تخريج

احتفال تخريج دورة الأركان الثانية والثلاثين
إعداد: روجينا خليل الشختورة

رئيس الأركان: ليطمئن اللبنانيون فإيمانهم بجيشهم في محله


ترأس رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك ممثّلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون احتفال تخريج دورة الأركان الثانية والثلاثين، في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان. ضمّت الدورة ضباطًا من الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، وآخرين من البرازيل ومن جمهورية مصر العـربية وجمهورية السودان ودولة الكويت.

 

حضر الاحتفال عدد من السفراء والملحقين العسكريين وممثلي قادة الأجهزة الأمنية والجامعات الوطنية والإدارات الرسمية، ووفود عسكرية من بلدان الضباط المتخرجين، إلى جانب قائد الكلية العميد الركن الطيار بسام ياسين وضباط الكلية والأساتذة، إلى الضباط المتخرجين وعائلاتهم.

 

في سجل الشرف
بعد النشيد الوطني اللبناني، تلا العقيد الركن محمد بيطار رئيس قسم التحضير والدراسات في الكلية، قرار منح ضباط الدورة لقب ركن، بدءًا بتهنئة قائد الجيش لطليع الدورة الرائد مارون طنوس، ولكلّ من العقيد أنطوان شديد والعقيد فؤاد عبيد اللذَين صُنّف بحثهما في المرتبة الأولى بين البحوث الفردية التي أعدها ضباط الدورة.
أعقب ذلك تلاوة تهنئة قائد الكلية لكلّ من الرائد الأركان حرب محمد كامل شيبه حسن هندي من الجيش المصري والذي صُنّف في المرتبة الأولى بين الضباط العرب والأجانب، والمقدم الركن مجذوب حسن عبدالله أحمد من الجيش السوداني والذي صُنّف بحثه الأول بين الضباط العرب والأجانب، والعقيد أنطوان شديد المصنّف في المرتبة الثانية والعقيد أمين فلاح في المرتبة الثالثة بتقدير ممتاز. وأُدرجت أسماء الضباط المصنّفين في الربع الأول من الدورة على سجل الشرف في الكلية.

 

رئيس الأركان
استهلّ رئيس الأركان كلمته متوجّهًا إلى المتخرّجين بالقول: أنتم تقطفون ثمار الكدّ والمثابرة، وفي عيونكم بريق الفرح والاعتزاز، تستشرفون الغد المشرق لتمضوا قدمًا نحو مزيد من الإنجازات، ولترفدوا مؤسستكم بكفاءات وطاقات متجددة، مساهمين في تطوّرها ورفعة شأنها. فهنيئًا لكم في يوم تخرّجكم الذي يبعث فينا جميعًا الثقة والاطمئنان على مستقبل الوطن، من خلال إرادة ضباطه التوّاقين إلى الرقيّ وخدمة الوطن بكل مسؤولية وإخلاص.
وتابع: إنّ المتأمّل في العلاقة بين القائد ومرؤوسيه يرى أنّ صحّة تقديره لظروف تنفيذ المهمة، وسلطته على مرؤوسيه وحُسن إدارته لوحدته، كلّها خصائص قيادية مهمّة تتعزّز وتترسّخ كلّما ارتقى هذا القائد في درجات العلم، وثابر على تطوير مؤهلاته الفكرية.
وأضاف:... لا شك في أنّ استحقاقكم لقب ركن، مقرونًا بسنوات الخبرة في مختلف الوحدات، كفيل بجعل الضابط القائد أكثر قدرة على صنع القرار، والإشراف على تنفيذه في أي ظرف من الظروف، وصولًا إلى النجاح في تنفيذ المهمة والنصر في المعركة.
ثمّ توجّه إلى الحاضرين، وقال: في خضمّ الأزمات المتلاحقة والتقلبات الكبرى التي تعصف بمنطقتنا العربية، يستمر الجيش على عهده ووعده في الدفاع عن لبنان وتحصينه من الأخطار المحيطة به، سواء من مخططات العدو الإسرائيلي أو من مخططات الإرهاب وفكره الهدّام، ولكن ليطمئنّ اللبنانيّون إلى أن إيمانهم الثابت بجيشهم في محلّه، وهو كما حقق الانتصار تلو الانتصار، سيحبط أي مخطط معادٍ يستهدف وطننا وتاريخنا وحضارتنا ووحدتنا ورسالة عيشنا المشترك. فالجيش قوي بتماسكه وشجاعة رجاله واستعدادهم اللامحدود للتضحية.
ختامًا، عاد وخاطب المحتفى بهم قائلًا: إنّ قيمة القائد تكمن في مقدار ما يضيفه إلى وحدته منذ تسلّمها وحتى مغادرتها ونقل الراية إلى خَلَفه. فاجهدوا لتكونوا قيمة مضافة إلى وحداتكم، وعامل قوّة في مؤسستكم، لتزداد صلابة ومناعة، وتبقى الحصن الحصين لوطننا وعنوان كرامته، التي هي أمانة لا ينهض بها إلاّ الأشداء المخلصون.
باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون أجدّد التهنئة لكم ولعائلاتكم جميعًا، وأخصّ رفاقنا من الأجهزة الأمنية اللبنانية، والدول العربية والأجنبية الصديقة الذين أغنوا خبرات رفاقهم بتجاربهم. كما أشكر الضباط والأساتذة المدرّبين في هذا الصرح الأكاديمي الرائد على كل ما بذلوه من جهد وعناية لتكون النتائج على مستوى الانتظار والتطلعات.

 

قائد الكلية
بدوره، رحّب قائد كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان العميد الركن الطيار ياسين بالحاضرين، ثمّ توجّه إلى المتخرجين فقال: تتركون اليوم هذا الصرح، حاملين ما اكتسبتموه من معارف وعلى صدركم شارة الأركان، فافخروا بما أنجزتم فقد كنتم متفوقين في ما أديتم، ونتائجكم عكست هذا التفوق، إذ حقق ربع الدورة نتيجة ممتاز وهذا دليل كبير على تميز هذه الدورة على الكثير من مثيلاتها التي سبقت، وقد أثبتم من خلال الممارسة أنّكم تتمتّعون بروح الفريق وأنّ التنافس الإيجابي في ما بينكم لم يفسد في الود قضية، فكنتم جميعًا رفاق سلاح يجمعكم هدف إنهاء الدورة بتفوق ونجاح وهذا ما نشهد عليه.
وتابع: حافظوا على الصداقة، وقد كان بينكم ضباط عرب وأجانب تميزوا بانضباطهم وتعاونهم، وأغنوا النقاشات من خلال مداخلاتهم المثمرة، وإني باسمكم أتقدم من دولهم بجزيل الشكر على انتقائهم لمتابعة الدورة...
وختم قائلًا: سيكون للجيش كلية جديدة وهي كلية الدفاع الوطني التي وعد العماد قائد الجيش بإنشائها، وسيكون لبعض الخريّجين من هذه الدورة مستقبلًا فرصة لمتابعة دورة فيها، وإني أعد بوضع الإمكانات المتوافرة في كليتنا جميعها في خدمة إنشائها. أشكر حضوركم جميعًا وخصوصًا عائلات ضباطنا الخريجين، لما أمّنوه من مؤازرة ودعم لشركاء حياتهم حتى انصرفوا وكرّسوا وقتهم للدورة...

 

طليع الدورة
كلمة الضباط اللبنانيين في الدورة ألقاها طليعها الرائد مارون طنوس الذي قال: «أقف أمامكم اليوم متحدثًا باسم زملائي ضباط دورة الأركان الثانية والثلاثين وينتابني شعور بالفخر والفرح معًا. الفخر لوقوفي على منبر أعلى صرح أكاديمي عسكري في لبنان، لإلقاء كلمة الضباط المتخرّجين، أمّا الفرح فهو لنيلي مع سائر زملائي، لقب ركن كقيمة مضافة تكسبنا بعدًا فكريًا عسكريًا وثقافيًـا، هـو الأهـم بين أبعادهـا الأخـرى.
فعلى مدى أحد عشر شهرًا كاملة قضيناها في هذه الكلية، غرفنا العلم والمعرفة من دون حدود، وتبادلنا مع مدربينا الأداء والخبرات، وتناقشنا طويلًا وبعمق في جلسات وحلقات دراسية، سبرنا من خلالها أعماق النظريات الاستراتيجية والتكتية، وتطبيقاتها العملية وميادين وظروف استخدامها، إذ خرجنا من الدورة في نهاية المطاف، بلغة واحدة جديدة وموضوعية...
وإذ شكر قيادة الجيش وقائد الكلية ومعاونيه والمدربين، توجّه بالشكر أيضًا إلى الزملاء الخريجين...».

 

الضباط العرب
أما كلمة المتخرجين العرب والأجانب، فألقاها الرائد الأركان حرب محمد كامل شيبه حسن هندي من الجيش المصري، فقال: ...إنّه لمن دواعي فخري وسروري أن أقف كأحد خرّيجي دورة الأركان الثانية والثلاثين... إنّه يوم طالما انتظرناه بعد وقت طويل من الجهد والعرق والسهر، حصدنا فيه العلم والمعرفة والثقافة العظيمة وتعلمنا فيه العمل بروح الفريق في وسط من التنافس الشريف.
من هذا المنبر أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لقيادة الجيش اللبناني على إتاحة هذه الفرصة العظيمة لنا لنكون من خريجي هذا الصرح العلمي الكبير.
والشكر ممدود لقيادة كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وجميع القائمين على الدورة من ضباط وأساتذة جامعيين...
وإلى رفاقي وزملائي في الدورة أقول: كنتم نعم السند، فقد أنرتم لنا الطريق بدعمكم وتعاونكم وإخلاصكم طوال فترة الدراسة وأظهرتم معدنكم وأصلكم النبيل ونحن نحمل لكم هذا الجميل ما حيينا...

 

في الختام... نخب ودروع
بعد الكلمات، تمّ تبادل الدروع بين قائد الكلية وطليع الدورة، وتوجّه اللواء ملّاك إلى المنصة مسلّمًا كلّ ضابط شهادته، ومن ثم وقّع السجل الذهبي الخاص بالكلية.
وختامًا، صورة تذكارية وكوكتيل وتبادل أنخاب.