جيش الوطن

إنّه جيشنا

عشية اعلان المعارضة  انطلاق تحركاتها الاحتجاجية وبدء التظاهرات والاعتصامات في وسط بيروت، عاشت البلاد أجواء التشنج والقلق. الحفاظ على الاستقرار الأمني كان الهاجس الأساسي للّبنانيين. هل ستمر على خير؟ ماذا سيحصل غداً؟ أسئلة رددها اللبنانيون عشية الأول من كانون الأول المنصرم. الجواب أتى واضحاً وحاسماً على لسان قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في التوجيهات التي حملها إلى العسكريين التعميم «رقم 3». فقد دعا العماد سليمان إلى «الجهوزية التامة لأداء الدور الوطني الذي مارستموه الأعوام الماضية، حفاظاً على حرية التعبير، ومنع الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة». بوضوح وحسم، حدد قائد الجيش الأهداف التي على العسكريين التزامها: الحفاظ على أمن المواطن، الحفاظ على أمن المعارضة، والحفاظ على أمن الموالاة. أما آلية تحقيق الأهداف فقد أرسى أطرها قائد الجيش في التعميم ذاته، مؤكداً ان الوطن بحاجة إلى الجيش الذي يتمتع بثقة المواطنين، فالمؤسسة العسكرية بحجم الوطن، والجيش لن يسمح للطرف الثالث أو الطابور الخامس بتعطيل السلم الأهلي أو زعزعة الثقة. أما النقطة التي كانت الأكثر فعلاً في مجال تبديد المخاوف، فكانت تأكيد العماد سليمان، ان الوضع اليوم لا يشبه بأي حال الأوضاع عشية اندلاع حرب 1975، وان قرار الجيش واضح ويقضي بالتدخل لحفظ الأمن للجميع من دون انتظار قرار سياسي جديد... كما ان الاجماع حول دور الجيش الوطني هو التكليف الأقوى شعبياً وشرعياً. الكلام الواضح والحاسم وجد ترجمته على الأرض.

في الأول من كانون الأول، مئات الألوف احتشدوا وتظاهروا، ولم يسجل أي حادث يذكر. استمرت التحركات الشعبية، في بيروت وفي مناطق أخرى وسط أجواء سياسية مشحونة بالتوتر والحدة، لكن المشهد الأمني ظل هادئاً. حصل بعض الحوادث هنا وهناك، وفي أحدها تطور الأمر إلى اشتباك قتل فيه أحد المواطنين وجرح آخرون، لكن تدخّل الجيش السريع والحازم منع تفاقم الأمور. الأيام تتالت، الاعتصامات والتحركات مستمرة، وكذلك الحشود، ونجح رهان اللبنانيين على الجيش ضمانة وصماماً للأمان. مرة جديدة أثبت العسكريون عمق التزامهم وصلابة عزمهم وتصميمهم على صون الاستقرار والديموقراطية والمؤسسات في آن.قد لا يعرف المواطن العادي حجم الجهود والتضحيات التي بذلها العسكريون ويبذلونها في كل لحظة لأداء مهام في ظل الأجواء والظروف السائدة، لكنهم من دون شك يدركون أن ما يحققه الجيش يومياً هو بحق انجاز. عسكريون خارج مراكزهم، في الشوارع والطرقات، لا أماكن تأويهم إلا زفت الساحات وشمس النهار وصقيع الليل. بعضهم تتمركز قطعته جنوباً، أو شمالاً أو بقاعا... مع ذلك لا مجال لتبرّم أو تذمر أو شكوى. الكل يؤدي واجبه ولا يسأل. منذ أيام زار مكاتبنا ضابط تحت قيادته فوج مهامه تغطي رقعة حدودية واسعة. وما كاد يتمركز ويألف عسكريوه مهامهم في منطقة صعبة مناخياً وأمنياً، حتى انتقلت ثلاث من سراياه إلى بيروت للمشاركة في مهام حفظ الأمن. سألناه كيف هي معنويات
«العسكر» في ظل هذه الأجواء، وكيف يؤدون مهامهم في ظل الظروف الصعبة من النواحي كافة. بثقة مطلقة وببساطة أتانا الجواب:
«عسكرنا ما في منّو بالدني». في لحظة تطلب منه الانتقال من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وفي اللحظة ذاتها يكون جاهزاً...
مع هذا الضابط وسواه، نقول: نعم «عسكرنا ما في منّو بالدني».

ا.ن.ت

 

نص التعميم «رقم 3» الصادر عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان

عشية الاستعدادات للتحركات الشعبية، يهمني أن أدعوكم للجهوزية التامة لأداء الدور الوطني الذي مارستموه الأعوام الماضية حفاظاً على حرية التعبير ومنع الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وهذه المهمة تتطلب التضحيات الجسام والجهود المضنية التي تعودتم على بذلها كما تقتضي ما يلي:
* البقاء على مسافة واحدة من الجميع والاستمرار في النهج الذي اتبعتموه في العامين المنصرمين لتحقيق الأهداف التالية:
- الحفاظ على أمن المواطن.
- الحفاظ على أمن المعارضة.
- الحفاظ على أمن الموالاة.
* عدم التردد في التدخل بسرعة لمنع الصدام بين المواطنين أو للفصل بينهم، حتى لو تعرض جنودكم للخطر ورغم عدم كفاية حجم القوى المتوافرة في لحظة حصول الحادث.
* ملازمة العسكريين وافهامهم أن الوطن بحاجة لهم وإن ثقة المواطنين بهم كبيرة، فمؤسستهم هي بحجم الوطن ورفاقهم منتشرون في أرجائه كافة، في سهوله وجباله وأوديته ولن يسمحوا للطرف الثالث أو الطابور الخامس أن يعطل السلم الأهلي أو يزعزع الثقة بالجيش.
* ان الوضع اليوم لا يشبه بأي حال من الأحوال الوضع عشية اندلاع الحرب الأهلية العام 1975، فلا رغبة لدى المواطنين بالاقتتال وقرار الجيش واضح ويقضي بالتدخل لحفظ الأمن للجميع من دون انتظار قرار سياسي جديد، في حين أنه العام 1975 تم تعطيل دور الجيش، كما وأن الاجماع اليوم حول دور الجيش الوطني هو التكليف الأقوى شعبياً وشرعياً.
* ان اجتياز المرحلة الراهنة يتوقف على التزامكم المبادئ والثوابت الوطنية التي مكّنتكم من تحقيق الانجازات الكبرى التي تكللت بعملية الانتشار في جنوب لبنان للدفاع عن الأرض والشعب والكرامة الوطنية، وإنني على ثقة أن فجر الوطن سيشرق مجدداً على أيديكم.

 

حمايةً لحرية التعبير وحفاظاً على الأمن

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه ما يلي:
بتاريخ 2006/12/1، نفذت قوى الجيش تدابير أمنية شاملة في المناطق اللبنانية كافة، وخصوصاً في محيط ساحتي رياض الصلح والشهداء، حماية لحرية التعبير وحفاظاً على أمن المواطنين، وعلى المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة، من دون أن تسجل أية حوادث أمنية. وتتابع هذه القوى مهامها للحفاظ على الأمن، ولإبقاء مختلف الطرقات العامة سالكة أمام حركة المواطنين. وبتاريخ 2006/12/3، حصل بعض مظاهر الاحتجاج في عدد من المناطق اللبنانية ترافقت مع أعمال شغب أدت إلى وقوع إصابات بين المواطنين. على الفور تدخلت قوى الجيش وعملت على ضبط الوضع والسيطرة عليه، وقد أوقفت عدداً من المشاركين في هذه الأعمال.