لبنان يحتفل بجيشه

احتفال في عمشيت برعاية وزير الدفاع الوطني
إعداد: ليال صقر الفحل

حشود قصدت ساحة الجيش اللبناني وأدّت له تحية الحب والوفاء

برعاية وزير الدفاع الأستاذ الياس المر وحضوره وحضور العقيد فارس الخوري ممثلاً قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، أقامت بلدية عمشيت حفلاً حاشداً تكريماً للجيش اللبناني في عيده الثالث والستين.
على مداخل البلدة ارتفعت لافتات تحيي الجيش قيادة وأفراداً وتحتفي بالعماد الرئيس ميشال سليمان ابن عمشيت الذي رفع رأسها عالياً.
«يا أبطال الجيش،
في السّلم أنتم لها، وفي الحرب أنتم لها.
وفي الحالين، كل لبنان لكم ومعكم»...
نموذج من العبارات التي رفعتها اللافتات مجسّدة مشاعر أبناء البلدة حيال المؤسسة العسكرية ووسط رفيف الأعلام التي زيّنت مداخل البلدة وساحتها وشوارعها احتشد المواطنون ليؤدوا للجيش تحية حب ووفاء.
تقدم الحضور راعي الحفل معالي وزير الدفاع الياس المر، وحضر النائب وليد الخوري والنائب السابق ميشال الخوري، العقيد فارس الخوري ممثلاً قائد الجيش بالنيابة، والعميد بهيج وطفا ممثلاً عن قوى الأمن الداخلي، النائب السابق ناظم الخوري مستشار رئيس الجمهورية، رئيس أبرشية جبيل للطائفة المارونية المطران بشارة الراعي والقاضي أنطوان سليمان محافظ البقاع وجبل لبنان بالوكالة، ورئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى ومختار عمشيت الأستاذ غطاس سليمان رئيس تجمُّع مخاتير بلاد جبيل ومختار نهر ابراهيم الأستاذ جورج ضو، إضافة الى حشد من الضباط والعسكريين، الى عدد كبير من المواطنين.


كلمة الوزير المر
راعي الاحتفال الوزير الياس المر كانت له كلمة بالمناسبة استهلها بالقول:
إذا كانت التضحية لأجل لبنان هي شرف الجيش فإن الوفاء للجيش هو شرف الأوفياء للبنان.
وأضاف قائلاً:
أنتم يا أهل عمشيت وأبناءها كنتم للوفاء مدرسة وللعلم منارة وللجيش لواء دعم.
لـ عمشيت منا ثلاث تحيات، تحية لأن هذه المنطقة وهبت الحرف الى العالم ومنها انطلقت الابجدية وأغنت الكون حضارة. تحية لأن عمشيت تبنت الأول من آب، شاركت الجيش أفراحه وتضحياته بادلته الوفاء بالولاء فاستحقت مرتبة الشرف.
والتحية لمن حمى الجيش وحمى الوطن لمن كسر الإرهاب وأسقط الفتن لمن يحصن لبنان اليوم بقوة الوحدة والتوافق لمن يقود السفينة الى شاطئ الأمان. التحية لابن عمشيت الوفي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
في الأول من آب ننحني إجلالاً لذكرى شهداء الجيش ونتذكر أنهم ما افتدوا بحياتهم جزءاً من الوطن أو منطقة ولا طائفة، إنما وهبوا دماءهم لكل الوطن لكل اللبنانيين.
وختم قائلاً:
إن التوافق كالدم ينهمر في عروق الوطن أما الإنقسام فهو كالدم يهدر من عروق الوطن.  لنبني لبنان على صورة الجيش قوياً بوحدته موحداً بقضيته، لكي يبقى لنا وطن، لكي نستحق شرف الانتماء الى هذا الوطن، ولكي نبقى ننشد سوياً كلنا للوطن..

 

كلمة المطران الراعي
بدوره ألقى المطران بشارة الراعي كلمة قال فيها:
«هو الجيش اللبناني في عيده الثالث والستين يُهدي، ويأبى أن يُهدى.
يُهدي لبنان قائده رئيساً توافقياً للجمهورية، ومن عمشيت، هو فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي نقدّم له التهاني بعيد الجيش. وقد تسلّم قيادته على مدى تسع سنوات، فقاده بالحكمة السليمانية، بالحزم والحنان، بالقرار من دون تسرّع، بالرؤية الواضحة، بالقوة الهادئة، بجرأة الايمان، بالدرس والتشاور، بالتفاني وبذل الذات. نهنئ فخامة الرئيس لأنه ايضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة. نسأل له النجاح في رئاسة الدولة وجمع وحدة الوطن وتحقيق الأمنيات التي ضمّنها خطاب القسم.
ويهدي الجيش شعب لبنان العزة والكرامة والفخر بانتصاره في الصيف الفائت على تنظيم «فتح الاسلام» في معركة نهر البارد، التي دامت حوالى ثلاثة أشهر، وقدّمت فيها المؤسسة العسكرية، على مذبح الوطن، مئة وسبعين شهيداً بين ضباط وعسكريين. ننحني اليوم أمام ذكراهم المقدسة، بالصلاة والأسى، فضلاً عن الجرحى الذين يحملون سمات صليب الوطن.
ويهدي الجيش اللبنانيين جميعاً الاستقرار والأمن، هنا وهناك وهنالك، حيث تُشعل نار الفتنة والصراعات. فيما الجيش على خط النار يردع ويدافع ويحمي. ويؤكد كل يوم لكل اللبنانيين انه وحده الضامن للأمن والاستقرار، لأن ولاءه للبنان دون سواه.
جئنا الليلة الى «ساحة الجيش اللبناني» في عمشيت، بدعوة كريمة من حضرة رئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس، ملتفين حول معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المر، لنهدي الجيش اللبناني الامتنان والمحبة، والقادة وسائر الجنود الشكر والتقدير، مقدّمين لهم جميعاً أطيب التهاني وأخلص التمنيات بالعيد الثالث والستين.
تفتخر مدينة عمشيت بأن ساحتها مهداة للجيش اللبناني. فعندما خصّصت لتكون «ساحة الجيش»، بقرار من المجلس البلدي وتأييد مطلق من الجميع، كانت تلك مبادرة نبوية. فالقائد الذي من أجله، وتقديراً لعطاءاته ومحبة لشخصه، كانت المبادرة، حقّق في ما بعد كما من قبل، انتصارات على رأس الجيش ومواقف جعلت الأسرة الدولية والإقليمية والوطنية تجمع عليه رئيساً للجمهورية اللبنانية ومفتاح الحل لأزمات لبنان. أخذ الله بيده وحقّق الآمال. وتأتي المبادرة في محلها لأن عمشيت أعطت الجيش قائدين مميزين، وعمداء وضباطاً رفيعي الرتب والجدارة والعطاء...».

 

تحية شعرية
مختار نهر ابراهيم الأستاذ جـورج ضو هنّأ الجيش بعيـده شعراً.
وتوجّه بتحيتيـن، واحدة خصّ بها الرئيس سليمان والأخرى قدّمها للوزير المرّ.
وألقى قصيدة جاء في مطلعها:

من ظرف ست ايام تلفنلي صديق              تمنى بعيد الجيش عبّر موقفي
وقللي باسم الرابطة بمنهج طليق              احكي واعلن عن مدى الحب الوفي
قلتلو بتمون يا اصدق رفيق                   بتعرف هوانا انت حق المعرفي
بتعرف هدفنا بتفهمو بحق وحقيق             حبنا للجيش ما في لفلفي
مين غير الجيش متفاني عريق               مين البدي بلبنان مهد العاطفي
ومين غير الجيش بالظرف الدقيق           باقي املنا بهبوب العاصفه
برفض بأي ظرف انساق بطريق            واحكي شعوري بمعاني مزيّفه
لكن بعيد الجيش من ماضي عتيق           لو جيت عبّر عن شعوري المطلقة
                       لا بغلّن ولا بسكت ولا بكتفي
بعيدك يا جيش بلادنا بهنّي الفؤاد            العبّق تجاهك عاطفه وحب ووداد
كل الشعوب بعيدها بتحيي السهر            إلاّ انت بيزيد شغلك بالعياد
بدال ما بالعيد مع باقي البشر                تعيش العياد بعيد عن مرمى العتاد
بلاقيك عايش عيدك بيقظة وحذر            سهران ليل نهار عا امن العباد
بكل البدى بالامس مع وضع انفجر          عندما تكلّل بلدنا بالسواد
من جنوبنا للبارد بمطلق قدر                كنت الوسيلة الما بيدخلها الفساد
بكل البدى ولا يوم عا بالك خطر            ترخي جميلك فوق مصلحة البلاد
بيستنفروك بكل ما حسّوا بخطر             وبيحمّلوك المسؤولية بازدياد
يا جيشنا بحيّيك بعيد الكِبر                   عيد الكرامة والشرف عيد الجهاد
عيد الوفا عيد البسالة والظفر                عيد الشجاعة والبطولة والعناد
بحيي القيادة يوم عيدك والنفر                بحيي الرئاسة بشخص ريّسنا العماد
بحييك يا لبناننا بجيش انتصر                عينو عا شعبو وعالسيادة وعالحدود
                 وايدو عا قلبو وعا سلاحو وعالزناد


وكانت للشاعر توفيق سليمان قصيدة أهداها للجيش بعيده ومما جاء فيها:
عمشيت يا ثريا بسما أوطانها
                     فيها اعتنى رب الخليقة وصانها
معبودها لبنان والأرز العريق
                     وبضل للمريخ عالي شانها
وبمهاجمة لبنان لا يطمع حدا
                     بيضل يشكي العجز على طول المدى
ومندحر هجومه ببواسل جيشنا
                     وسيف مار الياس على رقاب العدا

 

رئيسة مجلس الفكر
رئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر التي حيّت الجيش قالت:
فلتقرع الطبول، وتستلّ السيوف، وليعزف نشيد الموت، فما من رحمة إلا في رصاصة الاستشهاد، وما من شرف أرفع من التضحية بالذات، كي يحيا الوطن. لا يعطى المجد إلا لمن حلموا به، ولا يكتب البطولة إلا من تعمّد بدم الشهادة. بك آمنت، والى الرب أضرع كي يحمي شجاعتك، وعن خزي الجبن يبعدك، ووصمة عار الخيانة يجنبك...
أيها الضباط، أيها الجنود، قسم ولائكم أرز الفيء، وأرض غدت أسطورة؛ ها الملاحم خبز نضالها، والمستحيل قبلة كمالها، والشهامة عنوانها، والمجد، محن تكسّرت على نبالها.
أول آب، أول تاريخنا، أول عزّتنا، أول تصميمنا على العيش، بكرامة الأخيار، وانتفاضة الثوار، واستبسال الأحرار. أيا عمشيت، أيتها اللؤلؤة، تتألقين علماً، وثقافة وفناً وعراقة، وقيادة. وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من قلب سير ضباطك ولد، وعلى وهج أنجمهم اهتدى، كلهم لمعوا، وهو تشهّب.
وختمت: باسم مؤسس مجلس الفكر حنّينا أبي نادر والأعضاء، أعايد كل فرد في مؤسسة الجيش، قائداً، ضباطاً وأفراداً. ونهاية عذابنا، مجد التاريخ تاجه، مجد رجال لم يركعوا، لم يستسلموا، سلّمناهم أمانة مستقبلنا ومنعة لبنان، فوهبوا حياتهم كي تبقى هذه الأرض وطن الإنسان.

 

أسهم ودروع وغناء
أعقب الكلمات إطلاق كثيف للألعاب النارية التي أضاءت سماء المنطقة ومن ثم تقديم الدروع وتبادل الأنخاب.
أمّا الحفل الفني فقد أحياه الفنان علاء زلزلي والفنانة قمر نادر وسط جو عارم من البهجة.


الى الجيش اللبناني في عيده
بسيفك يُرعى الأمن والحق يُنصر             وينهزم الارهاب والظلم يُقهر
وينتصر القانون فالحق سيّد                   وفي خيمة الدستور للعدل منبر
فيا جيشنا المنصور ألفُ تحية                 بعيدك أغمارُ الزنابق تُنثر
تؤدي قرابين الشهادة صامتاً                   وفي صحتك الايمان والصمت اكبر
غطاؤك شرعيُّ السياسة ناصع               وزيرك حرٌّ سيّد متبصّر
وقائدك الأعلى شموخ وحكمة                وجندك أبطالُ بهم نحن نفخر
سلاحك يحمينا ولا شيء غيره               ولا سيف إلا سيفك الحرُّ يُشهر

العميد القيم المتقاعد د. محمد ياسر الأيوبي