أخبار ونشاطات

احتفال تكريم رئيس المحكمة العسكرية السابق العميد الركن ماهر صفي الدين
إعداد: نينا عقل خليل

أقامت المحكمة العسكرية الدائمة حفل غداء تكريمياً لرئيسها السابق العميد الركن ماهر صفي الدين، لمناسبة إحالته على التقاعد وتكريماً لجهوده التي بذلها طيلة فترة خدمته.
جرى الاحتفال في الفندق العسكري المركزي - مونرو، بحضور كل من: معالي وزير الدفاع بالوكالة الاستاذ يعقوب الصرّاف، معالي وزير العدل الدكتور شارل رزق ممثلاً بمدير عام وزارة العدل القاضي انطوان خير، النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، رئيس التفتيش القضائي القاضي محمد علي عويضة، رئيس رابطة قدامى القضاة القاضي نصري جميل لحود، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن نزار خليل وحشد كبير من القضاة وكبار الضباط.
بعد النشيد الوطني اللبناني، القيت كلمات بالمناسبة.

 

كلمة القاضي جان فهد

مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية قال في كلمته:
«يصعُب الكلام عليّ اليوم ويهون.
يصعب لأن الكلام في الرجال الرجال مهما أجاد وأصاب يبقى مقصّراً.
ويهون لأن قلبي يزخر بتعابير المحبة وعقلي تتزاحم فيه معاني التقدير والتكريم.
يصعب عليّ الكلام في العميد الركن ماهر صفيّ الدين لأنني عرفته عن قرب، فاكتشفت فيه العسكري الصلب والقاضي الحازم والإنسان الإنسان. فتراني أحار من أين أبدأ، وأخشى إن اقتصدت أن لا أفي الرجل حقه، وأخشى إن استرسلت أن أطيل.
ويهون عليّ الكلام فيه لأن الصيد في بحر اللآلئ سهل ووفير. فهو سيّد من أسياد القوم في السّلالة والفعل. وهو من مقلع الجيش، ربيب الشرف والتضحية والوفاء. وهو على قوس المحكمة مثال في الجرأة والحزم، يجمع بين العدل والرحمة، ويزاوج بين الحكمة والقانون.
ضابط في سلاح الطّيران، مجاز في إدارة الأعمال، يتسلّم رئاسة المحكمة العسكرية الدائمة، فيغنيه عن إجازة الحقوق ذكاؤه الحادّ، ورغبته في التعلّم، واجتهاده في التفتيش والتنقيب، فيغدو في زمن قصير مرجعاً في القضاء العسكري يجاري رجال القانون قُدرة ومعرفة.
وكان لي شرف التعاون معه خلال السنتين الأخيرتين من خدمته، وكم من قضيّة شغلتني وطرحتها عليه فوجدت عنده الجواب الصائب والحلّ الأمثل.
وقد شاءت الظروف أن تشهد الفترة التي أمضاها في رئاسة المحكمة العسكرية، ملفات كثيرة خطيرة وشائكة فتصدّى لها مع مستشاريه، رغم صعوبتها، بشجاعة وحزم، وحكمة ورحمة. آل على نفسه أن يشهد للحقّ ويقيم العدل مهما كانت الصعوبات والمعوقات. فما عرف المحاباة ولا رضي المساومة، ولا خاف من مواجهة قضيّة.
وبقدر ما كان قويّاً حازماً وموضوعيّاً في عمله، فقد كان رقيقاً شفّافاً عاطفيّاً في علاقاته. فهو صاحب الروح المرحة وهو الجليس الأنيس والصديق الصّدوق.
وإنّنا نجتمع اليوم في حفل تسليم وتسلّم تنتقل خلالها الأمانة من خير سلفٍ الى خير خلف. ولم نكن بحاجة الى وقت طويل لنكتشف ما يتمتّع به العميد الرّكن نزار خليل من مزايا وقدرات وقد قال شاعرنا سعيد عقل «يُقرأ الفجر من غيوم العشايا». وإذ نتأمّل الفترة القصيرة التي عرفناه فيها نقرأ المستقبل زاهراً مجيداً فنُهنّئ أنفسنا ونسأل الله أن يوفقه مع مستشاريه في إحقاق الحقّ وصون العدالة».

 

كلمة القاضي طربيه رحمه

رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طربيه رحمه قال:
«قبل سنوات سبع ويزيد، أطلّ علينا العميد الركن ماهر صفي الدين، ضابطاً بشوشاً، مملوءاً بالحيوية والعزم والعنفوان، ممهوراً بتلويحة الأرز وصلابة الجنوب. وسرعان ما تكشف الإسم عن المسمّى، فتجلّت مهاراته الملفتة على كل صعيد، وبأبهى حللها والأشكال...
لوى على الملفات بشغفٍ وشوق فضاق به نهاره مضروباً بليله، وكأن الأربع والعشرين قليلة...
إقتحم الصّعاب بشمول نظر وثقة بلوغ، فبدت له القوانين: بهاءً على شريعة، وضمادة على جرح، وحدباً على استغاثة وهزّة في كيان.
ترأس المحكمة العسكرية الدائمة، في مرحلة شهد خلالها القضاء العسكري، سيلاً من الملاحقات الجنائية، تناولت آلاف المتّصلين بالعدو الاسرائيلي وعملائه لا سيّما بعد تحرير الجنوب من دنس هذا العدو، فعالجنا معاً تلك الملاحقات - كلٌ في مجاله - بمنتهى العدالة والحكمة مع زملاء لنا أعزاء أكفاء، وإن التاريخ والزمن الآتي سيكونان أصدق شاهدين على هذه العدالة وتلك الحكمة...
عرف أن بعض العطاء من القلب، وبعضه الآخر من العقل، فسخا بالاثنين معاً، وإذا تنادينا في يوم تكريمه، تأكيداً منّا على عطاءاته، فإنما تنادينا لنكرّم أنفسنا أيضاً، برجل لبس الجرأة والمعرفة وتسربل بالشجاعة والشرف...
إن هذا الرئيس، خلفه في مهماته، عميدٌ ركنٌ صنوٌ له في المهمة والبذل والمناقبية، إنه الرئيس نزار خليل الذي بشّرت مواسمه النديّة باكراً بوفير الغلال، وهنيئاً لنا بالاثنين...».

 

كلمة العميد الركن علي جابر

قائد منطقة بيروت العميد الركن علي جابر وجّه كلمة جاء فيها:
«ماهر، عرفته ماهراً في جميع الوظائف والمهام السابقة والتي عملت معه في بعضها... خصوصاً في المديرية العامة للإدارة.
وعرفته المحكمة العسكرية ماهراً ودقيقاً في دراسة الملفات... حيث أظهر وبسرعة، وفي الأيام الأولى لاستلام رئاسة المحكمة، خبرة لافتة وقدرة ملحوظة على إدارة جلساتها... وأضفى عليها نكهة مميزة.
كان حاضراً... جاهزاً... لاذعاً... ساخراً... وديعاً... ولكنه كان دائماً إنساناً... ضميراً على قوس المحكمة...
ولطالما ترافقت أصداء قرارات المحكمة العسكرية مع أصداء ضحكات العميد ماهر صفي الدين الرنانة، التي كانت تلطف من أجواء المحكمة الصارمة وتخفف من وطأة أحكامها القاسية.
إن كل من عرف العميد صفي الدين يؤكد أن الصفاء والذكاء في مزايا ذهنه وعقله... وأترك الكلام عن الدين لأربابه، ولكني سأتذكر دائماً كما سيتذكر كل من سيخلف العميد ماهر صفي الدين في المحكمة العسكرية، رئيساً أو قاضياً أو محامياً أو مدعياً أو مدعى عليه، أن سيداً من دون عمامة جلس على قوس المحكمة العسكرية سبع سنوات، يحمل كأس العدل بكف ويخبئ في كفه الأخرى قدره في الدنيا والآخرة...
مع الأمنيات للعميد صفي الدين بالصحة الدائمة والتوفيق، اسمحوا لي أن أتوجه أيضاً بالتهنئة للعميد الركن نزار خليل رئيس المحكمة العسكرية الجديد متمنياً له التوفيق والنجاح...».
وللمناسبة، سلّم معالي وزير الدفاع بالوكالة الأستاذ الصرّاف درعاً تذكارية من المحكمة العسكرية الى العميد الركن المتقاعد صفي الدين تقديراً لخدماته وتضحياته وعربون محبّة وتقدير.
وبدوره، قدم رئيس المحكمة الجديد العميد الركن نزار خليل دروعاً مماثلة الى كل من العميد الركن انطوان سالم والعميد الركن الياس جرّوش رئيسي الهيئتين الاحتياطيتين الأولى والثانية السابقين.