عبارة

اختبار دائم
إعداد: العميد علي قانصوه
مدير التوجيه

من مظاهر النجاح على الصعيدين الفردي والعام، أن نشعر بأنّنا أمام اختبار دائم، من اختبار مصاعب الحياة اليومية التي تواجه الفرد على المستوى الشخصي إلى اختبار المشاركة في الشأن العام، وحسن تحمل المسؤولية ومواجهة الأخطار الكبيرة.
?والاختبار هو الحالة التي تحفّز وتنبّه، وتدفع إلى السهر والبذل والعطاء، وتشير بشكل دائم إلى أنّ التقاعس في لحظة واحدة يخرّب حصيلة سنة كاملة، وأنّ السباق مع الذّات هو أشدّ من السباقات، وأنّ التفوّق على تلك الذّات يعني التطوّر المتواصل، ويؤكّد عدم الاكتفاء بأيّ نتيجة سابقة، إذ من الممكن، لا بل من الضروري الإضافة إليها، وتجاوزها وتخطّيها، طالما أنّ الأعباء تتوالى، والطاقات البشرية تتجدّد، والعتاد هو الآخر يتطوّر ويزداد.
المؤسّسة العسكرية هي في مثل تلك الحالات، الانجازات فيها غير عادية، متجدّدة ومتطوّرة، والتنفيذ عاجل ومتنوع. العيون لا تغمض والسواعد لا تتراخى. السهر يتوزع بين الخفراء على الجبهات، بحيث يبدو موصولًا لا تقاربه استراحة ولا قيلولة، وذلك لأنّ العمل هناك، يتمّ وفق مبدأ الوحدة الكاملة المتكاملة.
?لا يستريح مسؤول إلّا بعد أن يشمِّر مسؤولٌ آخر عن ساعديه، ولا يسكت مدفع إلَّا بعد أن يرعد مدفع ويهدر. أمَّا عن التدريب العسكري فالكلام لا ينتهي. أنّه يتمّ في كلِّ ظرف وفي كلِّ حين على مقاعد الدراسة وفي الحياة اليومية، وضمن المهمّات حيث التوجيه والتصويب والتقويم.
?بذلك، يصنّف المواطنون مؤسّستهم العسكرية في طليعة المؤسّسات. يركنون إليها، ويتّكلون عليها، ويتعاونون معها، ويكبرون بها، وبذلك يشهد العالم لهذه المؤسّسة بالنجاح في مواجهة الإرهاب وضمان الاستقرار، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وردّ ألسنة النار عن الحدود والأحياء.