اخبار ونشاطات

احتفال السفارة الاسترالية بذكرى الشهداء
إعداد: نينا عقل خليل

أقامـت السفارة الاستراليـة في لبـنان احتفـالاً لمناسـبة ذكرى الشهـداء الاستراليـين الذين قضـوا خلال المعارك التي شاركت فيها استراليا في الحرب العالمية الأولى، وذلك في مدافن دول الكومنولث في قصقص - بيروت.
حضرت الاحتفال السفيرة الاوسترالية ستيفاني شوابسكي، كما حضر ممثل قائد الجيش العماد سليمان، العميد الركن علي جابر قائد منطقة بيروت، وموظفو السفارة وأعضاء من الجالية الاسترالية، إلى عدد من المسؤولين اللبنانيين والدبلوماسيين.
وألقت السفيرة شوابسكي خلال الحفل كلمة ذكرت فيها بالجنود الذين سقطوا في تلال لبنان وسوريا وتحديداً الجنود الاستراليين والنيوزيلنديين الذين قتلوا في الناقورة، ومرجعيون، وجزين، وصيدا، والدامور، وغيرها في العام 1491.
وتخـلل الاحـتفال أيضـاً وضـع اكالـيل على ضريـح أحـد الجنـود، كـما عزفـت موسيقى الجيـش معزوفـة استرالية، في حين أنشـد طـلاب مـن مدـرسة سـان ايلي - البتـرون اغنـية استرالـية تقلـيدية من وحي المناسبة.

 

حفل تخريج الدورة السابعة والعشرين لقائد كتيبة

ممثل قائد الجيش 

كونوا على قدر ثقة وتقدير المواطنين لدوركم

فبذلك نحفظ هذا البلد ويبقى لنا ولأبنائنا وطن

في ختام أربعة أشهر ونيّف من المثابرة والتحصيل العلمي، تخرّج ضباط الدورة السابعة والعشرين لقائد كتيبة في كلية القيادة والأركان ضمن حفل حضره قائد الكلية العميد الركن محمد عباس ممثلاً العماد قائد الجيش، والضباط المدربون وضباط الكلية.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت تلاوة النتائج النهائية للدورة، فتلاوة لائحة الشرف وتهنئة طليع الدورة المقدم الركن الطيار نزيه عقيقي.
بعد تسليم الشهادات للضباط المتخرجين، جرى تبادل الدروع بين قائد الكلية وطليع الدورة، ثم ألقى العميد الركن عباس كلمة للمناسبة قبل توقيعه السجل، وختاماً أقيم حفل كوكتيل حضره جميع المشاركين.
وللمناسبة، ألقى ممثل قائد الجيش الكلمة الآتي نصها:
الضباط الحضور، أيها الضباط المتخرجون
أربعة أشهر ونيف مضت على وجودكم في كلية القيادة والأركان، ثابرتم فيها على التحصيل وحصدتم من نتائجها ثمرة ما زرعتم من جهود. إن الجدية والمثابرة التي تحلت بها هذه الدورة بالرغم من ظروفها، والجهد والعطاء الذي بذله المدربون أفضيا إلى النتيجة الممتازة التي حصلتم عليها.

 

أيها الضباط
ان قيادة الجيش حرصت على الدوام أن توفر الفرصة لكل ضابط ليتابع كل الدورات الضرورية لتأهيله للقيادة على كل المستويات، ومنها بالأخص دورة قائد كتيبة، التي أصبحت دورة الزامية لأهميتها كمرحلة انتقالية للضباط بين قيادة الوحدات الصغرى والوحدات الكبرى، ولتأهيله ومساعدته لمتابعة دورات الأركان. وان القيادة تشدد على أهمية هذه الدورة بالتحديد وسيكون لها مع باقي الدورات الكلمة الفصل في تقدّم الضابط وترقيته واستلامه للوظائف الرئيسية.
 

أيها الضباط
تأتي مناسبة تخرجكم في وقت يشهد فيه لبنان انقساماً حاداً في المواقف السياسية كنا أشرنا إليها خلال حفلة تخريج رفاق لكم في الدورة 62 قبل حوالى الستة أشهر. وتسارعت الأحداث بعد المحاولة الآثمة لاغتيال النائب مروان حمادة لتبلغ مداها الأوسع بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فازدادت الانقسامات وحصل التوتر في البلد بين موالاة ومعارضة وما بينهما، وزاد نبض الشارع فسيّرت مظاهرات وحصلت تجمعات شعبية ضخمة وارتفعت أصوات، وتعالت خطابات الشحن الطائفي والغرائزي، يريد كل طرف فيها تسجيل نقاط لصالح فريقه ولو على حساب لبنان، وازدادت التدخلات الأجنبية في الشؤون اللبنانية وفق عقيدة مبتدعة تقوم على «مبدأ التدخل الديمقراطي» أي حق التدخل في أي بلد يريدون تحت عنوان نشر الديمقراطية! والكل يعلم أن الهم الديمقراطي ليس همّهم وهو ليس العنصر المتحكم بالسياسات الخارجية لهذه الدول، فهي ترتبط بعلاقات وثيقة مع دول في المنطقة لم تعرف الديمقراطية إليها طريقاً. في استنتاج أكيد أن درجة التطلب الديمقراطي يعلو بمقدار ابتعاد أنظمة سياسية معينة أو مخاصمتها لسياسات هذه الدول وبالأخص السياسة الأميركية.
 

أيها الضباط
ان التطورات المتسارعة التي حصلت خلال الأشهر الماضية جرت بوتيرة أسرع من امكانية اللحاق بها أو استيعابها من قبل الطبقة السياسية، وأحدثت انقلاباً عاماً في المزاج الشعبي كان من تداعياته ان اتخذت القيادة السياسية في سوريا الشقيقة قرارها الحازم والمسؤول بسحب جيشها واستخباراتها من لبنان.
في ظل هذه التحولات الجذرية على المستويين السياسي والشعبي، برزت مسلّمات راسخة في وجدان عامة الناس وهو الاقتناع العميق بالتعايش السلمي، وعدم التفكير بالعودة حتى بالذاكرة إلى سني الحرب المشؤومة. إن هذا الأمر يفترض التزام القيادات والمرجعيات على اختلاف توجهاتها بالابتعاد عن محاولة شحن النفوس واستيلاد الغرائز، واللجوء إلى طي الخلافات السياسية بالحوار وعبر اعتراف كل طرف بالطرف الآخر.
 

أيها الضباط
أمام هذا الواقع وفي هذا المناخ المتلبّد، يبرز دور الجيش، المؤسسة التي يلتف حولها جميع اللبنانيين ويثقون بقدرتها، وصوابية وحكمة ومواقف قيادتها، هذه المؤسسة التي ما فتئت تبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، والتي بجهودها ستنقشع الغيوم السوداء التي غطّت سماء لبنان منذ أشهر، وهي القادرة - رغم الأصوات المشككة بقدرتها - على القيام بواجباتها مهما كان عديدها وعدتها، وقدرتها نابعة من التفاف اللبنانيين بمختلف توجهاتهم حولها وثقتهم بدورها.
إن الجيش اللبناني سيبقى دائماً وأبداً جاهزاً للرد على الاعتداءات الاسرائيلية وسيبقى سنداً وظهيراً للمقاومة، وبحفظها يُحفظ لبنان، وهي ستبقى خيارنا الاستراتيجي حتى تحقيق السلام الشامل والعادل، وان العدل والانصاف والروح الوطنية، يقتضي إبعاد المقاومة عن المشاحنـــــــات السياسيــــــــة وتسجيل النقاط، مع التشديد على وجوب أن يتم الحوار بشأنها في لبنان وبين اللبنانيين أنفسهم وعلى قاعدة حفظ دورها بالشكل الأنسب والصالح لحماية لبنان وعدم التفريط مجاناً بأوراق القوة التي تمثلها.
 

أيها الضباط
إن الجيش اللبناني لن ينسى من سانده وأيّده وعضده وشدّ أزره يوم عزّ المؤىد والنصير، عنيت الجيش العربي السوري الشقيق، ونؤكد من هنا أمام نخبة من قادتنا وضباطنا أن الجيش سيبقى سنداً وحامياً لخاصرة سوريا ووفياً للجيش العربي السوري مهما تغيرت الظروف وادلهمت الأجواء.

 

أيها الضباط
لا يرادونّكم في أي يوم الشعور بالضعف قياساً على الامكانيات المحدودة التي تملكونها، فالإصرار والتصميم والتضحية والتسلح بالوعي والمعرفة والتمسك بالثوابت الوطنية، وترسيخ وتوثيق العلاقة مع مواطنيكم، ستمنحكم القوة الكافية لحفظ استقرار وأمن البلد من جهة، وردع العدو عن التعدّي على بلدكم من جهة أخرى.
كونوا على قدر ثقة القيادة بكم، وكونوا محل ثقة وتقدير المواطنين لدوركم فبذلك نحفظ هذا البلد ويبقى لنا ولأبنائنا وطن.

 

عشتم
عاش الجيش
عاش لبنان