مناسبة

إيد بإيد منرجّع فرحة العيد
إعداد: ليال صقر الفحل

في أجواء من الفرح والامتنان، اجتمع حوالي 300 من أبناء العسكريين الشهداء من مختلف المناطق اللبنانية في احتفال مركزي بالأعياد المجيدة، أقامه جهاز الرعاية والشؤون الاجتماعية للعسكريين القدامى في نادي الرتباء المركزي في الفياضية،  وذلك بحضور السيدة نعمت عون عقيلة قائد الجيش، وعدد من الضباط. جاء هذا الحدث ليؤكد التزام المؤسسة العسكرية رعاية عائلات الشهداء وتقدير تضحياتهم، من خلال أنشطة متنوعة وأجواء مفعمة بالألفة والبهجة، تُعيد البسمة إلى وجوه الأطفال وتخفف من وطأة الحزن الذي خلّفته خسارة أحبّاء لهم.

تحت شعار «إيد بإيد منرجّع فرحة العيد»، عكس الاحتفال رسالة تضامن وأمل، في ظل التحديات التي يواجهها الوطن.

وصل المدعوون في الوقت المحدد  للاستمتاع بمجموعة من العروض الغنائية والموسيقية والترفيهية وسط تفاعل حماسي من الأطفال. كما شهد الحفل عرض مسرحية ميلادية جذبت الأطفال الذين تجمّعوا لمشاهدتها.

بدوره، أضفى الساحر جينو جوًّا من الحماسة للحاضرين بألعاب الخفّة التي تضمّنت مشاركة بعض أبناء الشهداء. ومن بعدها كان توزيع هدايا مناسبة لكل فئة عمرية، لينضم على أثرها الأولاد، مع من يرافقهم، إلى مأدبة غداء.

 

”إيد بإيد“

شعار هذه السنة «إيد بإيد منرجّع فرحة العيد» مستوحى من الوضع الذي مرّ به لبنان خلال الفترة الأخيرة بعد الحرب، وفق ما أشار رئيس جهاز الرعاية والشؤون الاجتماعية للعسكريين القدامى العميد الركن جهاد مرعي. وإذ رحّب بالمدعوين متمنيًا أن يحمل العام القادم الخير والأمان للبنانيين، أكّد أنّ إقامة النشاطات لعائلات الشهداء مهمة نبيلة وأولوية لدى قيادة الجيش مهما كانت التحديات، وهي رسالة وفاء من المؤسسة العسكرية للشهداء الأبطال. كذلك، نوّه العميد الركن مرعي بأنّه لا قيامة للبنان إلّا إذا كنا متضامنين يدًا بيد ومتّحدين حتى نعيد فرح الأعياد وفرح نهوض الوطن. وختم متوجهًا إلى أبناء الشهداء: «رغم الظروف الصعبة أنتم مستقبل هذا الوطن، والجيش متّكل عليكن وناطركن.»

 

تكريم وتسليم دروع

كُتُب شكر ودروع تذكارية قُدّمت باسم العماد قائد الجيش، لكل من أسهم في إنجاح هذا العمل، ومن بينهم: السيد هاني شيت، رئيس البعثة العسكرية الإيطالية الثنائية في لبنان (MIBIL) COLONEL MATTEO VITULANO، مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، جمعية DT CARE، الساحر رائد أبو مراد (جينو)، ANIMATION KIIDWII، WALID WEDDING PLANNER و«زفة مجد لبنان».

 

إكرامًا لمن ضحّوا

عسكريو جهاز الرعاية كانوا كالعادة في الخدمة، يهتمّون بالأطفال، يعاونون من يطلب المساعدة، ويؤمّنون طلبات الجميع بتفانٍ ومحبة إكرامًا لمن ضحّوا بدمائهم لكي يبقى الوطن مرفوع الرأس. نجومٌ جديدة زيّنت سماء الوطن بشهادتها مع نهاية هذا العام، ربما لم يشارك أبناؤهم في احتفالات هذه السنة، لكنهم سيشاركون في المناسبات القادمة وينضمون إلى هذه العائلة الجامعة ويزيّنون بمشاركتهم الاحتفالات.

 

أجواء فرح وبهجة

عكست وجوه الأطفال المشاركين فرحة غامرة بالاحتفال. من بين هؤلاء، فاطمة وبهيجة، ابنتا العريف الشهيد حسين شريتح، إذ كانت البهجة تعلو مُحيّاهما فيما كانتا تركضان وتلهوان رغم محاولة والدتهما إبقاءهما بالقرب منها، فوضى بسيطة تعكس ارتياح الفتاتين وجو المرح والألفة الذي ساد المكان.

وفي مشهدٍ مشابه، كانت البهجة تزيّن محيّا راما ابنة الجندي الشهيد خالد أحمد التي حضرت مع والدتها من المرج البقاعية للاحتفال بالعيد، شأنها شأن سيرين ابنة الرقيب الأول الشهيد جول قزي، وإياد وتاتيانا وتيم أبناء المؤهل الأول الشهيد كمال حماد وتوفيق وأنطوني وإيلاي أبناء المؤهل الأول الشهيد فيكتور عازار، وسواهم ممن حضروا من مناطق قريبة وأخرى بعيدة، للمشاركة في فرحة العيد.

هؤلاء الصغار هم أبطال أبناء أبطال. أبطال بعزيمتهم والفرح الذي يملأ عيونهم رغم قساوة الموقف... ويبقى الأمل معلقًا بمؤسسة لم تنسَ من ضحّوا بدمائهم في سبيل قيامة الوطن، وهي باقية على العهد لصون كرامة أبناء الشهداء وضمان مستقبلهم مهما اشتدت الصعاب وحلُك السواد.