكيدًا، ينبغي أن نواصل التزام التدابير الوقائية كي لا ننقل العدوى إلى آخرين إذا أُصبنا بها ولم تظهر علينا الأعراض. هذا هو الأهم أما الباقي فتفاصيل، تفاصيل مهمة يساعدنا الاطلاع عليها في اتخاذ القرار السليم.
في ما يأتي من الصفحات كل ما يتعلّق باللَّقاحات، الأسئلة والهواجس، والأجوبة والمعلومات الموثوقة. اطّلِعْ، قرِّرْ، وكُنْ حريصًا على حياتك وحياة من تُحب. أنت أمام مسؤولية وطنية، فمسؤوليتك تجاه الأمن الصحي لمجتمعك تضاهي مسؤوليتك في الحفاظ على وطنك وحمايته من أي خطر!