محطات

ابتسم... يكفي التجهم في السما
إعداد: جوزف نعمه

لا تكلّف الابتسامة شيئًا، لكنّ مردودها كبير.
فهي تثري من يتلقّونها، من دون أن تكون بالضرورة سببًا لإفقار من يعطونها.
الابتسامة تدوم لحظة، لكنّ ذكراها قد تكون أبدية.
مهما يكن من أمر من يملك الغنى الكافي ويعيش في بحبوحة ورخاء، فإنّه لا يستطيع الاستغناء عنها، وينطبق هذا الأمر أيضًا على من هم أقل غنىً ويسرًا، لأنهم يستحقّونها ويشعرون دائمًا بأنّهم في حاجة ماسة إليها.
الابتسامة تؤمّن السعادة والدفء حيثما تقيم، وتشكّل دعمًا أساسيًا لذوي الأعمال والمستثمرين على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم، وهي إلى ذلك، تُعتبر العلامة الفارقة في مفهوم الإنسان للصداقة ونظرته إليها.
أضف إلى ذلك أنها تؤمّن الراحة والسكينة للمتعبين، وللقلقين على حاضرهم ومستقبلهم، كما أنّها تمدّ الشجاعة والإقدام لمن هم بحاجة إليهما.
وهي بالتالي لا يمكن أن تُشترى أو تُباع أو تُعار أو تُكسب، لأنّ قيمتها تكمن في اللحظة التي تُعطى فيها.
وإذا صودف أنكم قابلتم إنسانًا فقد معنى الابتسامة وأضحى العبوس أو التجهّم ميزانًا لتعاطيه مع الآخرين، فكونوا متسامحين معه وأسخياء، بإعطائه ابتسامتكم من دون تردّد أو خوف، فلا أحد يشعر بحاجته إلى الابتسامة، أكثر من الذي لم يعد بمقدوره إعطاؤها للآخرين.
ويكفي أخيرًا ما يحوط الانسان من متاعب وهموم وأحزان... ولنتذكّر ما قاله شاعرنا الكبير إيليا أبو ماضي في هذا المجال:
«قال: السماء كئيبة وتجهّما 
قلت ابتسم يكفي التجهّم في السما».